فن الإلقاء بين النظرية والتطبيق

فن الإلقاء بين النظرية والتطبيق
نجاة علي
 
مكتبة النبأ: هذا كتاب فريد في منهجه، وعلى درجة كبيرة من الأهمية لكل من يستعملها (الكلام) كوسيلة اتصال بالآخرين، ويهم على وجه الخصوص كافة الطلبة والمدرسين والممثلين والمحامين والمحاضرين والخطباء ومذيعي الإذاعة والتلفزيون، وكل من يتوخى أن يكون كلامه ونطقه خالياً من العيوب.


 

نطالع في الـ(تقديم) من قلم مختار السويفي:
 يعتبر تعريف الإنسان بأنه (حيوان ناطق) تعريفاً جامعاً مانعاً ودقيقاً إلى أقصى حد، فقدرة الإنسان على النطق هي الميزة الحاسمة التي يتفرد بها عن سائر المخلوقات الحية الأخرى أياً كانت صورتها..
 وفي اللغة العربية نقول (نطق) بمعنى تكلم أو قال ونقول (النُطق) بمعنى اللفظ بالقول وإذا أطلق وصف (ناطق) على الإنسان فمعناه الضيّق هو التلفظ بالحروف والكلمات والجمل، ومعناه الواسع هو إضفاء صفة التفكير على الإنسان والنطق بما يفكر فيه بعد فهمه وإدراك كلياته..
 ومن عبقرية اللغة العربية تخريجها كلمة (منطق) من جذور فعل (نطق) والمنطق كما هو معروف فلسفياً هو العلم الذي يبحث في قوانين التفكير التي ترمي إلى تمييز الصواب من الخطأ، وينظم البراهين ويقود إلى اليقين.
 ومنذ ظهور الإنسان على الأرض، أصبح (النطق) وسيلة لتواصله وتفاهمه مع الآخرين. وكلما تقدمت مسيرة الإنسان الأول في طريق الحضارة كلما ازدادت معرفته بأصوات حروف جديدة وكلمات جديدة. وكلما ازدادت قدرته على تكوين الجمل الكلامية التي يعبر بها عن شؤون الحياة مع الأفراد الآخرين...
 ويقول علماء الحضارة أن الجماعات الإنسانية في عصور ما قبل التاريخ كان يظهر من بين أفرادها دائماً شخص يتفرد بقدرته على السيطرة على الآخرين المنتمين إلى الجماعة. وقد تعددت الأدوار أو الوظائف التي يمكن أن يؤديها هذا الشخص لأفراد جماعته، فقد يكون رئيساً أو ملكاً أو حاكماً أو قائداً أو كاهناً أو ساحراً أو حكيماً معلماً يزوّد الجماعة بالأوامر والنواهي والتعاليم ويوّجه هذه الجماعة إلى الوجهة التي يدعو إليها أياً كانت.
ونطالع في (المقدمة):
 خلاصة تجربة عملية وخلفية أكاديمية كانت الباعث لكتابة هذا الكتاب، فمن واقع دراستي في أكاديمية الفنون... وبعد خبرتي العملية في مجال المسرح والسينما والتلفزيون والإذاعة، ومن واقع خبرتي في مجال التدريس لمادة الإلقاء بمعاهد أكاديمية الفنون، وجدت نفسي مدفوعة إلى الدراسة العليا في مجال التخاطب بكلية طب عين شمس (قسم الأنف وأذن وحنجرة) وبعد تخرجي من هذا القسم عام 1977 وجدت من الضروري الجمع بين الجانب النظري والعملي في مجال الفن، وبين الجانب العلمي في مجال التخاطب في كتابي هذا، لعله يكون معيناً لكل... من يتصدى لصناعة الكلام ليصبح لديه آلة بشرية موسيقية قادرة على العطاء الصوتي في كل المجالات، وخاصة في مجال الإلقاء، حيث أن الصوت عند الملقى هو الركيزة الأولى في أدائه.
 ومما نطالع من الفصل الأول (العملية الكلامية) ضمن عنوان (مراحل العملية الكلامية):
 تنقسم عملية إنتاج الكلام إلى أربع مراحل أساسية يقوم بها جهاز النطق:
 1- مرحلة التنفس Respiration...
 2- مرحلة التصويت phonation..
3- مرحلة تقوين الصوت Resonation..
4- مرحلة تشكيل الحرف Articulation..
وكذلك نطالع من الفصل الثاني (الأصوات اللغوية) ضمن العنوان الفرعي (تقسيم الأصوات اللغوية):
اتفق اللغويون على تقسيم أصوات اللغة إلى قسمين: الأول يسمى في العربية بالأصوات الصامتة، والثاني ما يشار إليه بالحركات الصائتة.
ثم نطالع من جزئية عنوان (أساس التقسيم):
ينبني التقسيم إلى هذين القسمين على طبيعة الأصوات وخواصها بتركيز الاهتمام في ذلك على خاصتين مهمتين هما: أوضاع الطيات الصوتية وطريقة مرور الهواء من الحلق والفم أو الأنف. وقد تضاف إليهما خاصية ثالثة تتمثل في أوضاع الشفاه وأشكالها المختلفة.
وأيضاً نطالع من عنوان (خصائص وشروط فن الإلقاء):
يقصد بالخصائص:
- الكلام الواضح المعبر تعبيراً صادقاً.
- سلاسة اللفظ ووضوحه وخلوه من عيوب النطق.
- وضوح المعنى المراد توصيله للمستمع بقصد الإفهام وتحقيق هدف معين.
- إلقاء يتفق وقواعد الوقف في الإلقاء للتزود بكمية كافية من الهواء.
- إلقاء يتفق وأساليب التجويد واللغة.
- إلقاء بعيد كل البُعد عن مظاهر الرتابة.
- إلقاء يفصح فيه الملقى عن شخصيته.
- إلقاء تظهر فيه ظاهرة الإبداع الفني.
مما سبق يتضح لنا أن خصائص وشروط فن الإلقاء تعتمد على العلم والفن فهي ليست علماً فقط ولا فناً فقط وإنما هي مزج بين العلم والفن. إذ لا يكفي للإلقاء الجانب الفني وحده أو العلمي وحده.
 مكتبة النبأ