فتيات مدمنات

مشكلة المخدرات لم تعد خاصة بمجتمع دون آخر والأكيد أيضاً أنها تمثل خطراً على الفرد والمجتمع الإنساني ككل، والأكيد أيضاً أن جميع المجتمعات والحكومات تعمل بكل الطرق للقضاء على تلك المشكلة بأي شكل لأنها كلما اتسعت كلما ضعف النمو والتقدم الإنساني.



هنا نعاني من مشكلة الإدمان بين الجنسين، البداية لم تكن الأسرة تريد الاعتراف بتلك المشكلة لدى ابنها بل كانت تعلن مرضه بالسحر أو العين وتعمل على علاجه خارج البلاد خاصة الأسر المقتدرة مالياً والواعية في نفس الوقت..، ثم تطور الوعي لدى البعض وبات يستعين بالمصحات المحلية لعلاج ابنه، بل وأصبحت بعض الأمهات أو الزوجات تبلغ عن مدمن الأسرة بهدف علاجه..، وتلك تمثل تحولاً نوعياً في مستوى وعي الأسرة تجاه مشكلة المخدرات.

 

اذن تجاوزت الأسر مرحلة الاختباء خلف باب السحر أو العين للاعتراف بإدمان ابنها الذكر..؟ ولكن مع تطور المشكلة واتساعها بدأنا نعاني من مشكلة إدمان الفتيات..؟؟ وتلك مشكلة مضاعفة بالنسبة للأسرة السعودية التي ما أن تعرف بإدمان البنت حتى تقول وبشكل عفوي ليته أخوها وليس هي..؟؟ الأكيد أن الادمان مرض وانحراف سواء كان المتعاطي أنثى أم ذكرا صغيرا أم كبيرا.

 

الإشكال الآن أن بعض الأسر تفترض عدم إدمان البنت بل وتعتقد بعض الأمهات أن ابنتها مريضة أو مسحورة وخلافه من مبررات تشكل في مجموعها حيلاً دفاعية تحتمي فيها الأسرة ككل من عار إدمان البنت.. اعلم أن حصول الفتيات على المخدرات أصعب ولكنه أيضاً اخطر فالمدمنة قد تدفع ما هو اكثر من المال لتصل لمبتغاها من المخدرات مما يعني معه أن المتعاطية مع مرور الوقت قد تكون أكثر انحرافاً.

 

الإشكال أننا كمجتمع مازلنا نبحث لأنفسنا عن مبررات وقوع الخطأ ونحاول بكل جدية وحماس أن نلقي باللوم على الآخر.

 

اتصور أن مواجهة مشكلة إدمان الفتيات وهي موجودة تتطلب قوة من الأهل أولاً وقبل كل شيء أيضاً تتطلب ان يطرحها الاعلام والمؤسسات التربوية بكل وضوح ومباشرة.. مع تكثيف التوعية للأمهات لاكتشاف اشكال التعاطي على أن لا نقع ببعض الأخطاء التي وقعنا فيها مع بداية التوعية بأخطار الادمان للشباب.

 

اتصور أن مواجهة مشكلة ادمان الفتيات يأتي بداية بالاعتراف بها بقوة وعدم الخجل منها مع بحث مسببات الإدمان لدى الفتيات وأساليب الحصول على المخدر وأنواع المخدرات الأكثر رواجاً بين الفتيات ثم العمل على تحديد مسؤولية جميع الاطراف في علاجها خاصة الاهالي وضرورة تحمل الأسرة دورها في مواجهة تعاطي ابنتهم للمخدر باعتباره مرضاً أكثر منه انحرافا وأن ننظر للفتاة بشكل أقل قسوة من الآن خاصة وأن بعض الفتيات جاء انحرافها نحو المخدرات نتيجة مشاكل أسرية أو ضغوط اقتصادية عند بعض النساء فمارست تلك السلوكيات في لحظة ضعف لا تعفيها من تحمل مسؤوليتها ولكن لا تلغي أيضاً أهمية تحملنا مسؤوليتنا الإنسانية والوطنية تجاه تلك الفتيات، خاصة وأن الدولة زادت من أسِرَّة العلاج للنساء المدمنات وهذا اعتراف صريح باتساع المشكلة وأهمية علاجها التي لن تكون فاعلة إن لم يقم الأهالي بتحمّل مسؤوليتهم في العلاج.

المصدر: الموسوعه الصحية