قرار الطلاق!

 

عندما يبدأ الزوجان التفكير في اتخاذ ذلك القرار الذي قد يكون بمثابة الكي (الطلاق) وهو اخر العلاج ينظر الرجل الى هذه المرأة على انها عدوة،  وكذلك هي تنظر اليه بنفس النظره السلبية،  أنه ذلك الرجل العدو اللدود الذي لم ترى معه يوما ما سعادة أو فرحه، وليت هذا الشعور يبقى في الداخل فإن الأمر سيكون أهون فهناك الكثير ممن نتعايش معهم لانحبهم ولكننا نحترمهم في الظاهر لأكثر من سبب.



 

الإشكال الكبير الذي يستمر لسنوات ويتسبب في قطع صلة الأرحام والعقوق هو بناء التحزبات الأسرية في البيت الواحد بين الأبناء والآباء فتبدأ الأم وهي أقرب وأعلم الناس بزوجها فتفشي أسراره لأبنائه ويكمّل الخطأ ذلك الرجل عندما يبدأ هو الآخر بنفش ما بقي من أسرار وكلاهما يجهلان عاقبة هذا الأمر وهذه الكارثة المحتومة، ونحن نعلم يقيناً بأن الطفل أكثر من يصدق ويثق به هما والداه.

 

اليوم أبنائنا يعانون من مشاكل الواقع مع وجود الأب والأم وفي دائرة الأسره الواحده، أما وقد حصل الانفصال فإن الأبناء بحاجة ماسة بل في أمس الحاجة إلى صورة جميلة تتكلم عن تاريخ العلاقة بين أبويه ليعيش وهو يشعر دائما أن له أب وأم وإخوة فحاله حال كل أصدقاءه الذين يلتقي بهم في المدرسة والشارع ولكن قليلا من يدرك هذه النتائج الوخيمة التي ستحدثث للأبناء شرخا في مستقبلهم إن لم يتحكم العقل في هذا الخلاف. وأذكر هنا قصة تلك الأسرة التي رزقها الله تعالى بولد وحيد وبعد ذلك بدأ الخلاف بينهم لسبب ما ووصلا الى قرار الطلاق فبدأت الأم من زاوية والأب من زاوية كل منهم يشوه صورة الآخر حتى كره هذا الشاب والده ووالدته والغريب أن هذا الشاب ترك بيت والده وكذلك بيت والدته وأصبح مكانه الشارع لأن الصورة الجميلة عن الأب والأم قد تحولت الى صورة قبيحة وهذا القبح كان سببه مع الأسف الأب والأم، وهنا أوجه رسالتي لكل زوجين عاقلين، إن الطلاق ليس هو نهاية المطاف، إذن علينا أن نحتفظ بشئ من الأوراق لما بقي من الحياة، وأن نجعل لمصلحة الأبناء مكان في هذه القضية و أن نجعل لهم قانون يحميهم، وأن نبعدهم عن المحاكم ومراكز الشرطة، أخي الكريم أختي الكريمة قد يتم الطلاق وتنتهي علاقتك بهذه المرأة للأبد.. ولكن علاقتك مع أبناءك لا ولن تنتهي.