كيف اواجة ضغوط الحياة

راقب عالما نفس من جامعة شيكاغو في "إيلينوي الأمريكية" مئات من رجال الأعمال، ولاحظا ميزات مشتركة بين الذين يقاومون الكثير من الإجهاد اليومي دون الإصابة به، فهم يشرعون بالسيطرة على حياتهم ويتحدون الأحداث غير المتوقعة ويواجهون المشاكل بجرأة ويحاولون حلها. وبالمثل يمكنك أنت أيضا مقاومة الانفعال والإجهاد عبر اتباعك الخطوات/ النصائح التالية التي تساعد على مواجهة "منغصات" الحياة اليومية:



احتفظ بسجل يومي: عما تود أن تفعله (دون فيه ما يغيظك)، واسأل نفسك كيف لي أن أتعامل مع هذه المثيرات؟ ففي جامعة أمريكية قام طلاب إحدى الكليات بتسجيل ما كان يضايقهم نفسيا تسجيلا منتظما لمدة عشرين دقيقة كل يوم على مدى أربعة أيام متتالية، يتكلمون خلالها عما يضايقهم ويتعرضون له من إحباطات، ليجدول أنفسهم بعد فترة قد تخلصوا من أزماتهم النفسية وشعروا بوضع نفسي أفضل. ولكي تبدأ بذلك فما عليك إلا أن تتأمل أحداث أسبوعك أو وقائع يومك واختر أكثرها معنى في حياتك اليومية وحلل ما يدور حولها من أحداث واضبط الضغوط التي ترافق ذلك الموقف.

أصغ إلى ذاتك: فجأة يندفع نحوك أحدهم بفظاظة ما، أو يتجاوزك سائق مسرع فتصرخ: يا ابن الـ...؟ رد فعلك هنا رفع من ضغط الدم، ولكن إن أردت أن لا يرتفع حاول أن تقول: "الحمدلله.. لم أصب بأذى!" كذلك عندما يواجهك عمل صعب لا تتأفف قائلا: يبدو لي صعبا.. بل قل: أستطيع القيام به، فكلامك المهدئ لنفسك يغير أفكارك ويساعدك كي تسيطر على انفعالاتك.

تصرف بحكمة وروية: بمعنى أن تبادر إلى تبديد "المضايقات"، فإن جافاك أحد الأصدقاء فمن الأصح أن تسأل: هل من مشكلة؟ إنها مدخل لحل وضع غير مريح، أما إذا عمدت إلى التذمر والتأفف فإنه قد يبقي الضغوط النفسية على حالها، لذا فالتصرف الحكيم من الوسائل الشائعة بين الأشخاص المعافين لمواجهة الضغط النفسي.

تفاءل بالخير: وكيف نفسك للأمور المرتقبة، فإذا كنت مثلا تنتظر نتيجة امتحان/ اختبار/ خبر ما، حاول أن تلهي نفسك بأشياء سارة، ولا تأكل نفسك قلقا!

تحل بروح المرح: خاصة إذا فاجأتك الظروف بنحس ما أو أتت النتائج خارج إطار توقعاتك، أمطرت فجأة وأنت خارج المنزل، غضب منك رئيسك، لم لا تبادر إلى روح النكتة في المواقف المتشنجة؟

واجه المطالب بمواقف معقولة: إذا طلب منك أعباء أكثر مما تستطيع بين ذلك، واجعل الآخر يعرف مقدار استطاعتك. لا يمكن أن تتجنب الانزعاجات فمحاولة ذلك ترتد سلبا عليك. لذا حاول ابتكار أساليب تعامل مناسبة فتثبت أنك سليم العقل والصحة.

في مؤتمر دولي حول "السترس" عقد في مدينة "سترابورغ"نصح المؤتمرون باستخدام المعالجات الهادئة: كالاسترخاء والرياضة الوضعية والتأمل، أما أهم النصائح التي خرج بها أطباء هذا المؤتمر لمعالجة ظاهرة الإرهاق النفسي والجسدي فهي:

رفه نفسك وفكر في صحتك.

احسب ما تعمل فتعمله بشكل أفضل.

حل مشاكلك ولا تهرب منها ولا تؤجلها إلى الغد.

لا تعش في عالم غير عالمك.

لا تحاول أن ترضي الجميع.

أفصح عن كل ما تفكر به.

مارس الرياضة بشكل أسبوعي.

وعلى المرء- إزاء تحديات الضغوط- أن يتسلح بالإرادة والتفكير الهادئ، فيبتعد عن الانفعالات والإجهادات الفكرية ويحاول حل مشاكله بالعقل لا بالعاطفة، وخير ما يوصي به كل من يشعر بالإرهاق النفسي والوهن العصبي هو الابتعاد عن جو المدينة الصاخب التي تأزمه، نحو الطبيعة التي قد تمسح عنه العناء، إذ أن خير سلاح يملكه الإنسان للتغلب على شعوره بالتعب إلى جانب الاسترخاء هو المرح والتفاؤل، بل إن وجودهما قد يساهم في استرخائه، لقول أحد الأطباء: إذا لم يستطع النوم أن يطرح متاعبك جانبا، فإن الضحك يكفل لك الخلاص منها.

وتشير إحدى الدراسات العلمية الصادرة عن مركز أبحاث بريطاني: أن الذين يتعرضون للإرهاق (وأخصهم المفكرون والأطباء والعلماء والمخترعون) والذين يعملون في مهن تسبب السترس (مدير مؤسسة/ مضارب في بورصة/ عاطل عن العمل/ قائد طائرة/ فنان/ مهندس/ محام/ صحافي/ تاجر..) هم أحوج الناس إلى الجو الهادئ، الذي قد يزيد قدرتهم على العمل وجودة الإنتاج، والهدوء المطلوب يجب أن يكون لساعة أو ساعتين يوميا، لأن الدماغ بحاجة إلى الراحة كما الأبدان إلى الاسترخاء.