قصة نجاح المليونير الصغير فارح جراي Farrah Gray

فارح جراي، هذا الطفل الصغير الذي قرّر أن يتخلّى عن طفولتهِ ومغامرات الطفولة البريئة في سنٍ مبكر جدًا وذلك لإعانة والدتهِ التي كانت تعاني من أوجاعٍ شديدة نتيجة المرض وشفقتهِ عليها وهي تتألم، فيما يلي سنُسلّط الضوء على مقتطفات مهمة من حياة هذا الطفل الذي نجح في تحقيق لقلب المليونير الصغير نتيجة عملهِ الدؤوب واجتهادهِ الذي لا حدود له.



أولًا: نبذة عن فارح جراي ونشأتهِ

نشأ فارح جراي في حي فقير من أحياء ولاية شيكاغو الأمريكيّة، هذا الحي المليئ والشهير بتعاطي المخدرات وبيعها، ولكنّ مرض والدتهِ جعل منه طفلًا ملتزمًا ومنعه من الإنجراف وراء تلك السلوكيات الخاطئة التي كانت منتشرة حوله، وكانت أسرة جراي فقيرةً جدًا، حيث كانت الوالدة تتألّم طوال الليل وتعمل طوال النهار لتأمين الغذاء اليومي والحاجات اليوميّة لأفراد أسرتها.    

وكان هذا الطفل الصغير يتألّم لرؤية أمه تتعذب وتعمل دون راحة رغم مرضها، فقرر أن يُساعدها في بعض الأعمال، وتوصل في النهاية إلى فكرةٍ بسيطة تقوم على بيع عبوات من الكريمات الخاصة بالبشرة مقابل دولار ونصف للعبوة الواحدة، وكان زبائنه فقط من الجيران والأصدقاء، وعندما بلغ السابعة من عمرهِ طبع لنفسهِ كارت كتب عليهِ مدير القرن الواحد والعشرين، وفي سن الرابعة عشر من عمرهِ كان قد حقق أول مليون دولار من عمله.

ثانيًا: مرض والدة فارح جراي

تراجعت الحالة الصحيّة لوالدة فارح جراي مرةً أخرى، وتعرّضت لنوبةٍ قلبيةٍ حادة، وهنا قرر أن يمنح الراحة الكاملة لها، وأن يعمل ليُعيل أسرته وأخوته، ومن أكثر الصعاب التي عانى منها خلال هذهِ المرحلة هي أن الحي الذي يسكن فيهِ مليئ بالمخدرات وبائعيها، ولكن إصرارهِ على انتشال والدته من المرض كان دافعًا أساسيًا لمثابرتهِ على النجاح والعمل.

ثالثًا: رحلة فارح جراي التجاريّة

تعلّم جراي طريقة رابحة في العمل من تجار المخدرات في المنطقة التي كان يسكن بها، وهي أنّ اتباع أسلوب الشراء بالجملة والبيع بالقطاعي يُساعد على جني أرباح مضاعفة، وخلال هذهِ الفترة تعرّف على معلّم كان يُرشده بشكلٍ دائم إلى طريق الصواب والعمل الصحيح، حيثُ وجه له نصيحة في غاية الأهميّة وهي إذا استطعت أن تحقق ربح 50 دولار في اليوم فيُمكنك في يومٍ ما أن تحقق المليون، وهنا بدأ العمل بشكلٍ جدي، ولكنّهُ لم يستطع شراء صندوق لوضع البضاعة فيهِ، لهذا قام باستخدام صندوق طعامهِ المدرسي لوضع البضائع فيهِ، وذلك ليبدو كرجال الأعمال المحترفين، كما وقام باستعارة ربطة العنق من أخيهِ.

رابعًا: رجولة فارح جراي المبكرة وإصراره على النجاح

عندما بلغ جراي 8 أعوام من عمره خطر على بالهِ فكرة تشيد منتدى أعمال خاص لصبيان الحي الفقير الذي يسكن بهِ، وذلك لإبعادهم عن بيع المخدرات وتعاطيها، وكانت فكرة هذا المشروع تقوم على جمع التبرعات سواء كانت تبرعات مادية أو تبرعات معنوية.

وبالفعل استطاع أن يجمع مبلغًا يُقدّر بحوالي 15 ألف دولار من خلال هذا المنتدى، كما واستطاع أن يبتكر أسلوب عبقري في جمع الأموال جعل أمر التبرعات أسهل بكثير وأربح، وهذا الأسلوب هو (أرشدني إلى خمسة يُمكن لهم أن يُوافقوا)، والشيئ الغريب بهذا الأسلوب أنّهُ كان يعتمد على الأشخاص الذين يرفضون التبرع وشراء المنتج الذي يعرضهُ عليهم، فكان يتقبل رفضهم برحابة صدر وابتسامة، ويقول لهم أخبروني بخمس أفراد تتوقعون أن يُوافقوا على عرضي أو التبرع لي.

خامسًا: استثمار فارح جراي وعمله في الإذاعة

بعدما نجح فارح جراي في جمع النقود بدأ باستثمارها في بيع المشروبات الغازية والحلويات، وضمّ إليهِ كل الأطفال الذين عملوا معهُ بالمنتدى لكي يُساعدهم على كسب المال، إلّا أنّ نجاحه في هذا المجال لم يستمر طويلًا وذلك لأنه انتقل مع عائلتهِ إلى مدينة أخرى وهي مدينة لاس فيجاس، وذلك بسبب مرض والدته وتراجع حالتها الصحيّة، وهناك كان لديهِ أخ يعمل كموظف فانتقلوا للعيش معهُ، وهنا تبسمت الحياة له بسبب لباقتهِ وحسن كلامه وقدرتهِ على الاستماع، هذهِ الصفات المميزة التي فتحت المجال أمامهُ ليجد وظيفة في أحد الإذاعات التي كانت بحاجةٍ إلى طفل وكان وقتها يبلغ العاشرة من عمرهِ.

وبعد مرور عامين فقط على عملهِ في الإذاعة وصل عدد المستمعين لبرنامجه الإذاعي إلى حوالي 12 مليون متابع، وهذا ما حقق لهُ نجاحًا باهرًا، وكان يُطلب بالإسم في المجلات، والصحف، والتليفزيونات، وذلك من أجل إلقاء الخطب بطريقتهِ المميزة وذلك مقابل 15 ألف دولار.

سادسًا: نجاح فارح جراي واستثمارهِ لأموالهِ

قرر جراي أن يستثمر الأموال التي كان يجنيها من عملهِ في الإذاعة، واختار العمل في مجال الأطعمة، وهنا كان قد بلغ 13 من عمرهِ، حيث فتح شركة صغيرة في مدينة نيويورك لبيع الأطعمة، وقام بتطبيق بعض المعلومات المهمة في مجال التسويق كان قد قرأها في أحد الكتب، حيثُ عمل على طهي الحساء، ووضعه في زجاجة وقام بإرسالها إلى مطعم تعليب، وقام بعدها بالبحث عن الخبراء والعلماء في هذا المجال وذلك لكي يتعلّم منهم كل كبيرة وصغيرة في هذا المجال، وعندما بلغ 14 من عشرهِ تحول هذا الفتى الأسمر الصغير إلى واحد من أكبر الأثرياء في العالم، وحققت شركتهُ مبيعات تصل إلى مليون ونصف دولار.

سابعًا: أعماله الجديدة

لم يتوقف عمل جراي على الطبخ والطهي فقط، بل عمل أيضًا على إنشاء شركة لبيع بطاقات الهاتف مسبقة الدفع، وعمل أيضًا في المجال الفني، حيثُ أخرج برنامجًا موجهًا للمراهقين، واشترى مجلة أيضًا، بالإضافة إلى أنّهُ قدم برنامجًا فكاهيًا كوميديًا ناجحًا جدًا، وعمل بعدها على إنشاء جمعية خيريّة لمساعدة الشباب ليعملوا في التجارة ويُحققوا المزيد من الأرباح الشخصيّة لأنفسهم.

ثامنًا: شهرة فارح جراي الكبيرة

بعد كل النجاح الكبير الذي حققهُ، تمت دعوته للانضمام إلى عضوية الغرف التجاريّة، ودعوته أيضًا لمنحة دراسيّة مدتها ثلاث سنوات، وطلب الرئيس الأمريكي جورج بوش أن يُقابلهُ ودعاهُ للكونجرس الأمريكي وأصبح عضوًا فخريًا من المجالس التجاريّة.

وعندما بلغ 19 من عمرهِ، قام بتأليف كتاب تحت عنوان هل تريد أن تصبح مليونير؟ هذا الكتاب الشهير الذي نال إعجاب الملايين من الأشخاص في العالم، وبالتحديد الشخصيات المشهورة مثل الرئيس الأمريكي السابق بيل كلينتون، بيير سولتون، مارك فيكتور، وغيرهم من المشاهير.

وفي هذا الكتاب قام بوضع 9 خطوات على الفرد اتباعها لكي يصبح مليونير وهي:

  1. لا تخش الرفض، فالغزالة الجريحة تقفز مسافات أطول.
  2. تفهم القوة خلف الأسم.
  3. اجمع فريقًا من المُعلمين والمرشدين الناجحين حولك.
  4. استغل كل وأي فرصة.
  5. امض مع التيار، لكن اعرف إلى أين تريد الذهاب.
  6. كن مستعدًا نفسيًا لتقبل الفشل والوقوف على رجليك بعد الوقوع.
  7. خصص وقتك لما تعرفه.
  8. أحب عميلك وزبونك.
  9. لا تقلل أبدًا من قوة شبكة المعارف والعلاقات.

وفي النهاية نتمنى عزيزي أن تستفيد من كل النقاط المهمة التي وردت في قصة حياة ونجاح المليونير الصغير فارح جراي.




مقالات مرتبطة