كيف تؤثر الفيضانات على الحيوانات؟

الماء ضروري لحياتنا، ولكنَّه قد يكون كارثة أيضاً، فالفيضانات هي أكثر أشكال الكوارث الطبيعية شيوعاً، وفي بعض الأحيان تحدُث بانتظام مع زيادة في شدة الضرر، ولقد قرأنا دائماً عن تأثير الفيضانات في البشر كيف دمرت منازلهم، وكيف يموت بعضهم بسبب ذلك، وكيف يضر ذلك بأعمالهم، وكيف يزيل كل إنتاجهم وما إلى ذلك، ومع ذلك فإنَّه بطريقة ما له تأثير جيد في الأرض.



كل واحد منا يعتمد على الأنهار في الغذاء والمياه العذبة والأراضي الخصبة لزراعة المحاصيل؛ إذ تتطلب الأراضي والمحاصيل مياه الفيضانات لزيادة خصوبتها، لكن هل فكرت يوماً في كيفية تأثير الفيضانات في الحيوانات؟ الحيوانات ليست قادرة على مساعدة وإنقاذ نفسها من كارثة طبيعية كبيرة مثل الفيضانات، فهو أمر مفاجئ دائماً؛ ولهذا السبب لا يستطيع حتى الأشخاص القريبون منها بذل أي جهد لإنقاذها، فلها تأثير في الماشية والحياة البرية والحيوانات البرية والحيوانات البحرية أيضاً.

حتى بعد جفاف الفيضان الذي يستغرق الكثير من الوقت يتعين على الحيوانات شق طريقها إلى الأراضي الرطبة، ومع ذلك ما تزال هذه الفيضانات هامة للحفاظ على العمليات البيئية مستمرة في جميع أنحاء النظام البيئي.

كيف تؤثر الفيضانات في الحيوانات؟

تؤثر الفيضانات في الحيوانات البرية وكذلك الحيوانات الماشية، فهذه ظاهرة طبيعية ولا يمكن لأحد السيطرة عليها، والحجم والشدة اللذان تجري بهما المياه عبر الأرض يجرفان الكثير من الحيوانات بعيداً، وهذا يؤدي إلى نفوق العديد منها، حتى إنَّ الفيضانات لديها القدرة على التأثير في الحيوانات الكبيرة مثل وحيد القرن والفيلة؛ لذا فإنَّ شدة تأثر الحيوانات الصغيرة أمر لا يمكن تصوره.

قد تتسبب الفيضانات في غرق الحيوانات مرات عدة، وهذا يساهم في الارتفاع السريع للأمراض نتيجة تراكم الجثث في المياه، وهذا بدوره يؤدي إلى تدمير الموائل، وقد تؤثر آثار الفيضانات أيضاً في الحيوانات المائية مثل الأسماك؛ إذ تخرج الأسماك من موائلها إلى مكان آخر لا يوجد فيه طعام تأكله، كما تزيل الفيضانات أيضاً الكثير من الرواسب، وهذا يؤدي إلى انخفاض مستوى الأوكسجين، وهذا غير مناسب للأسماك والحيوانات المائية الأخرى، ويؤثر في الثدييات التي تبقى في الأراضي الرطبة؛ وذلك لأنَّها أيضاً ضحية للنزوح.

ما هي الحيوانات الأكثر تضرراً من الفيضانات؟

لقد لوحظ أنَّ عدد ضحايا الأحياء البرية بسبب الفيضانات كبير في العدد، تماماً مثل أيَّة كارثة طبيعية أخرى فبعض الحيوانات أكثر عرضة للتأثُّر بالفيضانات من غيرها، وتأثيرها في الحياة البرية سيؤثر بدوره في النظام البيئي بأكمله، فالحيوانات صغيرة الحجم أكثر عرضة للتأثر بالفيضانات، ويشمل ذلك السناجب والأرانب والقنافذ، وقد تجد أيضاً الفئران والزواحف جزءاً من هذا؛ وذلك لأنَّها سوف تغرق وتنفق في الفيضانات والانهيارات الطينية، وقد تكون الحيوانات التي تعيش في جحور آمنةً لفترة قصيرة من الزمن.

مع ذلك إذا كانت كثافة المياه وحجمها مرتفعين وحركتها سريعةً جداً، فسيتم إغراق مداخل جحورها، وبعد ذلك لن يكون لديها مكان تذهب إليه، كما يمكن أن تسد المداخل بالأشجار والنباتات التي تسقط عليها بعد الفيضان، وسيؤذي الحطام والأوراق أيضاً الحيوانات المائية عن طريق تقليل مستويات الأوكسجين في الماء.

شاهد بالفيديو: أنواع التلوث البيئي وطرق علاجه

كيف تنجو الحيوانات من الفيضانات؟

في الواقع العديد من الحيوانات غير قادرة على النجاة من الفيضانات؛ إذ تحول الفيضانات المسطحات الأرضية إلى مسطحات مائية في غضون ثوانٍ، وهذا يؤدي إلى جرف الحيوانات المائية إلى أماكن لا يفترض أن تكون فيها، على سبيل المثال يمكن العثور على التمساح في الفناء الخلفي أو المزرعة بعيداً كيلومترات عن مصب النهر الذي كان فيه.

بصرف النظر عن الحيوانات المائية فإنَّ الحيوانات البرية أيضاً لا تتحمل الفيضانات جيداً، فقد يأتي الفيضان مفاجأة لدرجة أنَّ معظم الحيوانات لا تفهم كيفية التعامل معه في ذلك الوقت، وكانت هناك حالات كثيرة عندما سقطت الأشجار أو المنازل على الحيوانات ونفقت على الفور، كما يصبح من الصعب جداً على البشر حماية حيواناتهم الأليفة.

يمكن لبعض الحيوانات أن تجد أرضاً مرتفعة وتحاول إبقاء عنقها فوق الماء، وهذا ينقذها من الغرق، ومع ذلك فإنَّ معظم الحيوانات غير قادرة على القيام بذلك، ويختلف حجم التأثيرات في الحيوانات، فقد يعتمد ذلك على قدرة الحيوان على الإحساس بما إذا كان هناك شيء سيئ آتٍ وعلى قدرته على اتخاذ إجراءات سريعة.

تُولَد معظم الحيوانات ولديها القدرة على السباحة، لكن هذا ما يزال غير كافٍ تماماً، فالسباحة في الماء الذي يأتي بهذه السرعة العالية لا يمكن أن يكون مهمة سهلة؛ إذ يمكن للحيوانات التي تستطيع الطيران أن تبقى في الهواء وتهرب، لكن في حالة هطول الأمطار بغزارة لن تتمكن حتى الطيور من الهرب.

إقرأ أيضاً: التلوّث البيئي خطر يهدد الكائنات الحية

كيف تؤثر الفيضانات في النظام البيئي؟

للفيضانات تأثير كبير في النظام البيئي بأكمله، فدعونا ننظر عن كثب ونحلل الآثار:

  1. تتسبب الفيضانات في تآكل التربة وترسبها وتسبب التعرية في انهيار ضفاف النهر، كما تحمل مياه الفيضانات تربة ضفة النهر المتآكلة والرواسب فيها، وهذا يقلل من جودتها ويؤدي إلى نمو الطحالب فيها، وقد يؤدي الترسيب إلى تدمير الموائل والقضاء على الحيوانات المائية عن طريق خفض مستوى الأوكسجين فيها.
  2. تحمل مياه الفيضانات المياه الملوثة التي تحتوي على مبيدات حشرية ومخلفات وسموم وصرف صحي، وسيكون لهذا تأثير كبير في مياه المحيطات، وسيؤدي أيضاً إلى استنفاد جودتها، وهذا بدوره سيؤثر في الحيوانات والنباتات داخل المحيط.
  3. تساهم الفيضانات مساهمةً كبيرةً في زيادة الأمراض المرتبطة بالطقس.
  4. تزيد فرصة الإصابة بالأمراض التي تنقلها المياه مثل الكوليرا.
  5. تحمل الفيضانات المغذيات وتنقل العناصر الغذائية الهامة مثل النيتروجين والفوسفور والمواد المغذية العضوية الأخرى إلى الأرض، كما تجعل الأوراق المحمولة في الماء التربة خصبة وغنية للزراعة.
  6. تمتص التربة مياه الفيضانات ثم تتسرب عبر الصخور والتربة التي تصل إلى طبقة المياه الجوفية؛ إذ يعتمد نظامنا البيئي اعتماداً كبيراً على الفيضانات للحصول على المياه الجوفية العذبة.
  7. أثبتت الفيضانات الصغيرة الموسمية أنَّها مفيدة في زيادة مخزون الأسماك؛ إذ تعمل الرواسب الموجودة في قاع النهر بوصفها مشتلاً للأسماك الجديدة.

فيضان

هل تتسبب الفيضانات في انهيارات أرضية؟

غالباً ما ترتبط الفيضانات فوق المنحدرات في شكل تدفق عائد وتدفق البرك وتجمعات المياه الجوفية بالانهيارات الأرضية، وقد تكون مياه الفيضان سبباً رئيساً للانهيارات الأرضية والانهيارات الطينية، والسبب الرئيس لحدوث الانهيارات الأرضية هو نشاط جاذبية كبير على الأرض يؤدي إلى جعل المواد والصخور أضعف من ذي قبل.

حتى هطول الأمطار الغزيرة لديه القدرة على التسبب في انهيار أرضي؛ إذ يتسبب الماء في حدوث انهيارات أرضية عن طريق تغيير الضغط داخل المنحدر، فسيؤدي تدفق الماء الثقيل إلى نشاط جاذبي يسبب الانهيار الأرضي، كما تحدث بعض الانهيارات الأرضية بسرعة كبيرة، بينما يستغرق بعضها بعض الوقت.

مع ذلك فإنَّ مياه الفيضانات ليست هي الشيء الوحيد الذي يسبب الانهيارات الأرضية أو الانهيارات الطينية؛ إذ تساهم مواد الانحدار الضعيفة في حدوثها، وتشمل العوامل الأخرى التجوية وتآكل التربة وإزالة الغابات وما إلى ذلك، وتنقسم الانهيارات الأرضية إلى أجزاء حسب نوع المادة وكيفية سقوطها.

أحد أكثر أنواع الانهيارات الأرضية تدميراً هو (Lahav)، وهو ناتج عن الانفجارات البركانية، ومع ذلك فإنَّ السبب الرئيس وراء رؤيتنا للانهيارات الأرضية هو أنَّ الحركات تسببها قوة الجاذبية، والماء من خلال الفيضانات أو هطول الأمطار الغزيرة هو السبب الأكثر شيوعاً له.

إقرأ أيضاً: كيف نكون أصدقاء للبيئة بـ (9) خطوات فقط ؟

هل يتحرك الفيضان أسفل الأنهار؟

نشهد فيضان نهر عندما تفيض المياه من ضفة النهر، فمياه الفيضان لا تتحرك أسفل الأنهار فهي تحافظ عليها سليمة؛ وذلك لأنَّ مياه الفيضان هي في الواقع المياه الإضافية التي يحتويها النهر، ومع ذلك عندما يتدفق النهر على أساس منتظم، فقد تكوِّن الرواسب الممتدة على ضفاف النهر طبقة على طول مسار الفيضان، ويمكن أن تتراكم هذه الطبقات حتى يصل سمكها إلى أمتار، وعندما يحاول البشر التدخل بأجزاء النهر عن طريق جرف الرواسب وتحسين الضفاف قد تتوقف عملية الترسيب.

في الختام:

مياه الأنهار قد تلوثت في الآونة الأخيرة؛ إذ تحتوي على مواد سامة مثل المبيدات الحشرية ومبيدات الآفات والسموم الأخرى، وهذا أمر مؤسف لأنَّ كوكبنا يعتمد اعتماداً كبيراً على الأنهار لأسباب عدة، ومع ذلك فإنَّ الفيضانات على الرغم من سوئها إلا أنَّها توفر أراضٍ خصبةً كبيرة للإنتاج الزراعي، ولكنَّها بالمقابل تؤثر أيضاً في النظام البيئي من خلال قتل الحيوانات وتدمير حياة العديد من البشر بسرعة؛ ولهذا السبب يجب أن نركز على البحث عن معظم هذه الحيوانات إن أمكن محاولين مد يد المساعدة عن طريق استدعاء منقذي الحيوانات والتبرع بالطعام كلما أمكن ذلك لهذه الحيوانات.




مقالات مرتبطة