كيف أتعامل مع الفشل؟

هل تتحدث عن فشلك؟ إذا كنت مثلي، فأنت لا تفعل ذلك كثيراً، أظن أنَّ التستر على الإخفاقات صفة عامة يشترك فيها معظم الناس، فليس أمراً مريحاً أن تقول إنَّك فشلت؛ لذلك نحن نفضِّل الحديث عن النجاح؛ إلا أنَّ الأمور في الواقع ليست رائعة دائماً.

ملاحظة: هذا المقال مأخوذ عن الكاتب "داريوس فوروكس" (Darius Foroux)، ويُحدِّثنا فيه عن كيفية التعامل مع الفشل.

ما هي المشكلة في الفشل؟ وما هو الفشل أصلاً؟

إنَّه تجربة ذاتية، وأعتقد أنَّنا غالباً ما نسرع ​​في الحكم على أنفسنا، فأنا عندما أمرُّ بتجربة فاشلة أرى الفشل أمراً سيئاً أريده أن يختفي بأسرع وقت، وعندما أنظر إلى الوراء إلى إخفاقاتي، فإنَّ شعوري لا يتغير، وإليك بعض الأمثلة على إخفاقاتي:

• عندما كان عمري 18 عاماً، بدأت عملاً تجارياً يرتبط بالتدريب على البيع؛ لكنَّني لم أقم بأيِّ عملية بيع، كما أنَّني لم أكن أعرف ما كنت أفعله.
• حاولت أن أصبح منسق أغاني، واشتريت المعدات، وأمضيت ساعات في تعلُّم العمل عليها، وأحييت بعض الحفلات، حتى اكتشفت أنَّني أكره هذا العمل.
• كدت أفتتح مقهى، ورتبت كلَّ التفاصيل، لكن فشلت في الحصول على التمويل الكافي.
• لقد بدأت ماركة إكسسوارات رجالية، وما يزال لدي مجموعة من المنتجات في المخزن.
• كنت أرغب في كتابة رواية؛ لكنَّني فشلت حتى في كتابة صفحة واحدة.
• طلبت مني شركة هولندية القيام بالتسويق لشركتها في الولايات المتحدة (United States)، ولقد كانت النتيجة سيئة للغاية.

حصل هذا مع معظم الناس؛ ففي الأسبوع الماضي كنت أتحدث إلى صديق، وكان يشعر بأنَّه كان فاشلاً لأنَّه يبلغ من العمر 31 عاماً، ولم تنجح علاقته، وليس لديه الكثير من المدخرات، ويكره وظيفته، بالنسبة إلي، هذا ليس سيئاً، فيمكنك تغيير كل هذه الأمور؛ باستثناء عمرك، فيمكنك العثور على حب جديد وكسب المال والعثور على وظيفة تستمتع بها، فلقد استغرق الأمر مني سنوات لتحويل وجهة نظري من "الحكم على الذات" إلى "التطلع إلى الأمام".

شاهد بالفيديو: 7 خطوات لتقبّل الفشل والنهوض لتحقيق النجاح

الشعور بالفشل ليس ممتعاً:

بصراحة لا أريد أن أعرف مقدار الوقت والمال الذي أهدرته على كلِّ الأمور التي فشلت فيها في الماضي؛ ففي كلِّ مرة أفكر فيها بالأمر، أشعر بالانزعاج، عندما يقول الناس الفشل يحدث بسرعة، فهذا يبدو مريحاً، لكن الحقيقة هي أنَّ الفشل مؤلم؛ فالشعور بالفشل أمر مقيت، لا سيما أمام أعين عائلتك أو أصدقائك أو الآخرين.

بالطبع يجب ألا تهتم بهذه الأشياء؛ لكنَّنا نبقى بشراً، أليس كذلك؟ لذلك عندما أتحدث عن الفشل، لا أقصد أنَّ الفشل سهل أو أنَّه شعور جميل؛ فالفشل صعب، وهذا هو بيت القصيد.

بالنسبة إلي، الأمر يحصل على النحو الآتي:

• أنت تفشل.
• تشعر بأنَّك فاشل.
• تستوعب الضرر.
• تعالجه.
• وتمضي قدماً.

يبدو الأمر سهلاً، أليس كذلك؟ لكن في الواقع من الصعب جداً التعامل مع الفشل، وفي بعض الأحيان، كنت أشكك في أفعالي.

في أيِّ شيء يؤثِّر الفشل؟

الجواب بسيط، يؤثِّر الفشل في مصيرك؛ إنَّه جواب بديهي، لكن ما هو المصير؟ يعجبني كيف يعرِّفه الفيلسوف اليوناني هيراقليطس (Heraclitus): "الشخصية هي المصير"، وما الذي يكشف عن شخصيتك أكثر من التعامل مع الفشل؟ الأمر بسيط: هل الفشل هو نهايتك أو بدايتك؟

إذا كان الفشل يعبِّر عن النهاية، ستبدأ بالحكم على نفسك، وستتأثر ثقتك بنفسك، لكن إذا رأيت الفشل بوصفه بداية، فستستمر في التقدم، فأنت لا تخشى تجربة أشياء جديدة أو التجربة بحد ذاتها، وإذا لم تنجح الأمور معك، فما المشكلة؟ في كلِّ مرة تفشل فيها، تتعلم شيئاً جديداً، ومع كلِّ درس تتعلَّمه، تقترب أكثر من هدفك؛ فالمصاعب تحدث؛ تفشل وتخسر الوقت والمال والأصدقاء.

لكن بصرف النظر عمَّا يحدث، فمن الأفضل أن تتقبله؛ لأنَّه في يوم من الأيام ستنظر إلى الوراء وسيصبح كلُّ شيء في حياتك منطقياً، وهذه هي الطريقة التي سارت بها الأمور بالنسبة إلي أيضاً؛ فعندما أنظر إلى الوراء الآن، أفهم، وأنا سعيد لأنَّني قمت بهذه التجارب وفشلت فشلاً ذريعاً، فلقد أوصلتني هذه التجارب إلى ما أنا عليه الآن، وكما قال الفيلسوف فريدريك نيتشه (Friedrich Nietzsche): "أحبَّ قدرك، الذي هو في الحقيقة حياتك".

في الختام:

افعل شيئاً، فربما تفشل، وربما تنجح، لكن يوماً ما ستشكر نفسك على المحاولة؛ لأنَّه دون الفشل، لن تنمو شخصيتك أبداً.