كيف تتنبأ بمستقبلك؟
يوجد فرق بين ما نقوله وما نفعله، وهذا يسمى الواقع، فنحن نقول أشياء كثيرة، مثل: ● "أريد أن تكون عائلتي مترابطة". ● "أريد مساعدة الناس وإلهامهم". ● "أريد شراء منزل لوالدي".
ملاحظة: هذا المقال مأخوذ عن الكاتب "داريوس فوروكس" (Darius Foroux)، يُحدِّثنا فيه عن كيفية التنبؤ بالمستقبل.
لا توجد مشكلة في قول هذه الأمور، فمعظمنا ليس لديه سوى النيَّات الحسنة، ومع ذلك فإنَّ النيات الحسنة لا تعني شيئاً؛ فلا يمكنك دفع فواتيرك بحسن نيتك. نحن نعلم أنَّ كسب العيش صعب، وعيش حياة رائعة أكثر صعوبة؛ لذلك كل يوم نعمل بجد ونبذل قصارى جهدنا لتحقيق أحلامنا، لكن كيف تعرف أنَّك في الطريق الصحيح؟ وكيف تعرف أنَّك لا تضيع وقتك؟
الأمر بسيط للغاية، انظر إلى أفعالك:
بصرف النظر عمَّا تريد تحقيقه في الحياة، يجب أن تدعم أقوالك بأفعالك، وإذا لم تفعل ذلك فلن تحقق أيَّ شيء؛ فعلى سبيل المثال، أرغب دائماً في العمل لحسابي الخاص، وفي الوقت نفسه أن أجمع أموالاً كافية في البنك لدعم أسلوب حياتي؛ ببساطة أريد أن أكون مستقلاً مادياً وروحياً وعقلياً، وبالإضافة إلى ذلك أريد أن أحافظ على لياقتي، وكل ما علي فعله الآن هو إلقاء نظرة على أفعالي؛ لذلك أسأل نفسي: "ماذا يجب علي أن أفعل لأكون مستقلاً؟":
- هل أصنع أشياء يحتاج إليها الناس؟
- هل أقوم بتحسين مهاراتي؟
- هل أضيف قيمة إلى حياة الآخرين؟
- هل أدخر 10% على الأقل من دخلي؟
- هل أستثمر أموالي؟
- هل أمارس الرياضة بما فيه الكفاية؟
- هل أقرأ ما يكفي من الكتب؟
- هل أستثمر في نفسي؟
إنَّني أضع عاداتي موضع الشك هنا، فلا يتعلق الأمر بما تريده؛ بل بما تفعله، وليس بما ستفعله في المستقبل؛ بل بما ستفعله اليوم، ويمكنني صراحةً الإجابة بنعم عن هذه الأسئلة كلها الآن، لكن يجب أن أكون صادقاً أيضاً فلم أعش دائماً بهذه الطريقة، ولم آخذ التعلم على محمل الجد لسنوات ولم أستثمر في مهاراتي ولم أمارس الرياضة بما يكفي، ولم أدَّخِر نقودي، ومع ذلك أواصل إضافة أشياء جديدة إلى عاداتي اليومية.
على سبيل المثال بدأت أخيراً في تتبُّع ما أتعلمه شهرياً، وتوجد عدة أشياء أخرى يمكنني القيام بها بطريقة أفضل، وأعلم أنَّه يمكنك التركيز على شيء واحد فقط في كل مرة؛ لذلك لا يمكنك فعل كل شيء اليوم، ومع ذلك فإنَّ ما تفعله اليوم يؤثر في مستقبلك.
شاهد بالفديو: 5 خطوات لتخطط لمستقبل ناجح
انظر إلى يومك:
1. هل تأكل الوجبات السريعة؟
في غضون 10 سنوات ستصبح أكثر بدانة وأقل صحة.
2. هل تشكو كثيراً؟
سيكون وضع حياتك كما هو بالضبط الآن خلال 10 سنوات.
3. هل تستلقي على كرسي مكتبك طوال اليوم وتشاهد مقاطع الفيديو بدلاً من القيام بعملك؟
ستظل في نفس الوظيفة، وقد تُطرَد منها.
4. هل تنفق أكثر ممَّا تكسب؟
في غضون 10 سنوات سيكون وضعك المالي غير مستقر.
من الواضح أنَّني لست عرَّافاً، لكن يسهل التنبؤ بهذه الأمور، ويمكن لأيِّ شخص لديه قليل من المنطق السليم القيام بذلك، فانظر إلى الأمر بهذه الطريقة: ما هي الأشياء المفيدة التي تفعلها اليوم؟ النقطة الهامة هي أنَّ تلك الأشياء الصغيرة المفيدة كلها مثل قراءة الكتب، وحضور الدورات التدريبية، وإجراء المكالمات الصعبة، وإرسال رسائل البريد الإلكتروني، والذهاب في نزهة على الأقدام، وقضاء وقت ممتع مع الأشخاص الذين تحبهم، تُغني حياتك.
في الختام:
عندما تفعل أشياء معدومة الفائدة، فإنَّها لن تغني حياتك بشيء، فما هي فائدة مشاهدة المسلسلات وتناول الطعام الضار والشكوى من يومك؟ فلن تسبب لك هذه الأشياء سوى نوبة قلبية، وهذه هي النقطة التي أريد إيضاحها؛ لذا فلنفعل شيئاً مفيداً كلَّ يوم.