قوة العقل الباطن

الكثير من بني البشر ومنذ بدء الخليقة كثيراً ما يستغربون  من الكثير من الأفعال التي تحدث لهم عن طريق أنفسهم – بمعنى ان شخصا ما مثلا في الأيام العادية يكون دائماً دائم التأخير عن دوامه مثلاً  او عن مدرسته وفي يوم من الأيام مثلاً يوم موعد إختبار عمل أو مقابلة شخصية تجده يستيقظ في الميعاد المحدد لذلك وبدون إستخدام أي منبه أو ما شابه .. ويستغرب هذا الشخص من هذا الفعل.



في الحقيقة ان الكثير من هذه الحقائق حيرت الكثير من العلماء على مدى العصور المختلفة وخصوصاً المهتمين بعلم النفس  وفيزياء الجسم . بعد أبحاث طويلة تأكد لدى العلم ان جسم الإنسان يحتوي على ما يسمى بالعقل الباطن (مع ان بعض العلماء يتحفظون على هذا المسمى) وهو ما يتحكم في إنفعالاتنا المتراكمة ويتحكم في الساعة البيولوجية في الجسم ويتحكم في الكثير من الأمور.

لو تخيلنا مثلاً ان العقل هو كغرفة لكمبيوتر ضخم يحتوي على كافة المعلومات والصور المخزنة  وغيرها من الأشياء التي يستخدمها الإنسان في حياته عامة سنجد ان العقل الباطن يعتبر مثل جزء الأرشيف للعقل في بعض الأمور وعلى وجه الدقة العقل الباطن:

1- يحفظ كل المعلومات القديمة منذ كان الإنسان طفلا .

2- يحتفظ بالأشياء التي يعتبرها العقل العادي شئ عابر وليس له قيمة (على سبيل المثال: ممكن ان يكون الشخص سائراً في الطريق – وتمر من أمامه سيارة  – الذهن العادي اولاً لم يهتم مثلاً لرقم السيارة مع ان العين رأتها ولكن العقل لا يهتم لذلك ومعنى ذلك ان العين البشرية تلقط الكثير من الأمور ولكن ليس كل ما نراه نفهمه وندركه – ولكن العقل الباطن حفظ هذه المعلومة وغيرها فيه لا شعورياً).

واذكر في هذا الصدد أعزائي حادثة قرأتها لا أستطيع التذكر على وجه التحديد أين ولكن قرأتها في إحدى المجلات العلمية من قبل – أن شخصاً ما كان حاضراً في حادث صدم سيارة لإنسان أدي إلى وفاته وتم إحضار هذا الشخص – وتنوميه مغناطيسياً  وقد تم بالفعل الإتيان برقم السيارة من عقله الباطن – ومن ثم تم القبض على الجاني وإعترف بجرمه.


ان العقل الباطن يؤثر بصورة مباشرة على ذهن الإنسان وتصرفاته وان لم يكن واعياً أن هذا التغيير نابع من داخله – فمثلاً – لماذا يكون الإنسان في أحيان كثيرة واثقا جداً من نفسه في شئ معين ثم يقوم شخص آخر مثلاً بالتعليق السخيف على طريقته في التفكير – إذا تقبل الشخص هذا الكلام وبدأ في التفكير  به بدأ هذا الكلام في التسرب للعقل الباطن ومن ثم رويداً رويداً يبدأ الشخص بالفعل في عدم الثقة بنفسه وتهتز صورته أمام نفسه وأظن أن هذا يحدث للكثير منا – ولكن ان لم يسمح الشخص ذلك للأخر بالتثبيط من عزيمته فإن الأمور ستتم على أكمل وجه ان شاء الله. طبعاً والعكس صحيح – فنجد مثلاً شخصاً متوسطاً وذاهب لمقابلة شخصية وبمجرد مثلاً ما يمدحه أحد في مظهره أو في شئ ما – يبدأ في الثقة بنفسه  وبالتالى يكون النجاح.

إن قانون الحياة للناجحين هو قانون الاعتقاد والمعتقد هو فكرة في عقلك لا تعتقد في أشياء تسبب لك الضرر أو الأذى- أعتقد في سلطته وقوة عقلك الباطن تتمثل في أنه يلهم ويعزز وضعك وذلك طبقاَ لمعتقدك الذي تم تشكيله داخلك.