"قبلة الحياة" ليست ضرورية لإنقاذ مريض توقف قلبه

تقول جمعية أمراض القلب الأمريكية إنه يمكنك أن تنقذ حالة توقف مفاجئ للقلب دون أن تكون ممارساً لمهنة الإسعاف وذلك بالضغط بقوة وبسرعة على صدر المريض.



 

ولفترة طويلة ظل الاعتقاد بأن إنقاذ حالة توقف القلب تستلزم تدريبات خاصة على إعطاء قبلة الحياة بالتناوب مع ممارسة مرات من الضغط باليدين على صدر المريض لإنعاش القلب، إلا أن الأطباء توصلوا أخيراً لأبسط طريقة فعالة لإنعاش القلب والتي يمكن أن يقوم بها أي شخص دون تدريب حتى وصول رجال الإسعاف، وذلك بالضغط على صدر المريض بقوة ولعدة مرات متتالية قد تصل إلى 100 مرة في الدقيقة للحفاظ على تدفق الدم والأوكسجين المصاحب له إلى القلب والمخ.
الوسيلة الأفضل
هذه هي النصيحة التي تضمنتها إرشادات صدرت أخيراً عن جمعية أمراض القلب الأمريكية التي أعقبت عدة دراسات قدمت العام الماضي وأكدت أن ممارسة الضغط على الصدر تكفي لإنعاش القلب، وهي الوسيلة الأفضل من الجمع بين الضغط على الصدر ومحاولة إعطاء تنفس صناعي من خلال قبلة الحياة.
ويقول الدكتور ميخائيل ساير، كاتب الإرشادات الجديدة رئيس لجنة طوارئ الأوعية الدموية بجمعية أمراض القلب الأمريكية، إنه عندما يفقد شخص وعيه بشكل مفاجئ مصاباً بتوقف القلب غالباً لا يبدأ الأشخاص المحيطون به بممارسة إجراءات إنعاش القلب والرئة لظنهم أنها عملية معقدة لا يمارسها سوى المختصين أو من تدربوا عليها في دورات الإسعافات الأولية، إلا أن القيام بالضغط على صدر المريض يعد أمراً سهلاً لأي شخص أن يمارسه.
وتلعب هذه العملية (الضغط على الصدر) دور القلب الصناعي، إذ إنها تعمل على ضخ الدم للقلب والمخ وغالباً ما يحتوي هذا الدم على مخزون من الأوكسجين لتفعيل عملية التنفس.
لهذا توصي الجمعية الأمريكية لأمراض القلب العامة عند مشاهدة شخص يفقد وعيه أو يواجه صعوبة في التنفس وكأنه يلهث أن يستدعي فوراً رجال الإسعاف ويبدأ في ممارسة الضغط بكلتا يديه بقوة وسرعة على صدر المريض.
وإذا ما كان هناك شخص آخر في المكان فيمكنه أن يهرع لإحضار جهاز الصدمات الكهربائية لاستخدامه في إعادة القلب لحركته الطبيعية، وتقول الإرشادات الجديدة إن أفضل طريقة لإعطاء المريض أفضل فرصة للنجاة هو أن تقوم بثلاثة إجراءات في اللحظات الأولى من توقف القلب وهي: الاتصال بخدمة الإسعاف وممارسة الضغط على صدر المريض ثم محاولة استخدام جهاز الصدمة الكهربائية، وبهذا نجعل الدماء والأوكسجين تسير في جسم المريض بأسرع وقت ممكن.
100 دفعة في الدقيقة
كما توصي الإرشادات الطبية الجديدة بالضغط بقوة وسرعة على صدر المريض بحيث تصل الضغطة لعمق بوصتين في صدر المريض وبمعدل 100 دفعة في الدقيقة. كما توصي بضرورة ألا يتكئ المسعف على صدر المريض بين الضربة والأخرى.
وتوصي الدكتورة دانا بيريز إديلسون، مديرة البحث الإكلينيكي بمركز طوارئ إنعاش القلب بجامعة شيكاغو، بالسماح بارتفاع الصدر بين الضربة والأخرى لأن القلب يمتلئ بالدماء عندما ترفع اليد عن صدر المريض.
وتقول إن الأمر يمثل تحدياً، كما أنه مرهق جداً للمسعف إذا ما كان يقوم بعملية الضغط بطريقة صحيحة.
وقد يقلق البعض من إمكانية إيذاء المريض إذا ما ضغط على صدره بقوة، إلا أن هذا نادر ما يحدث وإن حدث أي أذى فلن يكون بحجم فقدان الحياة إذا لم يتم عمل هذه الإسعافات سريعاً لتنشيط القلب.

المصدر:موقع العربية