قصة نجاح لي بيونج تشول مؤسس سامسونج

تُعتبر شركة سامسونج من أنجح الشركات العالميّة العملاقة المتألقة في مجال الإلكترونيات، وتوجد هذه الشركة في كوريا الجنوبيّة وتحديدًا في مدينة سيؤول، ويعود تأسيسها للرجل الشهير لي بيونج تشول الذي يُعتبر من أكبر رجال الأعمال في العالم، والذي سنسلطُ الضوء على مقتطفات من قصة نجاحهِ ونجاح مؤسس سامسونج.



أولًا: معلومات وحقائق مهمة عن شركة سامسونج

  • شركة سامسونج هي شركة كورية جنوبية مختصة في صناعة الإلكترونيات، وهو الاسم الأول لمجموعة كوريّة في مجال الصناعة، تأسست في 1 مارس 1938 في ديغو من خلال لي بيونج تشول.
  • المجموعة لها عدة مكاتب في 58 دولة، منهم دول عربية مثل شركة سامسونج الأردن وتشغّل أكثر من 254000 عامل.
  • تنشط هذه الشركة في بحث وبيع معدات شبه موصلة والاتصالات وكهرومنزلي وشاشات الحاسوب والشاشات البصرية الكبيرة جدًا، وتعد سامسونج ثاني أكبر منتج للهواتف النقالة وذلك خلال سنة 2007.
  • برزت سامسونج كلاعب رئيسي في عالم صناعة الإلكترونيات في العالم منذ تأسيسها في عام 1969م، تضم سامسونج إلكترونكس اليوم أكثر من 25 مركز إنتاج في العالم، بالإضافة إلى 59 فرع للمبيعات في أكثر من 46 دولة.
  • وتركّز الإستراتيجية العالمية لشركة سامسونج إلكترونكس على ثمان مناطق مهمة حول العالم وتضم أمريكا الشمالية، أوروبا، جنوب شرق آسيا، آسيا الوسطى، الشرق الأوسط وأفريقيا، الصين، ومنطقة جزر الكاريبي وأمريكا اللاتينية.
  • تعمل سامسونج وفقًا لرؤيتها لمفهوم (التقارب الرقمي)، حيث يتم ترابط الأشياء عبر الشبكات الرقمية، من خلال أربع وحدات عمل رئيسية وهي: الأجهزة المنزلية، أجهزة المكاتب، أجهزة الهاتف النقال، والمكونات الأساسية، والتي تدخل في العديد من الصناعات وتساهم في إنتاج أحدث الابتكارات الرقمية في العالم. وتعد سامسونج إلكترونكس حاليًا أكبر مصنع لشاشات الحاسب الآلي على مستوى العالم.
  • خططت الشركة سنة 2015 لإطلاق مجموعة جديدة من الخدمات، وذلك نتيجة نجاح العروض التجاريّة الجديدة المقدّمة من الشركة في مجال تكنولوجيا المعلومات، وبدأت سامسونج في نهاية سنة 2014 ببيع الألياف البصريّة إلى الولايات المتحدة الأمريكيّة من خلال مصنع الزجاج التابع لشركة كورنينج.
  • قامت سامسونج بعلامتها التجاريّة برعاية العديد من الأحداث الرياضية والفنية في العالم، بالإضافة للأندية الرياضية كنادي تشلسي لمدّة عشر سنوات منذ سنة 2005.

لا ترتبط سامسونج بالأجهزة الإلكترونية فقط، حيث يوجد فيها العديد من الشركات ذات المجالات المختلفة منها:

  1. سامسونج للإلكترونيات: وهي التي تختص بصناعة الأجهزة الإلكترونية بمختلف أنواعها.
  2. سامسونج للصناعات الثقيلة: وهي التي تختص بصناعة السفن الكبيرة في العالم.
  3. سامسونج الهندسيّة: وهي التي تختص في بناء أكبر وأهم المباني الضخمة في العالم.
  4. سامسونج للسيارات: هذه الشركة التي تساهم في صناعة السيارات، وفي شراء أسهم من أكبر شركات السيارات في العالم، كشركة رينو.
  5. سامسونج التأمين: وهي التي تعتبر من أكبر وأهم شركات التأمين في العالم.

ثانيًا: قصة حياة ونجاح مؤسس سامسونج لي بيونج تشول

لي بيونج تشول

بداية حياة لي بيونج تشول ودراسته:

ولد لي بيونج تشول في 12 شباط سنة 1970، في مقاطعة يوريونج بمحافظة جيونج سانج الجنوبيّة، وهو ينتمى إلى عائلة ثريّة محافظة وتقليديّة، وتحترم مبادئ الكونفوشيوسيّة، وتتكوّن عائلته من والده تشان وو لي، ووالدتهِ المُلقبة كوون من عشيرة أن دونج، وهم ثلاثة إخوة وهو الصغير بينهم.

درس بيونج اللغة الصينيّة الكلاسيكيّة عندما كان في سنة الخامسة في مدرسة مونسان جومج الخاصة التي كاتن تعودُ لجدهِ، وانتقل بعدها إلى مدرسة جيسو الابتدائيّة وذلك عندما كان في سن العاشرة سنة 1922، وانتقل بعدها إلى مدرسة سونج المتوسطة في سيؤول، وبعدها قام بدراسة العلوم الحديثة في مدرسة جونج دونج الإعداديّة وهذا سنة 1929، ليلتحق سنة 1930 بجامعة واسيدا في اليابان ليدرس في كليّة الاقتصاد.

ولكن وبعد فترةٍ قصيرة عاد إلى كوريا ليبدأ العمل في المجال التجاري، لتطوير الاقتصاد الكوري في ظل الاستعمار الياباني، ونال وقتها درجة الدكتوراه الفخريّة في مجال اقتصاديات الأعمال وذلك من جامعة بوسطن الأمريكيّة سنة 1982.

بداية عملهِ في التجارة:

ورث لي بيونج تشول كل ممتلكات العائلة بعد وفاة والدهِ، وبعد عودته إلى كوريا قرر العمل على تنمية الاقتصاد الكوري، وبدأ مشروعهُ عن طريق بناء أكبر مصنع للأرز في ميناء ماسان وذلك سنة1936، ولكن وبعد مرور عام واحد خسر هذا المصنع حوالي ثلثي الاستثمارات الأوليّة، وهذا ما دفع تشول إلى استخدام استراتيجيّة جديدة ومبتكرة، وكانت تقوم على  بيع الأرز عند ارتفاع سعرهِ وشراءهُ عن انخفاض سعرهِ، وهكذا استطاع أن يُعوّض كل الخسائر وأن يُحقق أرباحًا كبيرة، وبعد فترةٍ قصيرة قام بشراء شركة ماسان للنقل، ونتيجة جهوده الكبيرة ونجاحهِ الباهر تحّول إلى شراء العديد من الأراضي عن طريق القروض المصرفيّة، إلّا أنّ الحرب الصينيّة اليابانيّة جعلتهُ يخسر العديد من الأموال وراكبت الديون عليهِ وذلك نتيجة انهيار قيمة الأراضي وقتها.

بداية تأسيس شركة سامسونج:

نظرًا للتقلبات الاقتصاديّة التي شهدتها كوريا في تلك الفترة، أعاد تشول حساباته، وقام بجولة في الصين وعمل على التخطيط لتأسيس شركة سامسونج التجاريّة، متمسكًا بفلسفتهِ في العمل، واختار صديقهُ القديم لي سون جيون لإدارة العمليات، واختار اسم سامسونج لشركتهِ الجديدة، وهو اسم يتكون من كلمتين هما سام، وهي نطق الحرف الصيني للرقم ثلاثة الذي يُعتبر من الأرقام المفضلة عند الكوريين، ويعني القوة والوفرة، وكلمة سونغ وهي نطق الحرف الصيني لكلمة نجم الذي يعني النور والسطوع والسمو، وذلك لرغبتهِ ببناء تجارة كبيرة ومستمرة إلى الأبد.

وهنا بدأت سامسونج بتعزيز مهاراتها التجارية، وعملت على إنتاج النودلز وتصديرها إلى الصن، ثُمّ وسّع عمله لينتقل إلى سوق المنسوجات، وفتح أكبر آلة لغزل الصوف في كوريا وذلك لدعم الاقتصاد بعد الحرب، وبعد فترةٍ ليست بطويلة بدأت الشركة باستثمار الصناعات الثقيلة والكيميائيّة والبتروكيميائيّة.


اقرأ أيضاً:
قصة نجاح ستيف جوبز مؤسس شركة أبل العالمية

 

شركة سامسونج للإلكترونيات:

دخلت سامسونج بصناعة الإلكترونيات سنة 1969 بأجهزة التلفاز الأبيض والأسود والتي تعد أوّل منتجاتها، وخلال فترة السبعينيات بدأت بتصدير منتجاتها الإلكترونيّة إلى جميع أنحاء العالم، مثل الغسالات، الأفران، والمايكروويف.

وفي سنة 1978 تمّ إنشاء قسم الفضاء، وفي سنة 1985 تم تأسيس فرع سامسونج داتا لتلبية الحاجة المتزايدة لتطوير نظم الشركات، والذي جعل شركة سامسونج رائدة في خدمات تكنولوجيا المعلومات، وتوسعت في العديد من المجالات مثل الإلكترونيات، الاتصالات السلكيّة واللاسلكيّة، الفضاء، وتكنولوجيا النانو.

وفي التسعينيات تابعت شركة سامسونج التوسّع في أسواق الإلكترونيات العالميّة لتتسبق المراكز الخمسة الأولى من حصة السوق العالميّة، وفي سنة 2000 تم ولادة سلسلة هواتف سامسونج جالاكسي، وتابعت التوسع في هذا المجال لتصبح سنة2012 من أكبر شركات التصنيع في العالم، وفي سنة 2015، حصلت على العديد من براءات الاختراع  الأميريكيّة.

وتنقسم منتجات سامسونج إلى عدة فئات، هي:

  1. الهواتف الذكيّة.
  2. الأجهزة اللوحيّة.
  3. أجهزة التلفاز الذكي.
  4. أجهزة الكمبيوتر الشخصيّة والمحمولة.
  5. الأجهزة الإلكترونيّة المنزليّة.
  6. أجهزة المراقبة والأمان.

الجوائز التي حصل عليها لي بيونج تشول:

  1. ميداليّة البرج الذهبي للصناعة سنة1969.
  2. جائزة أفضل مُطور سنة 1979.
  3. وبعد وفاتهِ تم منحهُ وسام مو غنج واه من الحكومة اليابانيّة.

مؤلفات لي بيونج تشول:

ألّف لي بيونج تشول العديد من الكتّب التي عبر فيها عن فلسفتهِ في الإدارة، مثل كتاب فلسفة إدارة هو أم، إضافة إلى كتاب عن سيرتهِ الذاتيّة.

الدروس المستفادة من قصة نجاح لي بيونج تشول:

  • الفكرة المتطوّرة: حيث أنّ بيونج خسر كل أمواله في مشروعهِ الأوّل، ولكنّهُ قام بتطكوير أفكارهِ لينجح في اجتياح السوق مجددًا.
  • عدم الاستسلام: لم يستسلم بيونج لكل الإفلاس الذي واجهه، حيث كان كل مرة يستمر في إعادة أعمالهِ ونشاطاتهِ ليقف على قدميهِ من جديد، وأسس إمبراطوريّة كبيرة في صناعة الإلكترونيات في العالم.
  • الرؤية: حيث كان يجد الحلول المناسبة لكل المشاكل التي تعترضهُ، ويسير على خطوات ثابتة وقويّة

كانت هذه مقتطفات مهمة من حياة وقصة نجاح لي بيونج تشول مؤسس شركة سامسونج الرائدة في مجال الإلكترونيات في العالم.

المصادر:

  1. ويكيبيديا
  2. من هو مؤسس شركة سامسونج
  3. معلومات عن شركة سامسونج 
  4. لي بيونج تشول”.. مؤسس سامسونج
  5. قصة لي بيونج تشول



مقالات مرتبطة