كيف تحافظ الاستراحات القصيرة على تركيزك في أيام العمل الصعبة؟

تُظهر الأبحاث أنَّ الأشخاص يأخذون فترات استراحة قصيرة من العمل على نحو أكثر في الأيام التي يكونون فيها متعبين، لكنَّ هذا ليس بالأمر السيئ. وجد الباحثون أنَّ الاستراحات القصيرة تساعد الموظفين المتعبين على التعافي من إجهادهم الصباحي، والتركيز في عملهم بشكل أفضل على مدار اليوم.



تُعرَف الاستراحات القصيرة بأنَّها فترات راحة قصيرة وطوعية خلال يوم العمل؛ إذ تتضمن الاستراحة نشاطات سهلة مثل تناول وجبة خفيفة أو الدردشة مع زميل أو التمدد أو حل الكلمات المتقاطعة.

تقول "صوفيا تشو" (Sophia Cho)، المؤلفة المشاركة لحلقة بحث عن العمل، وأستاذة مساعدة في علم النفس في "جامعة ولاية كارولينا الشمالية" (North Carolina State University): "إنَّ الاستراحة القصيرة بحكم تعريفها، قصيرة! لكنَّ استراحة مدة خمس دقائق يمكن أن تكون مفيدة جداً إذا أخذتَها في الوقت المناسب.

وتُظهِر الدراسات أنَّه من مصلحة الشركة منح الموظفين الاستقلالية فيما يتعلق بأخذ فترات استراحة قصيرة عند الحاجة، فهي تساعد الموظفين على إدارة طاقتهم بشكل فعَّال والمشاركة في عملهم على مدار اليوم".

تستند حلقة البحث الجديدة إلى دراستين كشفتا القضايا المتعلقة بالاستراحة القصيرة في يوم العمل؛ على وجه التحديد، تهدف الدراستان إلى تحسين فهمنا لكيفية تعزيز الموظفين أو الحفاظ على مستويات طاقتهم على مدار اليوم؛ وذلك من أجل التركيز في العمل حتى عندما يبدؤون اليوم مستنفدين طاقتهم بالفعل.

شاهد بالفديو: 7 طرق لتقليل إجهادك في يوم العمل

وأوضحت الدراستان أيضاً العوامل التي قد تؤدي دوراً في تحديد ما إذا كان الأشخاص قد أخذوا فترات استراحة قصيرة، أو ما فعلوه خلالها.

شملت الدراسة الأولى 98 موظفاً في الولايات المتحدة، وطُلِب من المشاركين في الدراسة ملء استبيانين يومياً لمدة 10 أيام عمل متتالية، في الصباح وفي نهاية يوم العمل، وشملت الدراسة الثانية 222 موظفاً في كوريا الجنوبية؛ إذ جعلت هذه الدراسة المشاركين يملؤون ثلاثة استبيانات يومياً لمدة خمسة أيام عمل، في الصباح وبعد الغداء وفي نهاية يوم العمل.

كانت أسئلة الاستطلاع في كلتا الدراستين تهدف إلى جمع البيانات حول جودة نوم كل مشارك في الدراسة، ومستويات التعب، بالإضافة إلى تفاعلهم مع عملهم وتجاربهم في مكان العمل في ذلك اليوم، وقد حلل الباحثون في الدراستين البيانات باستعمال أدوات إحصائية لفحص التقلبات اليومية في جودة النوم والتعب، وسلوك العمل، والمشاركة في أنواع مختلفة من الاستراحات الصغيرة.

كانت النتائج واضحة ومباشرة؛ إذ في الأيام التي كان الموظفون فيها مرهقين بالفعل عند وصولهم إلى العمل، كانوا يميلون إلى أخذ فترات استراحة قصيرة بشكل متكرر، وقد ساعدتهم الاستراحات القصيرة في الحفاظ على مستوى طاقتهم، وهذا بدوره ساعدهم على تلبية متطلبات العمل والتفاعل في العمل بشكل أفضل.

إقرأ أيضاً: أهمية أخذ استراحة قصيرة في أثناء العمل وفقاً للأبحاث

تقول "تشو" (Cho): "بشكل أساسي، تساعدك الاستراحات القصيرة على إدارة موارد طاقتك على مدار اليوم، وهذا مفيد بشكل خاص في الأيام التي تكون فيها متعباً".

بالإضافة إلى ذلك، وجد الباحثون أنَّ الأشخاص كانوا أكثر ميلاً إلى أخذ فترات استراحة قصيرة إذا شعروا أنَّ رب العمل يهتم بصحة العمال وسلامتهم.

تقول "تشو" (Cho): "عندما يعتقد الموظفون أنَّ رب العمل يهتم بصحتهم، فإنَّهم يشعرون بمزيد من التمكين لاتخاذ القرارات بحرية بشأن موعد الاستراحات الصغيرة ونوع الاستراحات التي يجب اتخاذها، وهذا أمر جيد في النهاية لكلٍّ من رب العمل والموظف".

المصدر




مقالات مرتبطة