كيف تحارب الشعور بالإنهاك في العمل؟

عندما عدتُ إلى العمل بعد شهر من إجازتي، لاحظت شعوري بالإرهاق فورَ رؤيتي لأكوام العمل المكدَّس أمامي، قاومت بشدة ذلك الشعور، ولكنَّني شعرت بالتوتر حيال مقدرتي على إنجاز الكم الهائل من العمل، مع أنَّ التدريب المثالي الذي تلقَّيتُه من قبل يجعلني أكثر ثباتاً. في هذا المقال، سأشاركك طرائق لمحاربة الإنهاك بشعورٍ مبهج.



ملاحظة: هذا المقال مأخوذ عن الكاتب "ليو بابوتا" (Leo Babauta)، والذي يُحدِّثُنا فيه عن تجربته في الاستمتاع بما نعمل حتى مع وجود ضغوط كثيفة.

يوجد نوعان من الممارسات التي ساعدتني:

  1. أخذُ الأنفاس واحداً تلو الآخر.
  2. العثور على البهجة فيما تقوم به.

دعونا نتحدث عن كل واحدة لوحدها:

1. أخذ الأنفاس واحداً تلو الآخر:

عندما تجد نفسك في مواجهة الكثير من المهام غير المنجزة، فستشعر بالإنهاك سريعاً وتتساءل "كيف يمكنني إتمام كل هذا في الواقع؟" ستُشعِرنا هذه المهام بالإرهاق وتُوقِفُنا عن العمل.

لهذا أُطبِّق هذه النصيحة بطريقة سهلة للغاية:

  1. كتابة قائمة بالمهام المُراد إنجازها، ولا بأس إن طالت القائمة؛ إذ تُعَدُّ كتابة قائمة سهلة بالمهام الخطوة الأولى للحصول على كل شيء؛ وذلك لأنَّها تتيح أمامك رؤية واضحة لما ستُقبِل عليه؛ حيث سيشعر العديد من الناس بالإنهاك لمجرد حصر المهام في قائمة، ولكن فور القيام بذلك يجب الانتقال إلى الجزء التالي.
  2. إعداد قائمة مختصرة بما يجب التركيز فيه اليوم، وبالطبع لا يمكن إنجاز جميع المهام في يومٍ واحد؛ لذلك قلِّص قائمة المهام؛ حيث تقتصر على ما ترغب في فعله اليوم.
إقرأ أيضاً: كيف تنجز أكبر عدد ممكن من المهام شهرياً؟

حاول اختصار القائمة قدر الإمكان حتى لا تشعر بالإنهاك سريعاً، وتبقى المهام قابلة للتنفيذ، وإذا لم تشعر بقدرتك على إنجازها، فاجعلها أقصر.

وأخيراً: اختيار مهمة واحدة والتركيز الكامل في أدائها، وستحصل فور إنجاز مهمة محددة على الدافعية لإنجازاتٍ أكبر.

كن حريصاً على أن يأخذ إنجاز تلك المهمة كل الاهتمام اللازم، ويمكن تشبيه الأمر بممارسة التأمل؛ إذ يسعى المتأمِّلون إلى التركيز الكامل في أنفاسهم؛ حيث يأخذون الأنفاس واحداً تلو الآخر، وعلى المبدأ نفسه أَنجِز المهام واحدةً تلو الأخرى.

عندما يبدأ ذهني بالتفكير في جميع الأشياء الأخرى التي يتعيَّن عليَّ إنجازها على القائمة، أعود مجدداً إلى التركيز الكامل في أداء مهمة واحدة فقط.

قد أستمرُّ في الشعور بالإنهاك؛ وذلك بسبب وجود قائمة تطول من المهام؛ ولكنَّني أفكر برويَّة؛ إذ لدي ملايين الأنفاس المتبقية لأخذها مع الوقت، فلِمَ العجلة؟ لن أستطيع أخذ أنفاسٍ أكثر في وقتٍ واحد، ولا أريد ذلك؛ لذا سآخذها واحداً تلو الآخر.

شاهد بالفديو: كيف تتغلب على التعب خلال ساعات العمل؟

2. البحث عن البهجة في كل مهمة:

حسناً، حتى بعد أن ركزنا في إنجاز كل مهمةٍ لوحدها، لا بدَّ أنَّنا سننجز المهام بدافع إنهاء القائمة فقط، وليس بدافع الاستمتاع وحب ما نقوم به.

ماذا لو استطعتَ أن تجد متعتك فيما تحاول إنجازه؟ ماذا لو كانت مهامك عبارة عن مغامرة، أو طريقة يمكنك التعبير من خلالها عن حبك للآخرين؟

خلال طريقي لإنجاز كل مهمة بتركيزٍ كامل، أحاول إيجاد السبب الدافع لاهتمامي بإنجاز هذه المهمة، وأبحث عن سبب يُضيء طريقي ليضفي إحساساً إلى ما أفعله، وأبحث عن سبب يربطني شخصياً بما أفعله.

 أشعلُ حماستي للقيام بالمهام عندما أذكِّر نفسي بالنجاح أو عندما أتذكر عبارة "أنا لا أفعل ذلك دائماً" كدليل على التميُّز بما أقوم به، ويمكنني أن أصف هذه الخطوة بالدخول في حالة حب مع الحياة.

اجعل أداء المهمة مصدر فرحٍ وبهجةٍ ومغامرة؛ حيث يمكن أن تكون كل مهمة مصدراً للبهجة والمغامرة؛ إذ إنَّنا نحتاج فقط إلى العثور على المفتاح، فما الذي قد يُضيء لك طريقك ويحفزك لإنجاز مهمتك القادمة اليوم؟

المصدر




مقالات مرتبطة