كيف تجعل خطاباتك محفورةً في الذاكرة

لقد حَظِي العديد منكم على الأرجح بتلك الفرصة الرائعة المُتمثِّلة في حضور حفلات التخرُّج، مثلما حَظِيْتُ أنا بهذا الامتياز حينما حضرتُ حفل تخرُّج حفيدي، فمناسباتٌ كهذه تُعَدّ دائماً مملوءة بالكثير من الفرح حيث تَظهَر مشاعر البهجة والحماسة ببساطة لدى أفراد العائلة والأصدقاء حين يُكرَّم المتخرجون على إنجازاتهم. فقد امتلأت عيناي بالدموع حين مشى حفيدي المحبوب على المنصة ليتسلَّم شهادته، إنَّها من اللحظات التي يثير حضورها البهجة في النفوس.



بيد أنَّ انتظار الوصول إلى تلك اللحظة، كما نعلم جميعاً، يمكن أن يكون طويلاً وشاقَّاً حينما يجَّب علينا الجلوس والاستماع إلى العديد من المتحدِّثين – الذي كان بعضهم ماهراً والبعض الآخر ليس كذلك، إذ توكل للمتحدِّثين مهمة إلقاء خطابات مُلائِمة للمناسبة لتثير الإلهام لدى الجيل القادم من المُتخرِّجين وتحفِّزهم ليبدؤوا فصلاً جديداً من حياتهم. ومن بين العديد من المتحدِّثين ثمَّة عادةً واحدٌ أو اثنين يُبدون القدرة على التواصل مع الجمهور والتميّز عن بقية المُتحدّثين، ويستخدمون مهارات الإلقاء الأساسية التي تعلّموها في العديد من الدورات.

إليك سبعاً من مهارات الإلقاء التي يستخدمها المُتحدّثون الماهرون والتي تجعل خطاباتهم محفورةً في الذاكرة:

1- حجم الصوت: أي بإمكانك سماعهم، فالميكروفونات تُستعمَل عادةً في المناسبات الضخمة ولكن قليلون هم الأشخاص الذين يعلمون كيفية استعمالها بصورةٍ صحيحة، وإذا لم يتمكَّن الجمهور من سماعك فإنَّك ستخسر انتباههم بالتأكيد وسيؤدي ذلك إلى ظهور محادثاتٍ جانبية وعدم إنصات أحد إلى خطابك.

2- نبرة الصوت: لا يستعمل المتحدّثون الماهرون صوتاً رتيباً، ويعرفون كيفية تغيير حدة صوتهم ونغمته ممَّا يجعل الاستماع إليهم أمراً مُمتِعاً.

3- وتيرة الكلام: صبراً، لا تتعجَّل – أو – ما هذا الشعور بالنعاس، مازلنا هنا؟ لدى المتحدثين الماهرين وتيرة جميلة، ومتوازنة، ومملوءةٌ بالتنوع. فهم يعرفون متى يمضون قُدُماً، ومتى يتمهلون، ومتى يتوقفون توقفاً فعالاً.

4- الإيماءات: مع أنَّ المُتحدِّثين يقفون دائماً خلف المنصات إلَّا أنَّهم يستعملون الإيماءات، إذ يُعَدُّ استعمال الإيماءات المناسبة فعالاً للغاية عند جذب الجمهور.


اقرأ أيضاً:
أهمية لغة الجسد في نجاح الإلقاء أمام الجمهور


5- التواصل البصري:
يعلم المتحدثون الماهرون كيف يستخدمون التواصل البصري للتواصل مع العدد الضخم من الجماهير وكيف يسترقون النظر إلى الملاحظات التي أمامهم دون أن يكون جُل اهتمامهم مُنصبَّاً على القراءة.

6- الدُعابة والابتسام: يمكن للدعابة المناسبة والابتسامة الدافئة أن يكونا مؤثِّرَيْن وطريقتَيْن رائعتَيْن لجذب اهتمام عدد كبير من الجماهير.

7- وجود رسالة ذات معنى: إنَّ الرسائل الأقوى هي الرسائل هي تلك التي تحمل معنىً وتلقى رواجاً لدى الأشخاص على المستويَيْن الإدراكي والعاطفي. كما أنَّها تكون واضحةً، ودقيقة دون أن تستغرق قراءتها عشرين دقيقة.


اقرأ أيضاً:
حركات يجب تجنبها أثناء الإلقاء أمام الجمهور


ما يزال التحدُّث أمام العامة أكثر ما يخشاه الكثير من الأشخاص، وأنا أحيي أيَّ شخصٍ يواجه هذا الخوف ويقوم بالتحدّث عنه أمام العامة رغم ذلك.

 

المصدر




مقالات مرتبطة