كوكب الزهرة: توأم الأرض الشرير

موطن لآلاف من البراكين، غلاف جوي مملوء بغازات مميتة، إنَّه كوكب الزهرة، ثاني أبعد كوكب عن الشمس، وسادس كوكب من حيث الحجم، وأقرب كوكب إلينا من حيث المسافة، ومشابه للأرض بدرجة كبيرة.



إذاً، ما هو هذا الكوكب؟ ومما يتكون؟ ولماذا سمِّي بتوءم الأرض الشرير؟ تعالوا معنا لنتعرف إلى كوكب الزهرة.

معلومات سريعة عن كوكب الزهرة:

  1. البعد عن الشمس: الحضيض:107,480,000 كم، الأوج: 108,942,000 كم.
  2. البعد عن الأرض: الحضيض: 40,000,000 كم، الأوج: 261,000,000 كم.
  3. درجة الحرارة: °464 درجة مئوية.
  4. طول اليوم: 243 يوماً أرضياً.
  5. طول السنة: 225 يوماً أرضياً.
  6. ميل المحور: °177.3 درجة.
  7. قطر الكوكب: 12,104 كم.
  8. عدد الأقمار: لا يوجد.
  9. حلقات: لا يوجد.
  10. الحجم الظاهري: -4.14.

الغلاف الجوي وسطح الكوكب:

يحتوي الغلاف الجوي لكوكب الزهرة على ثاني أكسيد الكربون بنسبة 96.5%، ونيتروجين بنسبة 3.5%، وقد جد العلماء أيضاً أنَّ الغلاف الجوي للكوكب يحتوي على نسبة بسيطة جداً من ثاني أكسيد الكبريت، والأرجون، وبخار الماء، وأول أكسيد الكربون، والهيليوم، والأوكسجين، والنيون.

مجموعة الغازات هذه في الغلاف الجوي للزهرة تسبب ظاهرة الاحتباس الحراري، ونظراً لكثافة الغلاف الجوي للكوكب؛ يصبح كوكب الزهرة أشد الكواكب حرارة في المجموعة الشمسية بسبب تأثير الدفيئة، رغم أنَّه ثاني كوكب من حيث البعد عن الشمس.

الغيوم على كوكب الزهرة حمضية، منتشرة انتشاراً كبيراً في غلافه الجوي على بعد 50-70 كيلومتر عن سطح الكوكب، مكوَّنة من حمض الكبريتيك القوي القادر على إذابة الصخور والمعادن.

الضغط على كوكب الزهرة أعلى بـ 92 مرة من الضغط على الأرض؛ أي ما يساوي 9200 كيلوباسكال، كالضغط الموجود على بعد كيلومتراً واحداً تحت المحيط على الأرض.

كوكب الزهرة أحد الكواكب الصخرية الأربعة: عطارد، والمريخ، والأرض، والزهرة رابعهم؛ أي سطحه مكوَّن من الصخور، وهو سطح جاف لا وجود للماء فيه؛ بسبب درجة الحرارة العالية التي تصل إلى 471° درجة مئوية على سطحه.

معظم سطح الكوكب مكوَّن من سهول مسطَّحة وسلسة محاطة بآلاف من البراكين، يتراوح عرضها بين 0.8 إلى 240 كم، ويقال إنَّها ما تزال نشطة حتى يومنا هذا، وتتدفق الصهارة من هذه البراكين حتى تشكل نحوت على سطحه يبلغ طولها نحو 5000 كيلومتراً.

توجد في سطح الزهرة ست مناطق جبلية تشكل ثلث سطحه، ومن أكثر سلاسل الجبال المعروفة هي سلسلة جبال ماكسويل، التي يصل طولها إلى 870 كم، وارتفاعها يصل إلى 11.3 كم، ومن الميزات السطحية التي تميز كوكب الزهرة هي وجود ما يسمى بالـ كورونا (corona) على سطحه، ويتراوح عرضها من 155 إلى 2000 كم، ويُعتَقد أنَّ سبب تشكُّلها هو عندما تدفع المواد الحارة في الوشاح القشرة إلى أعلى لتشكِّل قبة، وتنهار في الوسط وتبرد الصهارة وتتسرب في الجانبين مشكِّلة تيجان أو حلقات على كوكب الزهرة.

لماذا توءم الأرض شرير؟

كوكب الزهرة من حيث الحجم مشابهاً جداً للأرض، فإنَّ قطره يساوي 12,104 كم، وقطر الأرض يساوي 12,742 كم؛ أي أصغر من الأرض بنسبة 5% فقط، وكوكب الزهرة أيضاً مشابه للأرض من حيث الجاذبية، فجاذبية الزهرة تساوي 8.87 م/ث2؛ أي نحو 90% من جاذبية الأرض.

كوكب الزهرة يمتلك نحو 82% من كتلة الأرض، وكثافة الزهرة تساوي 5.243 جم/ سم3، بينما كثافة الأرض تساوي 5.515 جم/ سم3؛ لذلك يسمَّيان بالتوائم، لكن لماذا توءم الأرض شرير؟ كوكب الزهرة لا حياة فيه، وشديد الحرارة والضغط، وغلافه الجوي سام جداً للمخلوقات الحية؛ لذلك سمِّي بهذا الاسم.

ميل محوره ودورانه:

ميل محوره ودورانه

يميل محور دوران كوكب الزهرة 177.3° درجة؛ أي يدور في الجهة المعاكسة لدوران محور الكواكب الرئيسة ما عدا أورانوس، مما يجعل شروق الشمس في الغرب وغروب الشمس في الشرق لكوكب الزهرة.

اليوم في كوكب الزهرة هو المدة التي يستغرقها الكوكب في الدوران حول نفسه أو محوره؛ أي نحو 243 يوماً أرضياً، بينما السنة وهي المدة التي يستغرقها الكوكب للدوران حول الشمس هي نحو 225 يوماً أرضياً، مما يجعل اليوم في كوكب الزهرة أطول من السنة لديه.

مسابير ومركبات زارت كوكب الزهرة:

1- مارينير 2:

مارينر 2 التابعة لوكالة ناسا هي أول مركبة ناجحة للتحليق إلى كوكب آخر، أُطلِقَت في 27 أغسطس، عام 1962م، وقد حلَّقت المركبة بالقرب من كوكب الزهرة بتاريخ 14 ديسمبر، عام 1962م، وجمعت معلومات هامة مثل درجة الحرارة، ومعلومات عن السحب في الزهرة، وتوقفت المركبة عن إرسال إشارات في 3 يناير، عام 1963م.

2- فينيرا 4:

أُطلِق مسبار فينيرا 4 من قبل الاتحاد السوفييتي في 12 يونيو، عام 1967م، وهو أول مسبار لنقل معلومات عن غلاف جوي لكوكب آخر، وفي تاريخ 18 أكتوبر، عام 1967م دخل المسبار للغلاف الجوي لكوكب الزهرة، وجمع معلومات عن تركيبة الغلاف الجوي، ولاحظ أنَّ الغلاف الجوي مكوَّن من 90% إلى 95% من النيتروجين، وقاس درجة الحرارة والضغط على الزهرة، وكانت آخر إشارة مُرسَلة للأرض من المسبار في نفس اليوم الذي دخل فيه للغلاف الجوي، بعد أن أكمل 92 دقيقة في إرسال الإشارات للأرض.

3- فينيرا 8:

فينيرا 8 هي ضمن إحدى المركبات لسلسلة المسابير لاستكشاف كوكب الزهرة من قبل الاتحاد السوفييتي، وقد أُطلِق في 27 مارس، 1972م، وهو أول مسبار ناجح للهبوط على سطح كوكب آخر.

دخل الغلاف الجوي في 22 يوليو، 1972م، وهبط على سطحه بعد ساعة تقريباً من التحليق في غلافه الجوي، وجمع معلومات عن درجة الحرارة والضغط في كوكب الزهرة، وأيضاً أكَّد أنَّ مستوى الضوء مناسب للتصوير السطحي، وأنَّ الرؤية تبلغ نحو كيلومتراً واحداً، واستمر في إرسال إشارات لمدة 63 دقيقة بعد أن هبط على الزهرة قبل أن يتضرر المسبار بسبب الظروف الجوية القاسية.

إقرأ أيضاً: القمر الأزرق والقمر الوردي: ما علاقة هذه الأسماء بلون القمر؟

4- فينيرا 9:

فينيرا 9 أيضاً أحد المسابير التابعة للاتحاد السوفييتي لاستكشاف كوكب الزهرة، أُطلِق في 8 يونيو، 1975م، وهبط على الزهرة في 22 أكتوبر، 1975م، فقد جمع معلومات عن مكونات الغلاف الجوي وضغطه، والأهم من ذلك هو التقاط فينيرا 9 لصور لسطح كوكب الزهرة، وبذلك يصبح أول مسبار لالتقاط صورة لسطح كوكب آخر، وتوقف المسبار عن إرسال الإشارات بعد 53 دقيقة من هبوطه على سطح الكوكب.

إقرأ أيضاً: التلوث الضوئي: ما هو؟ وماهي أضراره؟ وكيف نحد منه؟

في الختام:

لقد تعرَّفنا إلى كوكب الزهرة، ومكونات غلافه الجوي ومميزاته السطحية ودورانه حول محوره وحول الشمس، ولما سمِّي بتوءم الأرض الشرير، فمع أنَّه يعدُّ أحد الكواكب ذات البيئة القاسية، إلا أنَّ منظره في السماء بعد غروب الشمس أو قبل شروقها جميل جداً، وهو ألمع ثاني جرم سماوي في السماء.

بقلم: هبه خالد




مقالات مرتبطة