قصص نجاح واقعيّة لأشهر الشخصيات العالميّة

كثيرًا ما نسمع عن قصص نجاح الكثير من الرجال والنساء الذين استطاعوا أن يتحدوا كل الظروف الصعبة ومشاكل الحياة القاهرة لينجحوا في تحقيق كل الأحلام والأهداف والطموحات التي طالما تمنوا الوصول إلها، فيما يلي سنُسلّط الضوء على مجموعة من قصص النجاح الواقعيّة لأشهر الشخصيّات العالميّة.



أولًا: قصة نجاح الكاتبة والأديبة هيلين كيلر

هيلين كيلر

مقتطفات من حياة هيلين كيلر:

وُلدت هيلين كيلر سنة 1880، وكان والدها يعمل في إحدى الجرائد التي تمكّن من امتلاكها بعد فترةٍ قصيرة من عملهِ بها، وكانت تنتمي إلى أسرةٍ ميسورة الحال، ولكن وبعد الحرب الأهلية الأمريكيّة، تعرضت عائلتها لأضرار كبيرة وتراجع عام في الوضع المادي، ووقتها كانت هيلين تتمتع بذكاءٍ كبير وصحةٍ جيدة إلى أن بلغت سن ال19 شهرًا، حيثُ أصيبت بمرض غريب اختلف حولهُ الأطباء، ولكن وبعد فترةٍ من العلاج تمكنت من الشفاء منهُ إلّا أنّهُ ترك بعض الآثار السلبيّة على صحتها حيثُ فقدت بصرها وسمعها.

في البداية كانت هيلين تعيش حياة طبيعيّة ولم تؤثر هذهِ المشكلة على علاقاتها الاجتماعيّة، ولكن ومع مرور الوقت أصيبت بحالةٍ نفسيّةٍ سيئة نتيجة عدم قدرتها على التفاعل مع الآخرين بشكلٍ طبيعي، وهذا ما دفع بأسرتها لإرسالها إلى دار خاصة بالمعاقين ليقوموا بتهذيبها وتعليمها بشكلٍ صحيح.

مقتطفات من مراحل تعليم هيلين كيلر:

لعبت المعلمة آن سيلفان التي استلمت تعليم هيلين دورًا أساسيًا في تعليمها وتثقيفها، ويجدر بالذكر بأنّ هذهِ المعلمة أيضًا كانت تعاني من مشكلة ضعف النظر وتربت في إحدى الملاجئ وتخرجت من مدرسة خاصة للمكفوفين، وبدأت المُعلمة بتعليم هيلين الحروف الأبجدية من خلال وضع أصابعها على كل حرف من الحروف البارزة، ومن خلال التدريب استطاعت أن تفرّق بين الأسماء والأفعال، وأن تحفظ الكثير من الكلمات، وبعد مرور حوال الثلاثة أشهر تمكنت من كتابة أول رسالة، وبقيت المعلمة سيلفان تعمل على تدريس هيلين لمدة 49 عام، حيث أتقنت اللغات الأجنبيّة، والتاريخ، وبعض العلوم الأخرى.

وفي سنة 1897، التحقت بجامعة رادكليف، وقامت بكتابة أول كتاب لها حول سيرتها الذاتيّة بأسم قصة حياتي، وبعدها قامت بكتابة العديد من المؤلفات المهمة مثل: العالم الذي أعيشُ فيهِ، أغنية الجدار الحجري، الخروج من الظلام، الحب والسلام، العالم الذي أعيشُ فيهِ، هيلين كيلر في اسكتلندا، وأضواء في ظلامي.

وفاة هيلين كيلر:

عانت هيلين كيلر من المرض وأصيبت بسكتةٍ دماغيّة سنة 1960، ومنذ ذلك الوقت عاشت في منزلها الواقع في ولاية كونيتيكت الأمريكيّة، وتوفيت في الأول من شهر يونيو عام 1968، وكانت تبلغ وقتها 88 من العمر، وأحرقت جُثتها، ووضع الرماد الخاص بها في كنيسة القديس جوزيف بكاتدرائيّة واشنطن إلى جانب رماد رفيقتي دربها بولي تومبسون، وآن سوليفان.

أشهر أقوال هيلين كيلر:

  • الحياة إمّا أن تكون مغامرة جريئة أو لا شيء.
  • أبقِ وجهك في اتجاه الشمس ولن ترى الظلال.
  • نستطيع أن نفعل أي شئ لو التزمنا به لوقت كافٍ.
  • ما يكون بدعة في عصر ما يصبح مألوفاً في العصر الذي يليه.
  • التفاؤل هو الإيمان الذي يؤدي إلى الإنجاز، لا يمكن فعل شيء من دون أمل.
  • كل متفائل يتحرك جنبًا إلى جنب مع التقدم ويعجل به، في حين أن كل متشائم يجعل العالم في حالة جمود.
  • عندما يُغلق باب السعادة، يُفتح آخر، ولكن في كثير من الأحيان ننظر طويلًا إلى الأبواب المغلقة بحيث لا نرى الأبواب التي فُتحت لنا.
  • إننّا لا يمكن أن نتطور في هدوء و سكينة بلا تجارب، نحن نتطور ونتعلم فقط من خلال التجربة، ففي المعاناة يكمن تعزيز الروح.
  • أفضل وأروع الأشياء في العالم لا يمكن رؤيتها أو حتى لمسها وإنما فقط يمكن الشعور بها.
  • لا يجب أن نزحف عندما نشعر بشيء يدفعنا للطيران.
  • لا يوجد مَلِكٌ لم يكن من أجداده عبد، ولا يوجد عبد ليس بين أجداده ملك.
  • كما أن الأنانية وحب الذات تشوش على العقل، فإن الحب ومتعته يجعل الخيال حادًا.
  • العلم تَوَصَّلَ لعلاج معظم الشرور، ولكنّه فشل في علاج أسوأ هذه الشرور ألا وهو اللا مبالاة تجاه النفس.

ثانيًا: قصة نجاح دايف أديسون مؤسس مطاعم وينديز العالمية

 دايف أديسون

مُقتطفات من حياة دايف أديسون:

ولد دايف أديسون سنة 1932 في ولاية نيو جرسي الأمريكيّة لأبوين من لبنان قد تبنياه وهو في عمرٍ صغير، إذ أنّهُ توفي ولم يعرف أبويه الأصليين، وكان والدهُ يعمل في مجال البناء، وبعد وفاة والدتهُ بقي دايف مع والدهِ وكان يُرافقهُ في مكان عملهِ وهذا ما جعلهُ يعتمدُ على تناول الوجبات السريعة في المطاعم، مما ولّد شغفًا في قلبهِ لصناعة المأكولات والأطباق السريعة، وتعلّم أسرار تحضيرها.

وعندما بلغ دايف 12 من عمرهِ عمل في أحد المطاعم التي ساعدتهُ في اكتساب المزيد من الخبرة في صناعة وتحضير الوجبات السريعة بمهارةٍ وحرفيّة، وفي سن 15 من عمرهِ، ترك دراستهُ واتجه للعمل في مطعم هوبي هاوس الذي بقي فيهِ لمدة ثلاث سنوات، وفي سن 18 تطوّع في الجيش واختار قضاء خدمتهِ في مدرسة الطهي في جورجيا.

وبعد أن أنهى دايف خدمة العلم، عاد للعمل مرة أخرى في مطعم هوبي هاوس، وعمل على إقناع مالك المطعم بشراء فرع مطاعم كنتاكي، ونجح وقتها في وضع خطة لإنعاش المطاعم وبدأ التفكير بإنشاء مشروعهِ الخاص، حيثُ أسس أول مشروع مطعم سنة 1969 تحت إسم وينديز وكان هذا المطعم على الطراز القديم وبأجواءٍ عائلية، وبعدها بفترةٍ غير طويلة تمكّن من افتتاح 4 مطاعم أخرى.

وفاة دايف أديسون:

توفي دايف أديسون سنة 2002، بعد أن ترك إرثًا من النجاح الباهر في عالم إدارة الأعمال العامة، وقطّاع مطاعم الوجبات الجاهزة، حيثُ وصل عدد أفرع مطاعمه إلى 6 آلاف فرع  في مختلف أنحاء العالم، كما وقام قبل وفاته بإصدار كتاب تحت عنوان على طريقة دايف، وكتاب تحدث فيهِ عن مسيرتهِ المهنيّة.

أهم الدروس المستفادة من قصة نجاح دايف أديسون:

  1. الاعتراف بالخطأ، حيثُ اعترق دايف بأكثر من مرة بأخطاء قام بارتكابها، وكان أهم خطأ هو تركه لدراستهِ الثانويّة، وأنّهُ كان بإمكانهِ أن يُحقق المزيد من النجاحات لو كان قد أكمل دراستهُ.
  2. إنّ قبول التحدي وخوض التجارب الصعبة يكشف للإنسان العديد من الإمكانات والطاقات الكامنة.
  3. بناء العلاقات الطيبة مع الجميع، يُساعدُ في تدشين ونجاح أي مشروع جديد، وهو أمر مهم جدًا في عالم ومجتمع ريادة الأعمال، وها ما حدث بالفعل مع دايف أديسون.
  4. اتباع طرق التسويق الغير تقليديّة، وذلك لأنّ هذهِ الطرق تساعد على انتشار المشاريع الجديدة في فترةٍ زمنيّةٍ قصيرة، والاستعانة بخبراء تسويقين محترفين لإيصال المنتجات إلى أبعد مدى.

ثالثًا: قصة نجاح زوو كنفي أغنى نساء الصين

زوو كنفي

تُعتبر زوو كنفي، من أشهر وأغنى السيدات في الصين، حيث وصلت ثروتها إلى حوالي 10 مليارات دولار، وبلغ عدد الموظفين لديها حوالي 602 ألف موظف، وتقوم شركة زوو بتصنيع شاشات اللمس، وتقوم ببيعها لأكبر الشركات الإلكترونيّة مثل أبل، وسامسونج.

مُقتطفات من حياة زوو كنفي:

ولدت زوو كنفي سنة 1970 في شيانج بمقاطعة هونان بالصين، وكانت تنتمي إلى أسرة فقيرة، حيثُ كان والدها يعمل في مصنع، ووالدتها ربة منزل، وكان دخل العائلة محدود للغاية، ولا يكفي مصاريف المعيشة، وعندما بلغت من العمر ال5 سنين، توفيت والدتها، وأصيب والدها بالشلل وفقد بصرهُ، لتغرق وقتها العائلة في ببحرٍ كبير من الفقر والحاجة، وأصبحت هي المسؤولة عن رعاية والدها، ورعاية الأغنام التي كان يقوم والدها بالاهتمام بها لكسب الأموال من ورائها.

تعليم زوو كنفي:

تلقت زوو كنفي قدر بسيط من التعليم، ولم تتمكن من إكمال كامل المراحل الدراسيّة نتيجة ظروف الأسرة الصعبة، وعندما بلغت ال16 تركت الدراسة وانتقلت إلى مقاطعة جديدة كان يعيش فيها عمها، وبمساعدتهِ تمكنت من الحصول على عمل في مصنع للعدسات، وخلال هذهِ الفترة استطاعت أن تدّخر بعض الأموال لتنتقل بعد فترة إلى هونان لتأسس مصنع للعدسات هناك مع بعض أقاربها، حيثُ كانت ماهرة جدًا في عملها.

وفي سنة 1993 عُرض عليها العمل مع شركة موتورولا وكان هذا العرض يقوم على تصنيع زوو للشاشات الزجاجايّة لأجهزتهم الجديدة وأصبحت زوو المورد الخاص لهم، وكانت هذهِ الشاشات مضادة للخدوش.

وكانت شركة موتورولا هي الخطوة الأولى التي تقدمت عليها زوو، وتوالت بعدها العديد من العروض الأخرى مثل شركة الهواتف الذكيّة HTC، وبعدها نوكيا، وشركة سامسونج، وفي سنة2007 تقدمت شركة آبل وآي فون بالعمل مع زوو أيضًا، لتودع هذهِ السيدة الشهيرة عالم الفقر، وتنتقل إلى عامل الثراء والأموال، لتصبح من أغنى السيدات في الصين والعالم.

الحياة الشخصيّة لزوو كنفي:

تزوجت هذا السيدة الشهيرة مرتين في حياتها، الزواج الأول كان من رجل الأعمال المطلق الذي كان يعمل معها في مصنع العدسات ولكن هذا الزواج لم يستمر لوقتٍ طويل وانتهى بالطلاق، وتزوجت بعدها مرة ثانيّة من رجل أعمال يُدعى تشنغ جون لونغ، ورزقت منه بطفلة واحدة.

أهم الدروس المستفادة من قصة نجاح زوو كنفي:

  1. تعلمنا من قصة نجاح زوو كنفي ضرورة الرغبة بالنجاح، حيثُ لم تكتفِ هذهِ السيدة بعملها في مصنع العدسات، بينما سعت لتطوير وتحسين وضعها، واكتسبت المزيد من المهارات إلى أن نجحت في افتتاح مشروعها الخاص الذي وصلت من خلالها لقمة الثراء والنجاح.
  2. إنّ العمل والاجتهاد والمثابرة، يُساهم كثيرًا في توليد الفرص الإيجابيّة التي قد لا تتكرر في الحياة، وهذا ما فعلتهُ زوو الذي استغلت الفرص، واجتهدت وعملت بحرفيّةٍ وإخلاص وبالتحديد عندما تعاقدت معها مجموعة من أكبر الشركات في العالم وأهمها.
  3. عدم النظر إلى وضعك الحالي أو إلى وضع الآخرين بعين الاحتقار والاستخفاف، وذلك لأنّ البدايات في العمل عادةً ما تكون صعبة وقاسية، ولكنها تتحوّل في النهاية إلى الكثير من النجاحات والإنجازات المُثمرة والمتلاحقة.
  4. لقد تعلمنا من قصة نجاح زوو كنفي الاعتماد على النفس لتحقيق النجاح، وعدم الاعتماد على الآخرين، حيثُ استطاعت هذهِ الفتاة الصغيرة أن تتحدى كل الظروف الصعبة ومرض والدها، لتصل إلى كل هذا النجاح الكبير في الحياة.

 

كما رأيت عزيزي فإنّ النجاح لا يأتي وليد الصدفة، ولا يُمكن تحقيقهُ بسهولةٍ كبيرة، إنّما يحتاج للمزيد من القوة والإصرار والعمل، وتحدي مختلف الظروف الصعبة ومواجهتها بقوةٍ  وإصرار للوصول إلى كل ما تحلم بهِ وتتمناه.

 

المصادر:

  1. من هي هيلين كيلر ؟ وما هي قصة حياتها ؟
  2. دايف أديسون..مؤسس مطاعم وينديز العالمية
  3. قصة نجاح زوو كنفي من الفقر إلى أغنى النساء
  4. السيرة الذاتية للكاتبة هيلين كيلر



مقالات مرتبطة