قناعاتنا تحت المجهر

كثيرا ما نستخدم العبارات التالية: أنا مقتنع بأن.... أعتقد أن.... لا شك أن.... بطريقة تلقائية و مبسطة. فهل نحن مدركون فعلا لما نقول؟



كل بني البشر لهم قناعات كونوها انطلاقا من تجاربهم و انطباعاتهم في الحياة ومن خلال أيضا ما يسمى ب'البرهان الاجتماعي' أي الإيمان بشيء لأن الناس الآخرين يؤمنون به.

و هناك من القناعات ما ارتبطت بعواطف جياشة بحيث يصبح من الصعب إعادة النظر فيها. المثير في الأمر أنه هناك قناعات تدفعنا لتحقيق أهدافنا و تجعلنا أكثر ارتباطا بذواتنا و منها ما يحد من قدراتنا و يسلب طاقاتنا منا. في هذا الصدد، نذكر نفس المثال الذي ذكره أنطوني روبنز في كتابه "أيقظ قواك الخفية". فكوبيرنيكوس لما برهن على أن الأرض تدور حول الشمس و ليس العكس كان يقوم بزعزعة القناعات التي كانت سائدة في عصره من خلالالاستدلال العلمي و بالتالي لم يخضع عقله لمحدودية السائد. في نفس السياق، هناك الكثير من القناعات التي تعتقد بها مجموعة معينة تفرض قيودا على أي فرد أراد الخلاص. فمثلا، تسود في بعض المناطق العربية خرافات خصوصا في الأعراس و العقيقة بلغت من الرسوخ درجة صعوبة محاولة تغيير قناعات أصحابها. هناك أيضا فئة عريضة من التلاميذ كونت قناعات بعدم جدوى بذل الجهد في الدراسة و ذلك إما بسبب برهان اجتماعي على انسداد الافاق أو لتجربة عاشها أحد أفراد أسرته.

إذا، ماذا تعلمنا من خلال هذا العرض الموجز؟

تبين أنه يتعين مراجعة قناعاتنا التي كونها عبر السنين فلربما هي نتيجة برهان اجتماعي خاطئ.

ثانيا: هناك من القناعات ما تحد من إمكانياتنا اللامحدودة و تفسد علينا حلاوة تحقيق أهدافنا.

ثالثا: إن نحن أدركنا أن قناعة ما هي مطب لنا، علينا ربطها شعوريا بالألم و تكوين قناعة جديدة و ربطها بالمتعة رغم حدوث سخرية و مقاومة الناس.

رابعا: و أنا أكتب لك هذا المقال وسط سكون هذا الليل من ليالي الخريف، لدي إحساس قوي بأن قناعتي و قناعتك بتنمية ذواتنا هما اللتان ستمكناننا من تجاوز القناعات المعرقلة.

و أخيراً، تأكد عزيزي أنك مميز و أن لا شئ يستطيع أن يقف في طريق أهدافك إن أنت لم تسمح له بذلك...