قصة نجاح فرديناند بورشيه الرائد في مجال تصنيع السيارات

عندما نتكلّم عن عالم السيارات فإنّ أول ما يخطر على بالنا سيارة بورش الرائعة التي تتربّع على عرش صناعة السيارات العالميّة، وبشكلٍ خاص سيارات السباق، فيما يلي سنُسلّط الضوء على قصة نجاح شركة بورش، ومؤسسها النيمساوي فرديناند بورشه الذي نجح في تحويل أفكاره من عالم الحلم والخيال إلى أرض الواقع.



أولًا: من هو فرديناند بورشيه

ولد فرديناند بورشيه سنة 1875 في مدينة مافروسدورف التشيكيّة والتي تقع في بوهيميا وهو ألماني الجنسيّة، والطفل الثالث ضمن العائلة، وكان والده يُدعى أنطوان بورشيه ويعمل في مهنة ميكانيك السيارات، وهذا ما جعل فرديناند يتعلق بهذهِ المهنة ويُحبّها، وكان يقف طوال النهار بجانب والدهِ في المتجر ليتعلّم كيفيّة تصليح السيارات وتركيب القطع الخاصة بها.

ثانيًا: الانطلاقة الأولى

كانت الإنطلاقة الحقيقيّة الأولى لبورشيه وهو في سن الثامنة عشر، حيث عمل في شركة ميكانيك خاصة بفيينا، وانتقل من مجرد ميكانيكي إلى مدير قسم، وخلال سنة 1989 انتقل إلى شركةٍ أخرى وفيها قام بتطوير سيارة تمشي بالدفع الرباعي للعجلات.

وفي هذهِ المرحلة اضطر بورشيه إلى ترك الشركة والانتقال إلى شركة أوسترو دايملر بسبب غلاء بحوثه وعدم قدرة الشركة السابقة على دفع  أجور البحوث، وفي سنة 1906 عمل كمصصم أساسي لها، وقام بتصنيع سيارة أوسترا دايملر للأمير هنري سنة 1910 واهتم بتطوير محركات الطائرات والسيارات الفرديّة، والسيارات الرياضيّة.

وفي بداية سنة 1916 تمّ تعيينهُ في منصب المدير الإداري للشركة، وحصل على الدكتوراه الفخريّة من جامعة فيينا للتكنولوجيا، وبعد فترةٍ قصيرة شارك وأشرف على بناء سيارة مرسيدس بنز، وفي سنة 1924 نال الدكتوراه الشرفيّة في الهندسة، ولكن وفي سنة 1926 اندمجت شركة دايلمر مع شركة بنز، ممّا تسبّب في فقدان بورشيه لعملهِ، وهذا ما دفعه بالتفكير الجدي في بناء شركته الخاصة.

ثالثًا: بداية تأسيس شركة بورش العالميّة

قام فرديناند بإنشاء شركة بورش الخاصة بهِ في أبريل من سنة 1931، وذلك بعد أن تلقّى مساعدة ماديّة من بعض المحاميين ورجال الأعمال والأصدقاء الذي كان قد تعرّف عليهم من خلال الشركات السابقة التي عمل بها.

وفي بداية العمل كانت بورش تقوم فقط بتطوير السيارات، ولم تنتج سيارات خاصة بها، وأول أعمالها كان تصميم سيارة لشركة Wanderer، وهي عبارة عن شركة ألمانيّة تقوم بإنتاج السيارات والدراجات الناريّة، كما وصمم سيارات لشركة زونداب  التي توقفت عن العمل سنة 1984.

في سنة 1933 وخلال معرض برلين للسيارات أعلن رئيس ألمانيا وقتها هيتلر عن نظامين جديدين لإنتاج سيارة الشعب بحيثُ تكون مميزة بتصميمها الفريد من نوعهِ، وذلك بهدف أن تكون لألمانيا وشعبها سيارات خاصة بهم ومتميزة عن غيرهم، أمّا بالنسبة للنظام الآخر فهو عبارة عن تنظيم برنامج لسيارات السباق وتطوير صناعة السيارات الرياضيّة بالتحديد، وهذا الإعلان هو الذي فتح المجال أمام مشروعين لشركة بورش.

وكان المشروع الأول الذي استلمته شركة بورش من هتلر سنة 1934، وهو كما قلنا تصميم سيارة الشعب، وانتهى تصميم النموذجين سنة 1935، وعرضت الشركة النسخ الإختباريّة ما بين سنة 1936 و1939، ولكن وبسبب ظروف الحرب العالميّة الثانيّة، تم تخصيص المصنع لإنتاج السيارات العسكريّة فقط، والدبابات الحربيّة.

وبعد أن انتهت الحرب العالميّة الثانية سنة 1945، سقط مصنع إنتاج سيارة الشعب بيد البريطانيين، وفُصل فرديناند من الإدارة، وبعد فترة قصيرة تم اعتقاله بتهمة جرائم حربية، وهنا قرر ابنه فيري العمل على إنتاج وتصميم سيارتهُ الخاصة، وبالفعل صمم سيارة بورش 356، وهي أول سيارة تمّ إنتاجها عن طريق نفس الشركة وبيعها لوكلاء من ألمانيا. وفي سنة 1965 توقّف إنتاج بورش 326، واستبدلت بموديلات بورش 911.

رابعًا: وفاة فرديناند

توفي فرديناند بورشه في 30 يناير سنة 1951م بشتوتجارت عن عمر يناهز الـ 75 ، بعد أن قضى 60 عامًا من عمره في العمل بمجال صناعة وتصميم السيارات، وبعدها استكمل فيري الابن نجاحات والده، لتتربع بورش 911 على عرش السيارات، وكان فيري متميزًا بعشقهِ للسيارات منذ مرحلة الطفولة، وهذا ما ميزهُ عن باقي أصدقائهِ في ميولهِ وتوجهاتهِ، حيث كان يمضي معظم وقتهِ في مراقبة والدهِ والتعلّم منهُ سر هذهِ الصنعة التي عشقها بدلًا من اللعب واللهو.

خامسًا: تطوير الشركة

عمل فيري بعد وفاة والده على إنشاء ورشة لعمل تطويرات على سيارة بورش، واستطاع أن يُحقّق سمعة عالميّة ممتازة، وأثبت بالفعل بأن ّهذهِ الشكرة رائدة في مجال صناعة السيارات وبالتحديد السيارة الرياضيّة وسيارات السباق المتطورة من الناحية التقنيّة.

وخلال سنة 1972، انسحب عائلة بروشيه من الإدارة المباشرة للشركة، وخلال العام نفسه تم افتتاح مصنع جديد لشركة بورشيه في مدينة ويسخ التي كانت تتميز بكثرة البحوث العلميّة الموجودة فيها، وتوسعت الشركة لتستثمر 54 مليون دولار لفتح مصنع آخر في مدينة ليبزخ شرق ألمانيا وتركيب الأجهزة والآلات الضروريّة لإنتاج سيارة بورش ذات الاستعمالات المتعددة والتي تتلائم مع حالة الطرق.

سادسًا: شعار سيارة بورش

تم استيحاء فكرة شعار سيارة بورش من شعار ولاية Wurttemberg للشعب الحر، والتي كانت جزء من ألمانيا فايمر التي نشأت سنة 1919، واستمرت إلى سنة 1933، وكانت Stuttgart هي عاصمة الولاية ويحتوي شعارها على الحصان.

سابعًا: ظهور اسم بورش في صناعة السيارات الرياضيّة

احتلت بورش المركز الأول في سنة 1951 عند المشاركة في سباق لي مانز، ليُصبح اسمها لامعًا في مجال تصنيع سيارات السباق المتخصصة، ومنذ سنة 1970 فازت بورش بالعديد من السباقات الكلاسيكية كما وفازت بسباق لي مانز العالمي لعدة مرات.

كما وتم تصنيع سيارة بورش بالدفع الرباعي 959، وشاركت في سبق باريس داكار الصحراوي، واحتلت أيضًا المركز الأول، حيثُ تميزت على مضمار جارد بركس بجاذبيتها وفاعليتها الكبيرة، كما وعملت الشركة على نقل كل التعديلات والتحسينات التي توجد في سيارات السباق إلى السيارات الموجودة في المعارض.

بالإضافة إلى إدخالها للعديد من العمليات الديناميكيّة كجهاز شحن التوبرو الأول،  أقراص الفرامل المهواة من الداخل، التصميم الفولاذي الأول أحادي الكتلة الذي يعمل على سلامة الركاب، المحركات ذات عزم الدوران المرتفع، فرامل بورشة الخاصة السيراميكية، وغيرها الكثير من الأنظمة الحديثة والمتطورة.

كانت هذهِ مقتطفات من قصة نجاح فرديناند بورشيه الذي نجح في تصميم العديد من السيارات الرائدة والمميزة في عالمنا، كما وتعرفنا على فيري ابن فرديناند الذي تابع مسيرة والدهِ في إنتاج وتصميم سيارة بورش العالميّة.

 

المصادر:

  1. قصة نجاح فيرديناد بورشية
  2. فارديناند بورشيه  
  3. قصة فرديناند بورشيه



مقالات مرتبطة