فوائد ممارسة اليوغا الساخنة لخفض ضغط الدم

اليوغا الساخنة: نوعٌ من اليوغا تُجرَى في مركزٍ مخصَّصٍ يُسخَّن عند درجة حرارة 41 مئوية، وتصل نسبة رطوبة الجو فيه إلى 40%، وذلك في محاولةٍ لتقليد المناخ في الهند؛ وهي أكثر من مجرَّد تمرينات لياقةٍ تمارسها لتتعرَّق، حيث يمكن أن تساعد من يعانون من ارتفاع ضغط الدم في العلاج بطريقةٍ هادئةٍ وشافية.



أثبتت دراسةٌ أوليةٌ فوائد اليوغا الساخنة في علاج أعراض ارتفاع ضغط الدم، ففي عرضٍ تقديميٍّ في الجلسات العلمية لجمعية القلب الأمريكية لارتفاع ضغط الدم لعام 2019، جرى تقديم نتائج الدراسة الجديدة التي تستكشف طريقةً خاليةً من الأدوية لعلاج ارتفاع ضغط الدم، وذلك باستخدام حصص اليوغا الساخنة.

كتبت الباحث الرئيسة "ستاسي هنتر" (Stacy Hunter)، مقالاً عن هذه الدراسة بعنوان "ارتفاع درجة الحرارة وضغط الدم في دراسةٍ حول اليوغا الساخنة"، والتي نُشِرَت في تقرير اجتماع جمعية القلب الأمريكية (العرض التقديمي رقم P196؛ الجلسة APS.1).

وظَّف فريق البحث الذي تترأسه ستايسي 10 رجالٍ ونساء بالغين من أجل الدراسة، شُخِّصَت إصابتهم إمَّا بارتفاع ضغط الدم الوريدي (EVP)، أو ارتفاع ضغط الدم في المرحلة الأولى (S1H)؛ ووفقاً لمركز مايو كلينيك "Mayo Clinic"، يتراوح ضغط الدم الانقباضي لدى الشخص السليم ما بين 120 إلى 129 ملم زئبقي، بينما يكون الضغط الانبساطي بحدود 80 ملم زئبقي تقريباً.

يمثِّل الضغط الانقباضي ضغط الدم عندما يضخه القلب في الشرايين، بينما الضغط الانبساطي هو مقياسٌ لضغط الدم بين ضربات القلب.

ارتفاع ضغط الدم من الدرجة الأولى عبارةٌ عن ضغطٍ انقباضيٍّ يتراوح بين 130 إلى 139 ملم زئبقي، أو ضغطٌ انبساطيٌّ يتراوح بين 80 إلى 89 ملم زئبقي؛ ويتحوَّل ارتفاع الضغط من الدرجة الأولى إلى الدرجة الثانية عندما يصل الضغط الانقباضي إلى 140 ملم زئبقي أو أعلى، أو بارتفاع الضغط الانبساطي إلى 90 ملم زئبقي أو أعلى، ويميل ارتفاع الضغط الوريدي إلى التفاقم بمرور الوقت، ما لم تُتَّخَذ خطواتٌ للسيطرة على ضغط الدم.

لم يكن المشاركون في الدراسة يتناولون أيَّ أدويةٍ لضغط الدم، ولم يشاركوا في أيِّ تمرينٍ بدنيٍّ منتظمٍ لمدة ستة أشهرٍ على الأقل قبل الدراسة، حيث عيَّن الباحثون بشكلٍ عشوائيٍّ خمسة مشاركين في مجموعةٍ تجريبيةٍ لمدة 12 أسبوعاً من دروس اليوغا الساخنة، في حين لم تأخذ مجموعةٌ أخرى دروس اليوغا.

تعدُّ اليوغا الساخنة تمريناً فعالاً يجري في غرفٍ ساخنةٍ للغاية، وفي درجات حرارةٍ يمكن أن تصل إلى 105 درجة فهرنهايت (40 درجة مئوية) مع 40 بالمئة من الرطوبة؛ حيث يحدث التعرُّق كشكلٍ من أشكال إزالة السموم بشكلٍ عام، بينما تعمل الحرارة العالية على تدفئة العضلات؛ ممَّا يعزِّز المرونة.

إقرأ أيضاً: 6 أطعمة تتسبب في ارتفاع ضغط الدم، احذر منها

تخفِّض اليوغا الساخنة الأسبوعية ضغط الدم في ثلاثة أشهر:

انخرطت مجموعة اليوغا في دروس اليوغا الحارة لمدة ساعةٍ ثلاث مراتٍ أسبوعياً لثلاثة أشهر، حيث جرى قياس متوسط ضغط الدم للمجموعتين قبل وبعد فترات الدراسة ومقارنتها، وقد راقب الباحثون متوسط قراءات ضغط الدم على مدار 24 ساعة، بالإضافة إلى الضغط المتوقع ووظيفة الأوعية الدموية للمشاركين في كلتا المجموعتين.

أظهرت نتائج الدراسة بعد 12 أسبوعاً أنَّ أعضاء مجموعة اليوغا لديهم قياسات ضغط دمٍ أقلَّ من أعضاء المجموعة التي لم تمارس اليوغا. وفي حين يُقِرُّ الباحثون بالحاجة إلى مزيدٍ من الدراسات حول اليوغا الساخنة، تثري هذه النتائج الواعدة مجموعة الأبحاث حول فوائد اليوغا العادية في درجة حرارة الغرفة لخفض ضغط الدم.

توازن اليوغا بين جسمك وعقلك (بدون عقاقير):

تُمارَس اليوغا منذ آلاف السنين كطريقةٍ لدمج الجسم مع العقل؛ وفي عام 2013، نُشِر أول تحليلٍ من نوعه لتأثيرات اليوغا في ضغط الدم في مجلة "الطب البديل التكميلي" (Complementary and Alternative Medicine).

فحصَ فريقٌ بحثيٌّ متعدد الوظائف مقرُّه الولايات المتحدة الأمريكية بقيادة "مارشال هاجينز" (Marshall Hagins) من جامعة "لونغ آيلاند" في بروكلين-نيويورك، نتائج 17 دراسةً مستقلةً عن تأثيرات اليوغا في الذكور والإناث البالغين الذين يعانون من ارتفاع ضغط الدم، مع أو بدون أمراض القلب والأوعية الدموية.

قيَّمت الدراسات المميزة برامج اليوغا لفترةٍ قصيرةٍ نسبياً، دون التركيز على نمطٍ معينٍ منها أو مستويات اللياقة الفردية، وافترض الباحثون أنَّ هذا المعيار سيؤدِّي إلى نتائج ضمن أبحاثهم يمكن تطبيقها على غالبية الأفراد الذين يعانون من ارتفاع ضغط الدم.

أظهرت نتائج هذا التحليل أنَّ ممارسة اليوغا كانت مرتبطةً بانخفاضٍ "متواضعٍ ولكن هام" في ضغط الدم بشكلٍ عام؛ حيث لُوحِظ وجود انخفاضاتٍ أكبر وأكثر أهميةً سريرياً في ضغط الدم عندما تضمَّنت ممارسة اليوغا ثلاثة عناصر رئيسةٍ هي: الوضعيات والتأمُّل والتنفس، مقارنةً بتدخلات اليوغا المحدودة، والتي أظهرت تأثيراً أقلَّ في ضغط الدم.

مقارنةً بأيِّ علاجٍ آخر، أسفرت اليوغا عن فوائد كبيرةٍ في ضغط الدم، ولكن ليس عند المقارنة بأشكالٍ أخرى من التمرينات؛ حيث قال الباحثون أنَّ هذه النتائج لها أهميةٌ سريريةٌ واضحة، إذا وجدوا أنَّ اليوغا قد تقدُّم تدخلاً فعَّالاً لخفض ضغط الدم بين الأشخاص الذين يعانون من ارتفاعه. لقد أكَّدوا على أنَّ نتائج الدراسة هذه تشير إلى أنَّ اليوغا "أسلوب حياةٍ علاجيٍّ خافضٍ للضغط وقابلٍ للممارسة"، ودعوا إلى إجراء تجارب إضافيةٍ مضبوطةٍ لتحديد برنامج اليوغا الأمثل وبروتوكول العلاج.

إقرأ أيضاً: تمارين اليوغا والتنفس وفوائدها للصحة

في ظلِّ تحوُّل اليوغا الساخنة إلى ممارسةٍ شائعة؛ هل ينبغي أن تمارسها أنت أيضاً؟

بالنسبة إلى الأفراد المهتمين باستكشاف اليوغا الساخنة، توصي ستايسي باستخدام احتياطاتٍ إضافية، وخاصةً إذا كان لديك حالةٌ صحيةٌ قد تتأثَّر بذلك؛ لذا تحدَّث مع طبيبك قبل بدء أيِّ نظام تمرينٍ جديد.

وإذا سُمِح لك بممارسة اليوغا الساخنة، فتأكَّد من أنَّك شربت كميةً كافيةً من السوائل قبل وصولك إلى مكان التمرين؛ ولا تكتفي فقط برشفةٍ من الماء طوال جلسة اليوغا.

ارتدِ طبقاتٍ يمكن خلعها بسهولة من الملابس في أثناء التمرين، بما يسمح بتبريد نفسك تدريجياً قُبيلَ المغادرة. ابدأ ببطء، ولا تبالغ في ممارسة التمرينات في أثناء الفصل، وكن على درايةٍ بعلامات "الإجهاد الحراري"؛ فأنت لست بحاجةٍ إلى تحمُّل ساعةٍ من الوضعيات المُتعبَة مع وجود حرارةٍ شديدةٍ للاستفادة من اليوغا، وتذكَّر أنَّ اليوغا ببساطةٍ هي فنُّ الانحناء.

 

المصدر




مقالات مرتبطة