كيف تتماشى مع احتياجات السوق الجديدة ؟

حين يتراجع الاقتصاد كما حصل خلال سنوات الركود الاقتصادي، تبرز حاجة ملحة إلى إجراء تغييرات عدة على الصعيد المؤسسي. وقد تكون هذه التغييرات ثقافية، مثل ضرورة تعزيز العلاقات الاجتماعية في موقع فيسبوك وغيره. أو قد تكون تكنولوجية، مثل انتشار الهواتف النقالة حول العالم. بالإضافة إلى أن هناك العديد من المؤشرات الأخرى التي قد يكون من الصعب ملاحظتها، والتي على المؤسسات التعامل معها والحذر منها، واتخاذ الإجراءات اللازمة تجاوبا معها.


إن العديد من المؤسسات الكبرى مثل: (ماي سبيس- Myspace) و(بلاك بيري- BlackBerry) باءت بالفشل، جراء عدم ملاحظتها ومجاراتها للتغيرات الصغيرة والمتلاحقة في السوق؛ فملاحظة هذه المؤشرات والتصرف بناء عليها مهم جدا لأي مؤسسة، وهو أمر يتطلب المهارة والتركيز.

ويكمن التحدي في أن يعرف المرء ما الذي يبحث عنه، وكيف يمكن له أن يتجاوب معه. وإليكم هنا بعضا من المؤشرات، التي تنبئ بضرورة اتخاذ قرارات تتماشى مع احتياجات السوق الجديدة.

1. تغير عرض القيمة: إذا صار الحصول على علاوة في السعر لقاء المنتج الذي تروج له صعبا، أو إذا عرضت مؤسسات أخرى منتجاتك أو خدماتك نفسها مجانا، فاعلم أنه قد حان الوقت لتغيير أسلوب عملك. ومن الأمثلة على هذا الأمر، الكتب الإلكترونية المتوافرة بأسعار أقل كثيرا من أسعار الكتب العادية.

2. ظهور احتياجات جديدة لدى العملاء لا تتم تلبيتها: ومثال ذلك: إذا كنت تمتلك متجرا إلكترونيا للمنتجات الاستهلاكية، ووجدت أن عملاءك يحتاجون إلى أغطية واقية لأجهزة أيباد الخاصة بهم، وأن هذه السلعة غير متوافرة في أي متجر آخر، حينئذ يمكنك البدء بتقديمها. أو إذا لاحظت أن المتاجر الأخرى تسلم البضائع على مدار الساعة، فيمكنك البدء بتقديم هذه الميزة أيضا.

3. دخول منافسين وموردين جدد إلى السوق: لنفرض أنك تبيع عددا من ألعاب الحاسوب الناجحة، إلا أنك لاحظت أن ألعابا أخرى بدأت بالظهور على الهواتف الذكية لقاء أسعار أقل. هنا يجب عليك البدء باتخاذ الإجراء المناسب إزاء هذا المؤشر لتجنب فقدان عملائك.

4. ظهور تقنيات متطورة وحديثة: تخيل أنك ما زلت تبيع ساعات يد رقمية تقليدية، على الرغم من ظهور مؤسسة جديدة في السوق تقدم ساعات متقدمة تكنولوجيا، ويمكن توصيلها بالهاتف الذكي.

5. تغير مقاييس الأداء الأساسية في مؤسستك: ومثال ذلك: قد تنخفض نسبة مبيعات أحد أهم منتجاتك، أو قد يرتفع مخزونك من أحد المنتجات. فإذا تغيرت أي من هذه المقاييس فقد يكون ذلك إشارة على ضرورة التغيير أيضا.

6. وجود فرص غير مستغلة: أحيانا قد تفاجأ بوجود فرصة سانحة لم يستغلها أحد بعد. هذه إشارة لك لتقتنصها.

7. التغيرات التدريجية وعواقبها: من السهل ملاحظة التغيرات الكبيرة، إلا أن معظم المؤسسات تغفل عن التغيرات الصغيرة. ابحث جيدا عن أي تغير غير متوقع مثل: القوانين الحكومية الجديدة أو التحولات المالية أو الاختلافات التي تطرأ على البيئة أو المجتمع، سواء في بلادك أو في البلدان الأخرى. إن أول من يستجيب لهذه المؤشرات هو من سيكسب.

8. التغيرات في البيئة المحيطة بك: أحيانا تكون مؤشرات التغيير طفيفة، بحيث يصعب متابعتها. ومثال ذلك أن تلاحظ بأن هاتفك لم يعد يرن كثيرا، أو أن أفضل موظفيك بات واضحا عليه الشعور بالملل. مثل هذه الأحاسيس والمؤشرات قد تكون بوادر تغيير ما.

من ناحية أخرى، يجب التعامل مع المؤشرات الأولية بعقلية مبدعة ومنفتحة وببديهة سريعة، لمجاراة السوق والحفاظ على مستوى متقدم من المنافسة فيه. وإليكم 5 خطوات نوصي باتباعها لتعزيز التفكير الإبداعي إزاء التغيرات المحتملة أو الواقعة:

· شكك في كل الأمور التي تعرفها وتعدها من المسلمات.

· ادرس التحديات التي يمكن مواجهتها، وافهم جيدا ما يحدث من حولك.

· فكر من منظور مختلف لتصل إلى أفكار أكثر إبداعا، وابحث في المفاهيم والنظريات والمبادئ الأخرى.

· اختبر نظرياتك من خلال التجربة لاتخاذ التغييرات اللازمة.

· لا تكف أبدا عن تقييم وضع مؤسستك، لتحديد مدى قدرتها على البقاء في السوق.

ومن المعروف أن رواد الأعمال يقتنصون الفرص المتاحة كلها، صغيرة كانت أم كبيرة، لكن من المهم أيضا ضمان استمرار نجاحهم بعد مرحلة الإبداع الأولى. ولتحقيق ذلك، تجنب أن تصاب بالغرور جراء نجاحك الأولي، وابق يقظا لمتابعة أي مؤشرات تدل على حدوث التغيرات من حولك.