فكر التضليل.. حتى الأرقام تكذب

من خلال متابعة ما يتم طرحه عبر وسائل التواصل الاجتماعي سنجد أن هناك 8 طرق لتضليل الفكر وقلب الحقائق! والمصيبة أنها تستخدم منهج التضليل بشياكة! أو التضليل العلمي الذي يستخدم الأرقام والدراسات والأدلة بطرق مضللة حتى ظهرت معه ظاهرة: "حتى الأرقام تكذب Data Lying"! والسؤال: كيف تكذب الأرقام وما هي الطرق الأخرى للتضليل؟



1. استخدام أرقام ورسوم بيانية وإنفوجرافيك:

يتم عرض بعض المعلومات والبيانات بتصميم إنفوجرافيك احترافي يوهمك أن المعلومات الواردة فيه دقيقة وموثوقة، وهي في الحقيقة إما منقوصة أو مغلوطة أو نسبية كمن يقول لك إن 50% من نساء السعودية غنيات ولم يوضح لك أنّ عينة الاستطلاع عددها اثنان فقط!

2. استخدام مقدمة صحيحة لاستنتاج خاطئ:

البعض يستغل اتفاقنا على البدايات لإقناعنا بالنهايات حتى لو كانت خاطئة! فعلى سبيل المثال يقول شخص «من حق أبنائك عليك أن ينعموا بصحة جيدة، والحليب من أهم الأمور التي تحقق ذلك لذا عليك بحليب السعودية»!

نعم أتفق معك في المقدمة، ولكن النتيجة ليست بالضرورة صحيحة. أو استخدام دليل شرعي صحيح وإسقاط خاطئ وربط في غير محله مما ينتج عنه حكم خاطئ!

3. استخدام تشبيه صحيح مع علاقة خاطئة:

نستخدم هذه المنهجية المضللة كثيراً، فمثلاً يأتي معلّم لمدير المدرسة ويطلب منه أن يُخْرِجَ الطالب الفاسد من فصله لأنه سيؤثر على بقية الزملاء في الفصل، وليس العكس ويقول هذا مثل التفاحة الفاسدة إن تركناها في الصندوق تفسد باقي التفاح! نعم التشبيه صحيح لكن الربط والعلاقة بين صندوق التفاح والإنسان خطأ!

4. استخدام أسلوب الإسهاب الممل أو الإيجاز المخل:

يتم استخدام الإسهاب بشكل ممل حتى يجعلك تظن أنّ تفاصيل التفاصيل المذكورة مؤشر على أنها دراسة علمية مستفيضة فتسلّم بما جاء بها حتى لو كان مجرد هراء، أو على النقيض يتم الإيجاز وإخفاء عوامل مفصليّة وحقائق مهمّة لبناء حكم أو صناعة قرار وهذا الإخلال يضلل الحقيقة.

إقرأ أيضاً: خطوات اتخاذ القرار بعد التحليل

5. الاستشهاد بدراسة غربية وعالم غربي:

يتم ابتداء الحوار أو المقال « بعبارة دراسة من جامعة أمريكية أو عالم اقتصادي شهير» دون ذكر التفاصيل المهمة للدراسة أو العالم! لذا تجدنا نسلم بما يأتي بعد هذه العبارة ونتناقلها.

6. المتحدّثُ متخصصٌ وليسَ خبيراً:

مشكلتنا اليوم مع المختص غير الخبير! فتجدنا على سبيل المثال لا نناقش موضوعاً اقتصادياً ذَكَرَهُ اقتصاديّ، أو لا نتجرّأ على معارضة تربويٍ تحدث في قضية تربوية! بالرغم من أننا لم نبحث إن كان هذا خبيراً في مجاله أم إنه فقط مختصّ حديث التخرج، أو مختص ولكنه مهملٌ في مجاله أو منحاز!

7. خلط الآراء مع الحقائق:

البعض يستخدم بذكاء بعض الحقائق ويحشو باقي كلامه بمجموعة من الآراء بحيث يصعب عليك تمييز الحقائق من الآراء، لذا يقودك نحو رأيه وتسلم به على أنه حقيقة.

إقرأ أيضاً: أهمية تدريب الأطفال على التفكير المنطقي

8. الاستفادة من المشاهير والمؤثرين:

في مجتمعاتنا ما زال تقدير صاحب الفكرة أهم من الفكرة، وتقديس بعض الأشخاص يجعل ما يصدر منهم مسلّمات حتى لو كان طرحهم مليئاً بالمغالطات.

باختصار فإنّ أكثر طرق التضليل شيوعاً:

  • استخدام أرقام ورسوم بيانية وإنفوجرافيك.
  • استخدام مقدمة صحيحة لاستنتاج خاطئ.
  • استخدام تشبيه صحيح مع علاقة خاطئة.
  • استخدام أسلوب الإسهاب الممل أو الإيجاز المخل.
  • الاستشهاد بدراسة غربية وعالم غربي.
  • المتحدث متخصصٌ وليس خبيراً.
  • خلط الآراء مع الحقائق.
  • الاستفادة من المشاهير والمؤثرين.

 

المصدر: صحيفة مكة




مقالات مرتبطة