قصة نجاح أمانسيو أورتيغا أغنى رجل في أوروبا

يُعتبر أمانسيو أورتيغا واحدًا من أغنى الرجال في أوروبا وأكثرهم نفوذًا في عالم المال والأعمال، والذي استطاع بفضل عزيمتهِ وإصراره من تحقيق العديد من الإنجازات المهمة على مستوى العالم على الرغم من الفقر الشديد الذي كان يعيشه في مرحلة الطفولة، فيما يلي سنُسلّط الضوء على قصة نجاح أمانسيو أورتيغا أغنى رجل في أوروبا.



أولًا: من هو أمانسيو أورتيغا

أمانسيو أورتيغا هو رجل أعمال إسباني شهير، يمتلك ثروةً ضخمة مكّنته من تصدّر قائمة أغنياء أوروبا وقائمة أغنى أغنياء العالم على الإطلاق، وفي سنة 2014 احتل المرتبة الثالثة في قائمة أثرياء العالم بعد بيل جيتس، ورجل الأعمال المكسيكي كارلوس سليم الحلو، وكانت مسيرة نجاحهِ مليئة بالدروس المهمة التي يُمكن لأي شخصٍ عاشق للنجاح والثراء أن يأخذ منها العِبر والعديد من الدروس المهمة.

ثانيًا: ولادة أمانسيو أورتيغا ونشأتهِ وعائلتهِ

ولد أورتيغا بتاريخ 28 مارس سنة 1936 أي في بداية الحرب الأهليّة الإسبانيّة، في قريةٍ صغيرةٍ جدًا في إسبانيا وبالتحديد في ليون الشماليّة التي لا يتجاوز عدد سكانها المئة شخص والتي بقي فيها حتى عمر 14 عامًا، وهو الابن الأصغر ولديهِ أربعة أخوة، وكانت عائلته فقيرةً جدًا.

وبسبب الظروف الصعبة وعمل والدهِ في السكك الحديدية، انتقلت العائلة سريعًا إلى مدينة لا كورونيا في منطقة غاليسيا، وعاشوا في منزل سيئ للغاية ولا يمتلك أي من المواصفات الضروريّة لحياة أسريّة هادئة وصحيّة، واضطرت والدتهِ للعمل كخادمة في المنازل هناك، وذلك لتساعد الأب على تأمين متطلبات الأسرة، وقرّر  أورتيغا ترك المدرسة والعمل لمساعدة عائلتهِ عندما تعرّض لأحد المواقف التي أثّرت بهِ وزرعت في نفسهِ الإصرار على العمل لتحقيق النجاح والخروج من دائرة الفقر الذي يعيشه، ففي أحد الأيّام سمع تضرع والدتهِ في أحد المتاجر المحليّة للحصول على دين لعدم قدرتها على تأمين الغذاء والمواد الأساسيّة لأطفالها وعائلتها، وهنا قرر ترك المدرسة والاتجاه للبحث عن عمل، وكان وقتها يبلغ الرابعة عشرة من عمرهِ.

ثالثًا: بداية حياتهِ العمليّة

بدأ أورتيغا حياته العمليّة كعامل بسيط في العديد من محلات الملابس في منطقة غاليسيا، ووجدَ وظيفة في متجر لصناعة قمصان محلية يدعى غالا، الذي لا يزال موجودًا حتى الآن في وسط مدينة لاكورونيا، وتعلّم كيفيّة تصميم الملابس و خياطتها باليد.

وكان يستمتع جدًا بركوب دراجتهِ والتجوّل بها حول المدينة في أوقات فراغهِ، ويقول بأنّ فكرة عملهِ الأساسيّة راودته أثناء ركوب الدراجة في أحد الأيّام، ووقتها أدرك بأنّهُ لكي يكسب المال بشكلٍ جيد عليهِ أن يُعطي الزبون ما يُريده ويتمناه، وفي سن السادسة عشر كان أورتيغا يُفكّر جيدًا بالطرق التي يستطيع من خلالها أن يعرف ما هي رغبة الزبون الأساسيّة وذلك لكي يعمل على تلبيتها.

وفي الخمسينيات من القرن الماضي، كانت مدينة غاليسيا مستقلة في الحكم، وهذا ما جعلها منطقة آمنة ومثاليّة لتنفيذ خطط الأعمال فيها، وكانت هناك الكثير من النساء العازبات اللاتي يُمكنهن الخياطة والحياكة بشكلٍ جيد، وهذا ما جعل أورتيغا يُفكر ويعمل على تنظيم النساء في جميعيات تعاونيّة للعمل في مجال الخياطة.

حيث كان الإنتاج يتضمن خياطة الملابس الداخليّة، ألبسة الأطفال، وقمصان النوم، وكانت النساء وقتها سعيدات جدًا بهذا العمل، ويشعرن بالحماس الشديد.

وبعد مرور عدة سنوات على العمل المستمر اكتسب أورتيغا خبرةً كبيرة ومهمة في مجال الخياطة والعمل فيها، وهذا ما دفعه لتأسيس أول شركة بإسمهِ، وكان مسؤولًا مباشرًا فيها عن تطوير الموضة، وكان شقيقه أنطونيو مسؤول عن القضايا التجاريّة و شقيقتهُ جوزيفا مسؤولة عن إدارة الحسابات أمّا روساليا ميرا غوينيشا تعمل كشريكة أساسيّة معه في العمل.

رابعًا: الدخول في عالم المال والأعمال

نجح أورتيغا في تأسيس شركة صغيرة سنة 1972، وأطلق عليها اسم كونفيسونيس جوا، هذهِ الشركة التي كانت مختصّة في صناعة أرواب الحمامات فقط بتصميمٍ محترف ومُتقن، وفي سنة 1975 افتتح أول متجر لبيع الملابس وحقّق من خلال العمل بهِ نجاحات كبيرة وأرباح خياليّة، دفعته إلى إطلاق سلسلة من المتاجر أطلق عليها اسم زارا، وبعدها بفترةٍ قصيرة أسس مجموعة أخرى أطلق عليها إسم إنديتكس وهي الشركة الأم لمجموعة من أضخم الماركات العالميّة وهي زارا، أويشو، زارا هوم، كيديز كلاس، تيمبي، بول آند ببير، أوفن وبيرشيكا، وماسيمو دوتّي، وكان يعمل لديهِ حوالي 92 ألف موظف.


اقرأ أيضاً:
قصة نجاح علامة ZARA الشهيرة


وإنّ نجاح أعمال أورتيغا يرتبط بشكلٍ كبير بطريقة عملهِ الغريبة والفريدة من نوعها في مجال تجارة الألبسة، حيثُ كان يعتمد على طريقتين في التفكير الأولى العمل على إعطاء الزبون ما يُريد في أسرع وقت ممكن، والفكرة الثانية تقوم على تجديد مخازن الألبسة مرتين في الإسبوع، كما وفرض أورتيغا قاعدة ذهبيّة للعمل وهي تنص على تلقي أوامر جديدة في غضون 48 ساعة. وهذا ما جعل مصانع شركات أورتيغا مثل زارا وغيرها تبدو وكأنّها آلة يتعاون فيها المئات من المُصمّمين ومُحلّلين المبيعات في مكان واحد لتحقيق هدفين أساسيين هما سرعة التسليم، وأسلوب التعامل مع العملاء، حيث كان المُصمّمون يبتكرون ثلاثة تصميمات في اليوم الواحد، ويقوم المختصون باختيار تصميم واحد من هذهِ المجموعة لتنفيذه على الفور.

وهذا ما جعل أورتيغا ينجحُ في بناء إمبراطوريّة عالميّة للأزياء، اعتمد فيها على التخلّص من النمط التقليدي في العمل، والانتقال إلى عالم الخياطة الراقيّة باستخدام نمطه وخططه الخاصة والمبتكرة.

توسّع أورتيغا في أعمالهِ واستثماراتهِ حيث اشترى سنة 2014 مليون دولار في عقارات برشلونة، واستمر في شراء المواقع العقاريّة في لندن، ونيويورك، وأفضل أماكن التسوّق في برشلونة.

خامسًا: حياة أورتيغا الشخصيّة

تميّزت حياتهِ الشخصيّة بالسرية والبساطة، فكان لا يجري على الإطلاق أي لقاءات صحفيّة، ولا يتحدث عن حياتهِ الخاصة، وكان يعتمد على ارتداء الملابس الكاجوال كالجينز الأزرق والتيشيرتات ولا يرتدي ربطات العنق مع البدلات الرسميّة.

ولكن من المعروف بأنّ زوجتهِ الأولى كانت تدعى روساليا ميرا التي كانت شريكة له في أول أعمالهِ، ولكن لم يظهر الزوجان معًا على الإطلاق، كما ومنعوا الباباراتزي من تصوير أولادهم ساندرا وماركوس.

وفي بداية سنة 1986 طلّق أورتيغا زوجته الأولى، وتزوج سنة 2001 من فلورا بيريز بعد علاقة حب قوية جمعتهم منذ سنة 1983، وكانت تصغرُه بـ 18 سنة، حيث كانت تعمل أيضًا في شركتهِ.

سادسًا: أهم الدورس التي يُمكن أن نستفيد منها من قصة نجاح أورتيغا

اكتسب أورتيغا الخبرات الكافيّة وعرفَ ما يحتاج السوق من خلال العمل في محلات الألبسة، وطبق هذا أثناء العمل في شركتهِ الخاصة التي عملت على توفير المنتجات التي يحتاجها السوق.

عمل على استغلال كل الأرباح التي جناها ليفتتح متجرًا يُوفّر لهِ ما يحتاجه وما يرغب بهِ العملاء.

عمل على إطلاق الماركات العالميّة بالاعتماد على نفس الأسلوب الذي اتّبعه منذ البداية، وهو البحث وراء احتياجات السوق وتقديم الخدمات السريعة للزبائن والعملاء.

وهنا ننبه إلى ضرورة دراسة السوق جيدًا قبل أن تقوم بافتتاح أي مشروع جديد، وذلك لكي تعرف ما يحتاجهُ السوق، ولكي تؤمن المنتج بالجودة والسعر المناسب الذي ستنجح من خلالهِ في تحقيق الأرباح الهائلة.

سابعًا: أشهر أقوال أمانسيو أورتيغا

  1. الزبون هو دائمًا الذي يُحدّد نمط العمل.
  2. عندما أكون في الشارع، أفضل أن أكون معروفًا فقط من قبل عائلتي، أصدقائي، والأشخاص الذين أعملُ معهم.
  3. سأتابع العمل حتى النهاية.
  4. عليك أن تظهر ثلاث مرات في الجرائد، عند الولادة، الزواج، ثُم الموت.

 

وأخيرًا نتمنى عزيزي أن تستفيد من كل الدروس المهمة التي قدمها لنا أمانسيو أورتيغا الرجل الأغنى والأشهر والأنجح في أوروبا.

 

المصادر:




مقالات مرتبطة