كيف تخلق قادة فكر في شركتك؟

لا يمكن لأي مؤسسة أن تنجح في تحقيق أهداف غير موضوعة في استراتيجيتها أساساً؛ فالنجاح لن يكون حليفها في هذه الحالة. ومما لا شك فيه أيضاً، أن الاستراتيجيات لا يمكن تطبيقها ما لم يكن في المؤسسة فريق عمل مميز، وقادر على تبني سياسات قيادية وبناءة.


يتكون فريق العمل لديك من أفراد يشكلون معاً منظومة من الأفكار، ووجهات النظر المترابطة. وتعزيز هذه المنظومة وتطويرها باستمرار، سيجعلك تدير شركة مليئة بالقادة، مما سيؤثر إيجاباً على علامتك التجارية. لكن مقابل ذلك، هناك تحديات تجعل من الصعب تبني استراتيجية قيادة الفكر على مستوى الشركة. ولا بد أنك واجهت بعضاً منها من قبل، ثم وجدت أنها متأصلة في المؤسسة ولا يمكن تخطيها.

ويمكنك مثلاً الطلب من كبار الموظفين التنفيذيين كتابة محتوى تسويقي، لتشهد كماً هائلاً من الشكاوي مثل: "لا املك الوقت الكافي لأدير قسمي، والآن تريدني أن أمضي اليوم كله وأنا أكتب مقالة عن وجبة الفطور؟ ما الذي حصل؟ هل طردت جميع موظفي التسويق؟"

كذلك الحال ينطبق على الموظفين غير التنفيذيين، فهم ليسوا أكثر حماسة من كبار التنفيذيين في المؤسسة؛ فبعضهم يعتقد أن الخبرة الضرورية تنقصه لإثبات قدرته على القيادة. والبعض الآخر لا يرغب بالتورط في القواعد الصارمة التي قد يضطر إلى الالتزام بها عند التحدث نيابة عن الشركة.

ولمواجهة مجمل التحديات التي تواجهها المؤسسة فيما يتعلق بهذا الأمر، هناك 5 طرق لتنظيم سير العمل، ونشر قيادة الفكر في أنحاء الشركة:

1. وضع الاستراتيجية والأهداف: خطط استراتيجيتك من خلال طرح أسئلة عالية المستوى على الأعضاء الرئيسين في فريقك، مثل: ما الذي نريد إنجازه هنا (جذب المواهب، تغيير التعليمات، تعزيز عنصر الإخلاص، وغير ذلك)؟ ما الذي يميز شركتنا؟ من هم عملاؤنا المستهدفون؟ ما الذي نريد إيصاله إليهم؟ هذه الإجابات سترشدك عند ابتكار المحتوى، وستجعلك مستعداً لتطبيقه.

2. تطوير الأفكار الجوهرية: إن تطوير الأفكار من الأمور الصعبة، لذلك يجب أن تكون منظمة وممنهجة. والموظفين الذين تهدف إلى جعلهم قادة فكر لديهم جداول أعمال مليئة بالأفكار البنّاءة، ينبغي لك مساعدتهم على تنظيم وقتهم، ليتمكنوا من كتابة المحتوى المناسب للأولويات المطلوبة.

بعد ذلك، حدد مواعيد تسليم المحتوى، وتأكد أن موظفيك يدركون أنهم غير مطالبين بكتابة محتوى مثالي. وأنه لا داعي للقلق من صياغة الكلام أو جودة الكتابة. كذلك أخبرهم أن جل ما تحتاجه منهم هو الأفكار الوجيهة فقط.

3. كتابة وتحرير المحتوى: كلف الأشخاص المناسبين لصقل تلك الأفكار وتحويلها إلى نص متناسق؛ إذ يجب على الكاتب والمحرر أن يكتبا ما يتوافق وأفكار الفرد، وأن يكونا قادرين على خلق محتوى صالح للنشر.

فإن لم يكن لديك موظفون قادرون على تحقيق ذلك، عليك تعيين آخرين غيرهم من خارج الشركة. وحتى تبتكر محتوى تسويقياً مبدعاً وتنشره، عليك أن تستثمر في إنجازه جيداً وإلا ستفشل.

4. العمل مع جهة النشر: هناك فرق كبير بين النشر على مدونة الشركة، والنشر في مجلة مخصصة لقطاع معين؛ فالوقت المستغرق لنشر المحتوى على سبيل المثال تحدده الجهة الناشرة. وتفضل جهات النشر الكبرى نشر محتوى ذي نوعية وتناسق عاليين، عوضاً عن نشر أعداد كبيرة منه. وإن أردت أن تجعل جهودك محصورة داخل الشركة، خصص الوقت الكافي لتطوير شبكة علاقات قوية وحيوية.

5. تعزيز جهودك: لا ينتهي سير العمل بالنشر فقط، إذ يجب أن تضمن استخدام أعضاء فرق العمل ذات الصلة ( التسويق، الإعلام الاجتماعي، المبيعات) المحتوى بعد نشره بطريقة مناسبة. وهذا يستلزم كل شيء، بدءاً من نشر المقال عبر وسائل التواصل الاجتماعي، إلى استخدامه في تفعيل المبادرات القائمة.

وإن بدت فكرة خلق محتوى لقيادة الفكر مخيفة لفريق العمل، ذكرهم بأنهم مبدعون في الأساس، وأنهم مثل الموظفين الرئيسين، الذين يتخذون قرارات مهمة تحدد توجهات الشركة، ويخلقون وجهات نظر فريدة عن كل ما يفعلونه. وأن جل ما عليهم فعله ليصبحوا قادة فكر، هو أن يدونوا أفكارهم فقط، ليتكفل سير العمل بما يتبع ذلك من مهام.