كيف تبقى على اطلاع بآخر أخبار فيروس كورونا دون أن تفقد عقلك؟

في الجو العامِّ الحالي، يمكن للبقاء على اطلاعٍ على آخر الأخبار أن ينقذ حياتك أو أعمالك فعليَّاً؛ إذ نحتاج جميعنا إلى معرفة أحدث المبادئ التوجيهية الصحية لنستطيع اتباعها، وإلى معرفة المعلومات الصحيحة حول ما يجري الآن في العالم في ظلِّ تفشِّي فيروس كورونا، وذلك من أجل الوصول إلى قراراتٍ بشأن نشاطاتنا التجارية والعمل، والتي يمكن أن تعني الفارق بين الحفاظ على عملنا وإغلاقه نهائياً. ولكن، وفي حين أنَّ البقاء على اطلاعٍ أمرٌ ضروري، إلَّا أنَّ التنقُّل باستمرارٍ بين العناوين الرئيسة يمكن أن يتسبَّب بأضرارٍ تفوق منافعه.



وجدت دراسةٌ حديثةٌ، أنَّ تمضية خمس دقائق فقط بمتابعة الأخبار الكئيبة صباحاً، يجعل الناس غاضبين جداً لثماني ساعاتٍ تالية. وتُشير آخر الأبحاث إلى أنَّ إغراق نفسك في الأخبار السلبية يمكن أن يؤدِّي إلى الإصابة بأعراضٍ تشبه أعراض اضطراب ما بعد الصدمة. وقد أظهر باحثو وسائل الإعلام أنَّ الكثير من الأخبار السيئة تجعلنا فعليَّاً أقلَّ لطفاً، وأقلَّ إفادةً للآخرين.

كيف تبقى على اطلاع بآخر الأخبار مع المحافظة على رجاحة عقلك؟

تحتاج إلى البقاء على اطلاع، ولكنَّك تحتاج أيضاً إلى الاحتفاظ برجاحة عقلك؛ فما الحل إذاً؟ لقد أجرت جامعة كاليفورنيا في بيركلي (UC Berkeley's Greater Good science center)، استطلاعاً شاركت فيه مجموعة متنوعة من الخبراء لمعرفة ذلك. إليكَ المقترحات الرئيسة:

1. استيقظ على شيءٍ آخر غير العناوين الرئيسة:

إذ نعرف كلُّنا أنَّ العناوين الرئيسة في الأسابيع القادمة ستكون محبطة.

ربَّما عليك أن تهتمَّ بالدراسة الأولى المذكورة هنا، وتبدأ يومك بشيءٍ آخر عدا هدر وقتك على الأخبار المحمومة، إذ أنَّ هناك مليون طريقةٍ أخرى أفضل لتضع نفسك في حالةٍ نفسيةٍ إيجابيةٍ لبقية اليوم.

إقرأ أيضاً: 5 نصائح هامة لتبدأ يومك بإيجابية

2. الحدّ من متابعة الأخبار بشكل عام:

لا بدّ أنّك تجد هذا صعباً على المستوى الشخصي، لكنَّ الخبراء يصرُّون على أنَّه أمرٌ ضروري.

"لا تدع نفسك جالساً أمام جهاز الكمبيوتر الخاص بك لتبحث باستمرارٍ عن مستجدَّات الأخبار وعمَّا يحدث" - أليس هولمان (Alice Holman)، باحثةٌ تدرس التغطية الإخبارية، والتي قالت أيضاً لمعهد "غريتر جوود للعلوم" (Greater good): "تتغيَّر الأمور بسرعة، لكنَّنا نعرف بالفعل ما يتعيَّن علينا القيام به".

3. استخدم وسائل التواصل الاجتماعي للتواصل، وليس للحصول على الأخبار:

إنَّ الحصول على الأخبار الخاصَّة بك من قنوات الأخبار في وسائل الإعلام الاجتماعية، أشبه بالمعضِلة؛ لأنَّنا ما زلنا نجد صعوبةً في التمييز بين المصادر الجيدة والمصادر المزيفة على الإنترنت. يحذر خبير وسائل الإعلام في ستانفورد، "جيف هانكوك" (Jeff Hancock)، من هذا قائلاً: "ابحث عن مصادر موثوقةٍ مثل: مراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها (CDC)، ومنظمة الصحة العالمية (WHO)، من أجل الحصول على الحقائق الأساسية؛ وابق على تواصل مع أحبائك من خلال وسائل التواصل الاجتماعي".

إقرأ أيضاً: كيف تتحقق من صحة المحتوى والأخبار على شبكات التواصل الاجتماعي؟

4. اصنع خليطاً من الأخبار السعيدة:

لا يمكنك أن تتجنب الأخبار السيئة على الفور، وخاصّة المتعلقة منها بفيروس كورونا، ولكن يمكنك أن تتخذ قراراً واعياً بتحسين نظام الأخبار في وسائطك الإعلامية، وذلك عبر الاطلاع على مزيدٍ من القصص السارة التي تركِّز على الجوانب الإيجابية والبنَّاءة.

5. تعرَّف على انحيازاتك الخاصَّة:

إنَّنا جميعاً -مهما كنَّا أذكياء- نتجوَّل حاملين عقولاً مليئةً بالتحيُّزات. نحن نستخفُّ بفرص حدوث أشياء سيئةٍ لنا (الانحياز إلى التفاؤل)، ونعطي مزيداً من المصداقية للمعلومات التي تتوافق مع وجهات نظرنا الحالية (الانحياز إلى التصديق)، وملتزمون بإيلاء مزيدٍ من الاهتمام للشرِّ على حساب الخير (الانحياز إلى السلبية).

يمكن أن تكون معرفتك بهذه النزعات عاملاً مساعداً في البحث عنها، وربَّما تصحيحها.

هل سيجعل كلُّ هذا من مواكبة الأخبار شيئاً مبهجاً في الأسابيع المقبلة؟ لا يمكن لأحدٍ أن يضمن ذلك، ولكن من خلال التركيز على ذلك، يمكنك -على الأقل- التأكُّد من أنَّك في النطاق العقلي الأفضل للتعامل مع كلِّ الأخبار السئية التي يلقيها العالم على مسامعنا.

 

المصدر




مقالات مرتبطة