كيف تتعافى من آثار مقابلة عمل سيئة

إنَّ مقابلات العمل أمرٌ يرهق الأعصاب. وعلى الرَّغم من أنّك تستعد لها بشكلٍ جيد وتحظى بنوم مريحٍ في الليلة التي تسبقها، إلا أنَّ الأمر قد لا يسير على ما يرام أحياناً. حسناً، إليك خبراً سارَّاً: ربما لم يكن الأمر سيئاً كما تعتقد. إذ يعرف القائمون على ذلك النوع من المقابلات أنَّ تلك العملية يمكن أن تجعلَ يداكَ تتعرقان، وتتسبب في فقدك لتسلسل أفكارك.



قالت كيري هانون مؤلفة كتاب (أَحِبّ عملك: القواعد الجديدة للسَّعادة المهنية): "نحن جميعاً ننتقد أنفسنا أسوأ من نقد غيرنا لنا. وعلى الأغلب أنَّ ذلك الصوت في رأسك أكثر انتقاداً بكثير مما ينتبه له ذلك الشخص الذي يجلس على الجانب الآخر من الطاولة. لذا خفف من نقدك لنفسك قليلاً".

ولكن إذا ما شعرتَ بأنَّك قد فشلتَ فشلاً ذريعاً في مقابلة ما، وكنت تريد أن تحصل على تلك الوظيفة بشدَّة، فلا تزال هناك بعض الطرق لكي تتعافى من آثار تلك المقابلة.

أنت تتخبّط في موقفٍ حرج:

إن كنت تجلسُ أمام مدير توظيف ووجدتَ نفسك تثرثر بكلامٍ لا معنى له، فاكبح جماحَ نفسك. إنَّه لمن المهم أن تتذكر ألا تصاب بالذعر. تنفّس بعمق وحاول أن تجعل المحادثة تتمحور بعيداً عنك، وتدير دفة الحديث تجاهَ من يقوم بإجراء المقابلة.

تقول كيري في هذا الصَّدد: "كل ما عليك القيام به هو إيقاف تسلسل أفكارك مؤقتاً، وأن تصمت لبرهة، حوِّل مسار المحادثة مجدداً إليهم من أجل أن تدعهم يتحدثون. كأن تطرح سؤالاً عاماً، مثل: "من وجهة نظركم، ما هو أكبر تحدٍّ قد يواجهه من يتولى ذلك المنصب؟" أو "كيف تصفون فلسفة الشركة؟".

كما أنَّ ذلك يساعد على إيصالِ فكرةٍ عنك بصفتك عاملاً، ويعرِّف بمجموعة المهارات التي تمتلكها والإسهامات الفريدة التي يمكنك أن تقدمها، هذا إن شعرتَ أنَّك ابتعدت في حديثكَ عن المسار الصحيح.

تقول آنا براي، المديرة التنفيذية والكوتش المهنية في مؤسسة جودي مايكل أسوشيتس: "لخِّص في ذهنكَ ما تريد قوله برسالةٍ بسيطة، ثم عُد إلى إليها إذا ما لاحظت أنَّك تدور في حلقةٍ مفرغة".

شاهد بالفيديو: 7 أسئلة لا يجوز أن تطرحها أثناء مقابلة العمل 

أرسل إليهم رسالة شكرٍ على الفرصة التي منحوكَ إياها:

هذا صحيح، لا يزال يتعيَّن عليكَ إرسالَ رسالةَ شكر، حتى وإن كنت تعتقد أنَّك قد فشلت في مقابلتك تلك. إنَّ ذلك لا يعتبر لباقةً من قِبَلك وحسب، بل إنَّه أيضاً يمنحك فرصة أخرى لكي تسلط الضَّوء على مهاراتك وخبراتك، أو أن تحاول الإجابة مرة أخرى على سؤال أخطأت فيه خلال المقابلة. إلا أنَّه ومن ناحية أخرى، لا ينصح الخبراءُ بأن تعتذر أو تعترف بأنَّك قد أخطأت أثناءَ المقابلة.

تقول هانون: "تعامل مع الأمر بطريقة إيجابية. استفض واشرح ما تريد قوله على ضوءِ أيِّ سؤالٍ لا تعتقد أنَّك قد أجبت عليه بطريقةٍ مناسبة، أو أيَّةِ مهاراتٍ وخبراتٍ تملكها ولا تعتقد أنَّك قد أوصلتها بالشَّكل الأمثل. فقط احرص على ألَّا تُسلِّطَ الضوء على أمرٍ قد تجاهله من أجرى معك المقابلة. إذاً أشرح ما تريد قوله، لكن لا تعترف بأنَّك قد كنتَ في حالةٍ يُرثى لها".

إقرأ أيضاً: 10 طرق لتتغلب على مخاوفك في مقابلة العمل

ضع من أوصى بك على أُهبة الاستعداد:

إذا ما شعرتَ بأنَّك لم تسلط الضوء كفايةً على بعضٍ من مهاراتك، فاطلب ممن منحوك رسالة توصية أن يُساعدوكَ على سدِّ تلك الثَّغرات. وقم بوضعهم في صورةِ ما جرى أثناء المقابلة، ونبِّههُم بأنَّهم قد يتلقون مكالمة بهذا الخصوص.

تقترح براي ما يلي: "اطلب منهم أن يعيدوا التأكيد على نقطة تشعر أنَّك ربما لم تنجح في توضيحها، أو أن يُسلِّطوا الضوء أكثر على أمرٍ قد تناقشتم فيه أنت ومن أجرى معك المقابلة".

عزِّز مقابلة العمل:

إذا لم تُبلِ حسناً أثناء المقابلة، فقم بتقديم مواد إضافية من شأنها أن تلقي الضَّوءَ على مهاراتك وخبراتك. تستذكر جورجين هوانغ، الرئيسة التنفيذية والعضو المؤسس في شركة (Fairygodboss)، ذلك المرشح الذي أرسل عرضاً تقديمياً يوضح فيه وبالتفصيل، ما كان يتخيَّل إنجازه في أول ثلاثة شهورٍ من أيَّام العمل. إذ قالت: "لقد ذهب ذلك المرشح بالفعل إلى أبعد مدىً ممكن، وأظهر أنَّه أراد تلك الوظيفة حقَّاً".

إقرأ أيضاً: 7 أسئلة يمكنك أن تبهر بها المسؤولين عن مقابلة العمل معك

تعلَّم من أخطائك:

لن تسيرَ كل مقابلةٍ بشكلٍ مثالي، لذا من المهم أن تتعلّم من أخطائك. اجلس واستعرض الأجزاء التي سارَت على ما يرام، والنَّواحي التي تحتاج إلى أن تقومَ بتحسينها. بالنِّسبة للكثير من الناس، فإنَّ اتّباع نهجٍ أبطأ عند الإجابة، سيُخفّف من مشاكل المستقبل.

تقول هانون: "إنَّ الأمرَ ليسَ بالسِّبَاق. لذا لا تتلعثم، بل كُن واثقًا هادئاً وتكلَّم برويَّة".

المصدر




مقالات مرتبطة