كيف تتخلص من التسويف وتنجز أعمالك في وقت قصير؟

"أنا شخص كسول جداً؛ لذلك لا أستطيع إجراء أي تغيير"، لقد سمعت هذا الكلام من عملاء كثيرين، ينتقد معظم عملائي أنفسهم عندما لا يبحثون عن فرص جديدة أو يعملون على مشاريع جديدة، ويتساءلون فيما إذا كان محكوم عليهم بالتسويف إلى الأبد، يمكن أن ألوم نفسي بطريقة سلبية عندما أكون كسولةً، وعندما أصف نفسي بالكسولة يجعلني ذلك كسولةً أكثر، وهذا الأمر يحدث تماماً مع عملائي؛ لذلك كانت الخطوة الأولى للتغلب على التسويف هي معرفة أنَّ العائق الذي يمنعني من العمل ليس الكسل أو التسويف؛ وإنَّما القلق.



ملاحظة: هذا المقال مأخوذٌ عن المدوِّنة "جوهانا بوغارت" (JOHANNAH BOGART)، وتُحدِّثنا فيه عن تجربتها الشخصية مع التسويف.

توجد طريقة محددة يمنعنا فيها القلق أنا وعملائي من المُضي قُدماً في العمل، وهو مفهوم كاتش-22 (Catch-22).

مفهوم كاتش-22 للقلق:

دعني أذكر لك بعض الأمثلة من تجربتي الشخصية لشرح طريقة عمله:

قدتُ سيارتي في أحد الأيام متجهةً إلى العمل وأنا قلقة من أن أتأخر 5 دقائق، وفي الوقت نفسه قلقت من أنَّني سأصل إلى وظيفتي قبل أن تنتهي أغنيتي المفضلة التي أسمعها على الراديو التي مدتها 3 دقائق؛ فقد وضعتُ نفسي في موقف لن أكون راضية فيه مهما كانت النتيجة.

قلقت إحدى عميلاتي بشأن الدخول في علاقة مع شخص ما في فرنسا (France)؛ لأنَّها لن تكون هناك إلا في فترة الصيف، وخافت في الوقت نفسه؛ لأنَّها لن تقابل شخصاً مميزاً في فرنسا على الرَّغم من وجودها هناك كل فترة الصيف، كما أنَّه لديَّ عميل قَلِقَ لأنَّه لن يكتشف أبداً هدف حياته، في حين كان خائفاً من العثور على هدف لأنَّه سيجبره على تغيير حياته.

إنَّ القلق أشبه بأرجوحة لا نستطيع التوازن فيها؛ إذ نظن أنَّ كل حركة ستؤدي إلى سقوطنا، نحن نماطل في اتخاذ القرارات، فلا أحد يرغب في اتخاذ خطوة إلى الأمام إذا كنَّا نظنُّ أنَّها ستؤدي إلى فشلنا، فإنَّ المواقف التي تواجهنا لا تسبِّب لنا الإرهاق؛ وإنَّما الطريقة التي نقلق بها بشأن هذه المواقف هي التي تسبِّب الإرهاق.

شاهد بالفيديو: كيف تتخلص من المماطلة والتأجيل؟

تحويل الخسارة إلى ربح:

في المثال الذي ذكرته سابقاً عن إحدى عميلاتي، ليست مشكلتها أنَّها ستعيش في فرنسا خلال فترة الصيف فقط؛ وإنَّما القلق الذي يخبرها بأنَّها إذا انتقلت إلى فرنسا ستكون وحيدةً إلى الأبد أو سينكسر قلبها، ويمكن أن يكون هذا الموقف مربحاً في الحالتين كلتيهما؛ فقد تجد عميلتي الشريك المناسب في فرنسا أو أنَّها ستعيش تجارب كثيرة ثم تضطر إلى المغادرة، أما بالنسبة إلى العميل الآخر، فإنَّه سيبقى ضمن منطقة الراحة الخاصة به أو سيكتشف هدفاً جيداً يغير حياته.

إذا وجدت نفسك تستخدم نموذج كاتش-22 في حياتك مثل الأمثلة المذكورة آنفاً، فتوقف عن القلق وحاول التفكير بطريقة معاكسة؛ إذ تستطيع كسب الموقف.

يظهر نموذج كاتش-22 في الحالات الآتية:

  • تبديل الوظائف.
  • الانتقال من مدينة إلى أخرى.
  • الالتزام بعلاقة.

إذا فكرت في ترك الوظيفة التي تحبها من أجل وظيفة ستكون أفضل في سيرتك الذاتية، فابحث عن الجانب الإيجابي، فقد تستمر في العمل فيما تحب أو أن ترتقي إلى مستوى أعلى، وإذا كان عليك العيش في مدينة وجدت فيها فرصة عمل جيدة لكنَّك تجد صعوبة في الابتعاد عن العائلة، فقد تتمسك بفرصة العمل تلك أو تبقى بجوار عائلتك، وأخيراً إذا كنت ترغب في الزواج من الشخص الذي تحبه؛ لكنَّك تجد صعوبة في الالتزام، فاعلم أنَّك وجدت شريكاً يجعلك ترغب في أكثر ما تواجه صعوبة به، وهو الالتزام وهذا بحد ذاته أمر رائع.

راقب كيف ستشعر إذا فكرتَ بما ستكسبه من الخيارين كليهما؛ فإذا زادت لديك مشاعر القلق بدلاً من أن تنقص، فربما لا يكون ما ستخسره هو المشكلة الحقيقية.

إقرأ أيضاً: 12 نصيحة للتخلص من التسويف

إليك ما يمكن أن يحدث:

  • أنت خائف من أنَّك لن تكون قادراً على التعامل مع الأمور الجيدة التي ستصادفك في الحياة.
  • أنت ترغب في الشعور بالطمأنينة مع شخص آخر؛ لذلك تركز على الأخطاء للحصول على المساعدة.
  • تبرر لنفسك سبب عدم قيامك بما تريد.
  • أنت تظن أنَّك يجب أن تكون مستعداً، وتتخلص من الصعوبات جميعها، لتخطو خطوتك.

تقلِّل فكرة تحقيق المكاسب في الحالتين كلتيهما من المخاطر، وتسمح لك بالشعور بالحماسة بشأن مستقبلك.

إقرأ أيضاً: كيف تتغلب على التسويف؟

في الختام:

عندما تسمح لنفسك برؤية الجانب الإيجابي في كل خيار، فإنَّك تمنح نفسك الفرصة لتخيل مستقبلك المثالي بصورة كاملة، وسيتيح لك شعور الحماسة الذي يرافق تفكيرك في إمكاناتك معرفةَ ما تريده حقاً.




مقالات مرتبطة