قصة نجاح توماس ليبتون مؤسس شاي ليبتون العالمي

يُعتبر الشاي واحدًا من أكثر المشروبات العالميّة التي تحظى بشعبيّةٍ لا نظير لها، ويُعتبر شاي ليبتون العلامة الفارقة في صناعة الشاي بأنواعه وأشكاله المختلفة، حيث يتميّز بنكهته المُميّزة وبجودة صناعتهِ التي جعلته يحتل المراكز الأولى في العالم، فيما يلي سنُسلّط الضوء على قصة نجاح توماس ليبتون مؤسس وصاحب شركة شاي ليبتون الشهير.



أولًا: نبذة عن قصة اكتشاف الشاي في العالم

الشاي اسم صيني يطلق على شجرة أو شجيرة وعلى أوراقها وعلى المشروب الذي يصنع من الأوراق، ونباته دائم الخضرة. ينسب إلى فصيلة الكاميليا، وموطنه الأصلي شرقي آسيا. ينمو في موطنه إلى ارتفاع 9 أمتار، ولكنه في المزارع يُقلّم شجيرات صغيرة طولها 90- 150 سم. أوراقه رمحية الشكل خضراء داكنة، والأزهار عطرة بيضاء مصفرّة.

وقد ذُكر الشاي في المُصنّفات الصينية في القرن الثالث، وزرع في القرن الثامن على نطاق تجاري. استوردته شركة الهند الشرقية الهولندية إلى أوروبا واحتكرت شركة الهند الشرقية البريطانية توريده لبريطانيا حتى سنة 1834، وصل إلى المستعمرات الأمريكية سنة 1680 وكان المشروب المفضل حتى استبدلت به القهوة. والشاي يُعتبر من أكثر المشروبات استهلاكًا بعد الماء، وأهم الدول المنتجة للشاي هي الهند، الصين، سيلان، إندونيسيا، اليابان، فرموزا. وأهم الدول المستوردة بريطانيا، والولايات المتحدة الأمريكية. أستراليا، روسيا، كندا، هولندا.

وأول من زرع واستخدم الشاي هم الصينيون، وتذكر الروايات الصينية بأنّ الملك شينوق كان مغرمًا برعاية الأعشاب وجمعها والتداوي بها، وكان يحب شرب الماء الساخن بعد غليانه، وقد ترك بعض أوراق الشاي في الحديقة وبالمصادفة حملت الريح ورقة من الشاي الجاف إلى قدح الماء الساخن الذي اعتاد أن يحتسيه وهو جالس في الحديقة كنوع من أنواع العلاج بالماء فلاحظ الملك تغيّر لون الماء فتذوق طعم المنقوع واستساغ طعمه ودأب على تناوله هو ومن في معيته ما أشاع استخدامه في الصين وخارجها.

أمّا العرب والأوروبيون وغيرهم فقد ذكرت الموسوعة العربية العالمية ما يشير إلى أنّ الشاي لم يُعرف عند العرب في عصر الجاهلية ولا في صدر الإسلام ولا في العصر الأموي ولا العباسي، وربما جاء شربه بعد هذا التاريخ حيث لم يوجد تاريخ محدد لدخول الشاي وشربه في المنطقة العربية وفي العراق خصوصًا ليكون من أشهر المشروبات وأكثرها شعبية، ولم ينتشر ويصبح معروفًا في العالم إلّا في القرن السابع عشر وما بعده، وقد كانت أول شحنة من الشاي قد وصلت أوروبا في عام 1610 وهو أول عهد الأوربيين بالشاي.


اقرأ أيضاً:
5 فوائد صحيّة رائعة لزيت شجرة الشاي


ثانيًا: الحياة الشخصيّة لتوماس ليبتون مؤسس شاي ليبتون

توماس ليبتون

ولد توماس ليبتون في مايو سنة 1848م وتوفي في أكتوبر سنة 1931م وهو أسكتلندي الأصل، وكان توماس قد تعلّم في مدرسة قريبة من جلاسكو هذهِ المدينة التي عاش فيها من سنة 1853 إلى سنة 1863، وفي عمر الثالثة عشر قرّر الدخول في مجال العمل ليُساعد والديه في مصروف المنزل، وبدايةً كان يعمل في مطبعة خلال فترة النهار ويذهب إلى المدرسة خلال فترة المساء.

وفي سنة 1847 انتقل والديه إلى مدينة جلاكسو لينجحوا في تأمين حياة مستقرة لأفراد أسرتهم وأولادهم، حيث كان والده يعمل كعامل ويتنقل بين العديد من الوظائف، وبعد أن استقروا في هذهِ المدينة فتحوا محلًا لبيع الزبدة والبيض.

ثالثًا: بداية حياتهِ المهنية في الولايات المتحدة الأمريكيّة

عمل ليبتون على متن سفينة تعمل بين جلاكسو ويلفاست وذلك سنة 1964، وكان معجب جدًا بهذا العمل ومستمتعاً بقصص البحارة الذين كانوا يتحدثون عن سفرهم ورحلاتهم للولايات المتحدة، وبعد فترةٍ قصيرة سافر ليبتون إلى هناك وعاش حوالي الخمس سنوات، وعمل خلالها بالعديد من الأعمال، كعامل في مزرعة في ولاية فريجينيا، ومحاسب في مزرعة في ولاية كارولينا، وبائع من الباب إلى الباب في ولاية أورليانز، وعامل في ولاية نيوجيرسي، ومساعد بقال في ولاية نيويورك، وكل هذهِ الأعمال التي عمل فيها ساهمت وبشكلٍ كبير في توسيع قدراتهِ العمليّة، وبزيادة قدرتهِ على الابتكار وتحمل الظروف المهنية الصعبة دون تذمر.

رابعًا: بداية تأسيس شاي ليبتون

شاي ليبتون

في سنة 1870 عاد ليبتون إلى بريطانيا ليُساعد والديهِ في العمل، وقام بفتح أول متجر خاص له للبقالة، وبعدها بفترةٍ ليست بطويلة قام بفتح عدة محالات تحت اسم ليبتون ووصل عددهم إلى حوالي 300 محل، وخلال هذهِ الفترة دخل عالم صناعة الشاي التي كان يتزايد الطلب عليها، ووقتها قام بتأسيس العلامة التجارية لشاي ليبتون التي ما زالت موجودة إلى يومنا هذا.

قام ليبتون بزيارة العديد من الدولة للتسويق لعلامته التجاريّة، حيث زار سيرلانكا التي أبرم فيها العديد من العقود التجاريّة مع جيمس تايلور والذي قدم حدائق الشاي إلى سيرلانكا مع العمال الهنود، قامت الشركة بتوزيع الشاي في أوروبا والولايات المتحدة الأمريكيّة منذ بداية سنة 1890.

خامسًا: الأعمال الخيريّة لتوماس ليبتون

كان توماس ليبتون شخصًا متواضعًا ومحبًا لعمل الخير، حيث عمل على مساعدة المتطوعين من المنظمات الطبيّة، وهذا خلال الحرب العالميّة، ووضعت صورته على غلاف مجلة التايم الأمريكيّة في 3 نوفمبر سنة 1924، وكان توماس ليبتون فخورًا دائمًا بنفسهِ، وبكفاحه المستمر إلى أن وصل إلى كل هذهِ الشهرة والنجاح المهني.

سادسًا: نجاحه في عالم الرياضة

كان توماس ليبتون يعشق الرياضة، حيث فاز بكأس أمريكا لليخوت خمس مرات بين سنة 1899 وسنة 1930، وقبل كأس العالم أقيمت بطولتين تحت إسم كأس السير توماس ليبتون وهذا بين عامي 1908 و1911، وتبرّع توماس سنة 1905 لإقامة مسابقة الكأس التي كان يتنافس عليها الأرجنتين والأوروجواي.

سابعًأ: وفاة توماس ليبتون

توفي توماس ليبتون مؤسس شاي ليبتون الذي كان ولا زال من أكبر العلامات التجارية للشاي في العالم وذلك بتاريخ 2 أكتوبر سنة 1931 في مدينة لندن بعد أن نجحَ في تحقيق سمعة طيّبة في العالم، واستطاع كذلك أن يُقدّم دروسًا ملهمة لكل عشاق النجاح والمثابرة، ومن هؤلاء الذين استفادوا من دورس توماس ليبتون الأسكتلندي دنكن باناتين وهو مؤلف ورجل أعمال تشكل اهتماماته التجاريّة الفنادق والنوادي الصحيّة والمنتجعات الصحيّة ووسائل الإعلام والتلفزيون حيثُ قال:

(صحيحٌ أنَّ تومي لم يفز قط بهذه الكأس الزاهية (في إشارة إلى كأس أميركا)، لكنَّه فاز بشيءٍ أهم بكثير، حبّ الناس من جميع الفئات وكل أنحاء العالم واحترامهم وإعجابهم. وهذا يجعله فائزًا في رأيي).

كانت هذه مقتطفات من قصة حياة ونجاح توماس ليبتون صاحب ومؤسس شاي ليبتون.

 

المصادر:




مقالات مرتبطة