كيف تخطط لحياتك باستخدام قاعدة "1-3-5"؟

إنَّ التخطيط هو مفتاح النجاح، ومع ذلك يشعر معظم الناس أنَّ الالتزام بخطة ما يمكن أن يقيدهم أو يحبطهم إذا لم يكونوا ناجحين، ولكن عندما تضع خطة معينة فمن المرجح أن تحرز تقدماً؛ لأنَّك توضح رؤيتك وتلتزم شخصياً بالمحاولة، فحتى لو لم تحقق جميع أهدافك فإنَّ إحراز قليل من التقدم أفضل بكثير من عدم إحراز أي تقدم على الإطلاق.



ملاحظة: هذا المقال مأخوذ عن المدونة "كيم موناغان" (Kim Monaghan)، وتُحدِّثنا فيه عن كيفية التخطيط لحياتك باستخدام قاعدة 1-3-5.

يوجد العديد من الطرائق لإحراز التقدم في خططك، قد يكون لديك قائمة مهام طويلة أو قد تعمل مع شريكٍ يشاركك المسؤولية لتحقيق أهداف أكبر؛ على سبيل المثال إذا كنت موظفاً فمن المحتمل أنَّك تضع خطة لأهداف عملك وتفكر فيها وتقيمها بانتظام؛ لذا فإنَّ التخطيط هو في الحقيقة ليس مفهوماً غريباً، ولكن يجب العثور على خطة مناسبة لك.

أنشِئ خطة لمدة عام أو 3 أو 5 أعوام بناء على قاعدة 1-3-5، فتُعَد هذه الخطة طريقة لطيفة لبناء قدرتك على النجاح دون أن تُصاب بالإحباط إذا لم تحقق هدفك اليومي، إنَّها أداة تعطي توجيهاً واضحاً لحياتك الشخصية والمهنية وتحركك في اتجاه التقدم كل يوم، وعند استخدامها بانتظام ستساعدك على تعزيز عادة التخطيط المثمرة التي تزيد من فرصتك في النجاح.

لمساعدتك على تطوير خطتك الشخصية لمدة عام أو 3 أو 5 أعوام وتحفيزك على وضعها موضع التنفيذ، إليك بعض الأمور التي يجب أن تعرفها:

1. الخطة الممتدة لعام أو 3 أو 5 أعوام مبنية على قاعدة 1-3-5:

تدور قاعدة 1-3-5 حول حقيقة أنَّك قد لا تحقق جميع أهدافك اليومية في كثير من الأحيان؛ لكنَّك على الأرجح ستنجز هدفاً واحداً على الأقل؛ لذلك للمساعدة على تحقيق هذا الهدف يمكنك تحديد هدف كبير تخطط للقيام به في قائمة المهام الخاصة بك، ثمَّ بعد ذلك تضيف ثلاثة أهداف متوسطة وخمسة أهداف صغيرة.

تشير الأهداف "الكبيرة" و"المتوسطة" و"الصغيرة" إلى حجمها وتأثيرها؛ فالأهداف المتوسطة الثلاثة هي أمور هامة؛ لكنَّها ليست عاجلة أو خطيرة، أمَّا الأهداف الخمسة الصغيرة فسيكون من الجيد إنجازها، ولكن إذا لم تفعل فلا بأس في ذلك، وعندما تقوم بإنشاء خطة 1-3-5 الخاصة بك أدرِجها تصاعدياً حسب الحجم بحيث يكون أكبر هدف هو أول هدف في قائمتك؛ لأنَّه يمثل أكبر أولوياتك.

2. تقضي قاعدة 1-3-5 على التوتر الناتج عن التخطيط:

يمكنك أن ترى مدى سهولة إنشاء هذه الخطة والعمل على أساسها بفضل بساطتها، فيمكن للجميع تحقيق هدف واحد كل يوم، ولكن العناصر الثلاثة والخمسة الأخرى ستشجعك على التقدم قليلاً إلى الأمام، ولكن الهام هو تحقيق الهدف الكبير؛ فعندما تفعل ذلك سترى بعد عام واحد أنَّك قد أنجزت 365 هدفاً، وربَّما لم تكن لتفعل ذلك دون هذه الخطة الخالية من التوتر.

3. تبدأ خطتك الممتدة لعام أو 3 أو 5 أعوام من اليوم:

قد يبدو التخطيط للعام القادم أو حتى لحياتك عموماً أمراً شاقاً بعض الشيء؛ لكنَّ التخطيط ليوم واحد سهل للغاية؛ وهذا هو السبب في أنَّ اليوم هو يوم مثالي لبدء تطبيق خطتك؛ لذا قبل أن تحرز تقدماً لمدة أسبوع أو شهر أو سنة أو ثلاث أو خمس سنوات ابدأ كل يوم.

يتيح لك ذلك تجربة الخطة التي تمتد من عام إلى 3 أو 5 أعوام حتى تتمكن من بناء ثقتك بنفسك، وكلما اتبعت هذه العادة أصبح من الأسهل أن تحرز تقدماً أكبر.

إقرأ أيضاً: التخطيط: خطواته وفوائده

4. ستحثُّك كتابة الأهداف على البدء بتحقيقها:

لا تقلق بشأن الأمور كلها التي تريد تحقيقها والأهداف التي تريدها في الحياة الآن؛ فلديك متَّسعٌ من الوقت لإنجازها، ولكن ما سيساعدك على تحرير عقلك ويحمسك للتخطيط هو كتابة الهدف الذي تريد تحقيقه، سيساعدك هذا الأمر على إنشاء قائمتك اليومية وخطتك.

ما عليك سوى إحضار دفتر يوميات أو ملاحظات أو حتى إنشاء ملف على جهاز الكمبيوتر الخاص بك وإنشاء عمودين على الأقل بعنوان "المهام" و"الأهداف"، ثمَّ بعد ذلك سجِّل الأهداف والمهام والأحلام والأشياء التي ينبغي عليك القيام بها والتي تدور في عقلك؛ سيصبح لديك كثير من الأهداف الرائعة، سوف يسهِّل عليك العصف الذهني الذي قمت به التخطيط، ولن تنسى ما كنت تحلم بتحقيقه في أثناء رحلتك في الحياة.

شاهد بالفديو: 6 طرق تساعدك على التخطيط لحياتك

5. المشاعر الإيجابية المرتبطة بالتخطيط:

قبل أن ترفض فكرة التخطيط وتراها مُقيِّدة للغاية ثمة كثير من الفوائد الجيدة المرتبطة به، فالعمل على خطة معينة، أو حتى على قائمة المهام اليومية الخاصة بك أمر مثير، إذ ستشعرك تلك الدفعة الصغيرة من هرمون الدوبامين (Dopamine) الذي يأتي بعد إنجاز كل مهمة بالرضى والإنجاز العاطفي الذي يمكن أن ينقلك إلى المهمة التالية مباشرةً.

6. تزيد الأهداف المدوَّنة من احتمال نجاحك:

لقد اكتشفت منذ سنوات قوة تدوين الأهداف سواء في حياتي الشخصية أم في أعمالي الخاصة، وأول شيء جربته هو كيف يؤدي تدوين ما تريد تحقيقه إلى زيادة احتمالات تحقيقه؛ فقد ثبت أنَّه عندما تدون شيئاً ما فمن المرجح أن تلتزم السعي وراءه.

لطالما روَّج خبراء التحفيز وأيقونات النجاح لقوة الأهداف المدونة في تحقيق النجاح، وقد شارك مارك مورفي (Mark Murphy) مؤسس شركة ليدر شيب آي كيو (Leadership IQ) - وهي شركة قائمة على الأبحاث للقيادة واندماج الموظفين - وقال: "إنَّ الأشخاص الذين يصفون أهدافهم بوضوح أو يتصورونها هم أكثر ميلاً من 1.2 إلى 1.4 مرة لتحقيقها بنجاح"، كما شرَحَ كيف تحدث الأنشطة البيولوجية والعصبية المختلفة عندما يكتب المرء أهدافه، وكيف يرفع ذلك معدل نجاحه؛ فعندما يدعم العلم نجاحك لا يمكنك أن تفشل.

7. تساعدك كتابة اليوميات على إحراز التقدم:

يحقق الأشخاص الذين يتبعون خططاً غذائية وأنظمة لياقة بدنية والرياضيون ذوو الأهداف التنافسية نجاحاً أكبر عند كتابة أهدافهم وتدوين تقدمهم في دفاتر يومياتهم، ويشجع خبراء الصحة والطب والأداء مثل علماء النفس المتخصِّصين في مجال الرياضة عملاءهم على كتابة اليوميات لاستكشاف ما الذي ينجح وما الذي لا ينجح.

من خلال تتبع المكاسب والعقبات وفرزها يزداد الوعي بالذات، وترتفع الثقة بالنفس، وتحقق الإنجازات، وكما ذكرنا أعلاه تطور عادات إيجابية؛ لذلك يمكن أن يساعدك تدوين تقدمك على البقاء في المسار الصحيح لتحقيق نجاحك الشخصي والمهني.

إقرأ أيضاً: لماذا يدون الأشخاص الناجحون الملاحظات؟ وكيف تتخذها عادة لك؟

8. تتحول قاعدة 1-3-5 إلى خطة ممتدة لعام أو 3 أو 5 أعوام بسلاسة:

الآن بعد أن أتقنت بساطة قاعدة 1-3-5 يمكنك أن تعتمد خطةً أسبوعيةً وشهريةً وسنويةً؛ فمن خلال الأهداف التي سجلتها في يومياتك يمكنك تحديد بعضاً من أهم العناصر التي ترغب في تحقيقها.

الآن أنشئ خطتك الممتدة لعام أو 3 أو 5 أعوام، حيث يمكنك أن تقوم بهاتين الطريقتين: أولاً يمكنك أن تأخذ قاعدة 1-3-5 التي تطبقها كل يوم وتحولها إلى خطة سنوية، ثمَّ فكر في هدف كبير واحد ترغب في تحقيقه هذا العام، إضافة إلى الثلاثة أهداف المتوسطة والخمسة أهداف الأصغر، ومن ثمَّ يصبح لديك خطة مدتها عام أو 3 أو 5 أعوام.

في الختام:

أفضل وقت للتخطيط لأهداف العام القادم هو في نهاية كل عام، ولكن لا يحبذ كثيرون الفكرة هذه؛ لأنَّهم عادة ما يتخلون عن السعي وراء أهدافهم بحلول فصل الربيع؛ إلَّا أنَّ التركيز على هدف كبير واحد تود تحقيقه باستخدام خطتك الممتدة لعام أو 3 أو 5 أعوام يعني النجاح في السعي وراء أهدافك بالتأكيد؛ ذلك لأنَّك لا تعقِّد خطتك من خلال تحديد كثير من الأهداف المحكوم عليها بالفشل؛ بل تحدد مجموعة بسيطة من الأهداف التي توافق وقتك.

إذا دفعك هذا المقال إلى التفكير والتساؤل عن سبب عدم إنجازك لكل ما كنت تريده في العام الماضي فأصبحت تعرف السبب الآن، والآن هو الوقت المثالي للبدء بتطبيق خطتك.

تذكر فقط أنَّ روعة قاعدة 1-3-5 تكمن في بساطتها؛ فهذا يسهِّل التخطيط وتحقيق النتائج، وتجذب الخطة سهلة المتابعة الجميع حتَّى أولئك الذين لا يحبذون التخطيط؛ لأنَّه لا يمكن لأحد أن يفشل حقاً، وبناءً على العواطف الإيجابية التي تصاحب تحقيق الأهداف الكبيرة تزداد احتمالات النجاح المستمر كثيراً؛ لذلك إذا كنت ترغب في جعل هذا العام عاماً مميزاً فأنشئ خطتك الممتدة لعام أو 3 أو 5 أعوام وابدأ في تطبيق قاعدة 1-3-5 ابتداء من اليوم.




مقالات مرتبطة