فلنكُنْ أصدقاءَ أبنائِنا

 

عدوانية الأطفال أمر يؤرق الآباء والأمهات, فكثيراً ما يشتكون من هذا السلوك المحرج، ويتساءلون عن طريقة العلاج. وبينما يظن البعض أن الحل يكمن في التهديد والضرب، يفضل آخرون الصمت إلى أن يصل بهم الأمر إلى حالة من عدم المبالاة.



 

متى يكون السلوك عدوانياً؟

الأعراض التي يحكم من خلالها على الطفل بالعدوانية، والتي يجب أن تستمر ستة أشهر على الأقل قيام الطفل بالسرقة لأكثر من مرة، أو أن يكرر الكذب دون حاجة إليه، أن يؤذي الآخرين، أو يعذب الحيوانات.

وحول أسباب جنوح الطفل إلى هذا السلوك، هو أن هذا السلوك يُكتسب حسب طبيعة البيئة التي يعيش فيها الطفل، فكلما كانت بيئة الطفل خالية من المشاجرات والغضب والعدوان فإن هذه البيئة تنعكس إيجاباً على سلوك الطفل، وتنمي لديه عادات المسالمة، كما أن لأسلوب الآباء في معاملة أطفالهم أثراً كبيراً في تعلم السلوك العدواني أو تجنبه, فالأب الذي يشجع أبناءه على تحقيق ذواتهم دون إيذاء الآخرين هو القادر على ضبط سلوكهم وتوجيههم توجيهاً تربوياً سليماً.

وأن الأسرة تساهم بالدرجة الأولى بشكل أو بآخر في إيجاد هذا السلوك عند أبنائها, فقد تكون الأم عصبية المزاج، ولا تجيد استخدام الحوار أو المناقشة، وهو ما يدفع الطفل للعناد والعدوانية، كما أن التفريق في المعاملة بين الأبناء وتفضيل أحدهم على الآخر يشكل أثراً بالغ السوء على نفسية الطفل الذي تتولد لديه مشاعر الغيرة والإحباط وعدم الثقة بالنفس، وهي من أهم العوامل التي تدفع نحو العدوانية. و إن الأطفال الذين يشعرون برقابة الآخرين المستمرة لنشاطاتهم، والتي تصاحبها أوامر ونواهٍ ونقد وتعنيف يكونون أكثر ميلاً للعدوان في علاقاتهم مع غيرهم، كما أن مشاعر الإحباط التي تتولد عند الطفل قد تسبب جنوحه إلى السلوك العدواني، خصوصاً إذا ما كان الطفل غير قادر على تحقيق رغباته وإشباع حاجاته، أو إذا كان يشعر بالنقص بفعل عاهة بدنية أو إخفاق متكرر أو تأخر دراسي، مما يدفعه لممارسة العدوان كتعويض يثبت من خلاله شخصيته، وينال به مكانة اجتماعية وفقاً لمفهومه.

العلاج
أما عن العلاج فإن السلوك العدواني ظاهرة نفسية ومرضية شأنها شأن كل الظواهر المرضية قابلة للعلاج أو التخفيف من حدتها على أقل تقدير، ومن الضروري إعطاء الطفل فرصة للتعرف على ما حوله تحت إشراف المربي، وتنمية نشاطه في الاتجاه الإيجابي من خلال الاعتماد على ألعاب معينة كألعاب الفك والتركيب، وعدم معايرته بالآخرين أو مقارنته بهم عند أي خطأ أو تأخر دراسي يقع فيه، وعدم معاقبته أمام الآخرين، والإجابة على تساؤلاته بمنطق وعقلانية تتناسب مع إدراكه. ومن المهم عدم تعريض الطفل لمشاهدة مواقف عدوانية أو مشاجرات كتلك التي تحدث بين الآباء والأمهات في وجود أبنائهم فكلها تترك أثراً سلبياً على سلوك الطفل وتصرفاته.

 

موقع الأسرة السعيدة