كيف تتغلّب على مخاوفك عندما تفكر في البدء بعمل جديد

يُعَدُّ الشك، والخوف، وعدم الثقة بالنفس، مشاعر تواجه الناس بوجه طبيعي حينما يفكرون في البدء بعملٍ خاصٍ بهم، وهذا أمرٌ مخيف لا شك في ذلك، إذ إنَّ رواد الأعمال مهما بلغ بهم العمر ومهما بلغ مستوى خبرتهم يواجهون شكوكاً داخلية حينما يحملون على عاتقهم السعي إلى القيام بعمل جديد وإخراج أفكارهم المميزة من رؤوسهم لتطبيقها على أرض الواقع.



حينما تكون رائداً للأعمال فإنَّك تشعر بضغوط إضافية من أجل تحقيق النجاح ليس لأنَّ الموظفين، والشركاء، والمستثمرين يعتمدون عليك فحسب بل لأنَّك غالباً تريد أن تثبت لنفسك، ولعائلتك، ولأصدقائك أنَّ فكرتك ذات قيمة وأنَّ لديك الشجاعة لجعلها واقعاً.

فقد وجد استطلاعٌ أجراه موقع (Weebly) أنَّ ثلث الأمريكيين يخافون البدء بمشروعهم الخاص أكثر من خوفهم من القفز من الطائرة. ومع انخفاض نسبة إنشاء مشاريع جديدة إلى 65% موازنةً بما كان عليه الحال في ثمانينيات القرن الماضي يُعَدُّ الخوف الحقيقي سبباً في وأد الأفكار، وخنق الاقتصاد، وانخفاض النمو على مستوى الوظائف.

ما الذي يحرك هذه المخاوف؟ وكيف تتجاوزها وتؤسس عملاً ناجحاً؟ يتعلق الأمر بإيجاد الشجاعة اللازمة لتخطو خطوتك الأولى، وتلتزم بفكرتك التزاماً نابعاً من القلب، وتؤمن بقدراتك.

سنُعرِّج فيما يلي على بضع طرائق لتجاوز بعض أكبر العقبات الذهنية التي تواجه رواد الأعمال والتي جمعتها خلال رحلتي في عالم ريادة الأعمال ومن خلال المناقشات التي أجريتها مع زملائي من رواد الأعمال:

1- ضع أهدافاً قابلة للتحقيق وتخلَّ عن المثالية الموجودة داخلك:

من أين ستبدأ؟ ثمَّة كمٌّ كبيرٌ من التفاصيل التي وجب التفكير فيها ومن العمليات التي وجبَ الإعداد لها، ولكن إذا كان ثمَّة خصلة وحيدة يشترك بها رواد الأعمال فهي القدرة على وضع الأهداف، لذا ابدأ بتحديد الرسالة العامة لشركتك وضع مهاماً صغيرة وقابلة للإنجاز يمكن أن تكون نقطة انطلاق نحو الوصول إلى تلك الرسالة.

هذه الأهداف الصغيرة لن تجعل رسالة الشركة مُستوعَبةً استيعاباً أكبر وأقل إثارةً للخوف وحسب لكنها تمنحك كذلك مؤشراً جيداً يساعدك فعلياً على أن تعرف من أين تبدأ.

يُعَدُّ رواد الأعمال غالباً أشخاصاً مثاليين من الدرجة الأولى ولكن تذكر أنَّه ليس من الضروري أن يكون كل شيءٍ مثالياً لكي تبدأ فاشرع ببناء موقعك الإلكتروني وتحدث عن عملك لكل من يرغب في الاستماع إليك.

تُعَدُّ الأهداف الواقعية ذات أهميةٍ خاصة حينما تبدأ عملك بوصفه نشاطاً يقدم لك دخلاً إضافياً، حيث يقول "جيف ويغونا" (Jeff Wiguna) وهو المدير التنفيذي لـ (Kuju Coffee) وأحد المؤسسين: "يُعَدُّ البدءُ أمراً صعباً بالفعل لأنَّه يشكل تغييراً في نمط حياتك اليومي، ومعظم الناس لديهم وظائف وحياة منتظمة يتعاملون معها".


اقرأ أيضاً:
5 قواعد ذهبية مثبتة علميًا في تحديد الأهداف


2- ركّز اهتمامك على بناء مجتمع يحمل الشغف ذاته الذي تحمله:

بصراحة الشغف والمثابرة وحدهما لن يكونا كافيَين لجعلك تحرز تقدماً كبيراً في عملك، دون الاستقرار المالي سيتوقف عملك وتتراكم ديونك، وهنا يكون من المهم أن بناء مجتمعٍ خاصٍ بك يتكون من بضع مجموعات من المستثمرين، والشركاء، والزبائن الشغوفين الذين يساعدونك على تحقيق النجاح على المستوى المالي. فتعرُّفُك على أشخاصٍ يشعرون بالحماسة تجاه العمل الذي تقوم به سيجعلك مصدر دعمٍ صلب بالنسبة إليك.


اقرأ أيضاً:
هل تبحث عن الإلهام! 6 نصائح ستمكِّنك من العثور عليه بالتأكيد


3- تخلَّ عن فكرة وجود توازن مثالي بين العمل والحياة الشخصية:

كُن مستعداً لتكريس جُلّ وقتك وطاقتك للبدء بالعمل لأنَّك إذا لم تكن مستعداً لذلك سيكون تحقيق النجاح أمراً صعباً، إذاً ما الذي سيحصل لحياتك الشخصية وعلاقاتك؟ إذا كنت رائداً للأعمال فإنَّ الخط الفاصل بين الحياة الشخصية والحياة المهنية يُعَدُّ ضبابياً بعض الشيء ولكن من المستحيل أن تبدأ بالعمل دون التفكير في كيفية تعاطي عائلتك وأصدقاءك مع ذاك العمل. من حسن الحظ أنَّه حينما يكون لديك الدعم المناسب فإنَّ إدارة العمل لن تكون عائقاً أمام حياتك الشخصية، لذا تأكَّد من أن تحيط نفسك بالأشخاص الذين يتفهّمون الحاجة إلى وجود التوازن في الحياة والذين لن يجعلوك تشعر بالذنب.


اقرأ أيضاً:
5 نصائح لتحقيق التوازن بين عملك وحياتكَ الشخصيّة


ليس ثمَّة بكل تأكيد حل واحد يناسب جميع الناس، حيث تقول "كاتي راكيل" (Katie Raquel) مؤسِّسة (Katie's Coldpress) في إحدى الحوارات: "من المخاوف التي راودتني هي أن أستثمر قدراً كبيراً من الوقت في أمرٍ ما وأكون بعيدةً عن ابنتي ثمَّ لا أقطف ثمار استثماري ذاك. حيث إنَّ كيفية تحقيق التوازن بين العمل والعائلة يُعَدُّ مسألةً شخصية بالنسبة إلى جميع رواد الأعمال، وكل الاحترام لأولئك الذين ينجحون في تحديد الأنسب بالنسبة إليهم. أما بالنسبة لي فقد كان الأنسب هو إدارة معظم العمل من المنزل من خلال كمبيوتري وهاتفي حيث أمكنني البقاءُ مع أطفالي خلال الأسبوع".

وجد استطلاعٌ أجريناه في أمريكا أنَّ 57% من الناس لديهم على الأقل فكرة واحدة يفكرون في تحويلها إلى عمل، إلَّا أنَّ 40% فقط في الواقع هم الذين يتجرؤون على الإقدام على تنفيذها. إذ يكون الشعور بالشك حاضراً دائماً حينما يبدأ أحدنا مشروعه الخاص أو يسعى إلى تحقيق أي حلمٍ يراوده وقد يترافق كل قرارٍ نتخذه في حياتنا مع الشعور بالوهن والشك ولكن ما يميز أولئك الذين يبلغون هدفهم في إدارة عمل خاص بهم عن أولئك الذين يكتفون بالوقوف مكتوفي الأيدي هو قدرتهم على التحرك وأخذ زمام المبادرة.

المصدر




مقالات مرتبطة