فتش ابنك وهو داخل المنزل

 

نعم فتش إبنك لاننا أصبحنا في زمن كثرت فيه الفتن والمشاكل وأصبح الجو ملوث بالمشاكل المعقده التي لا نستطيع أن نصل إليها أحياناً إلا كما يقولون بعد خراب البصرة.



 

نعم فتش إبنك وإبنتك، ولكن ولعل الإستغراب يتبادر إلى عقول البعض، هل تفتيش الأبناء شيْ صحي من الناحية التربوية، أن يقوم الأب أو الأم بتفتيش الأبناء. أقول نعم شيْ صحي بل يجب أن يكون ولكن كيف يكون هذا التفتيش!! التفتيش الصحي التربوي هو تفتيش الوجوه والعيون خاصة عند الوهلة الأولى لدخول المنزل فتش في قسمات وجهه وحركات يده ونبرات صوته وأنت ترد عليه السلام وتقوم بسؤاله عن أحواله وكيف هو...

 

هذا التفتيش مهم جداً وأي بوين لا يجيدان هذه المهارة في التفتيش فدعوتي لهما أن يتعلما هذه المهارة لأنها مهمة جدا ً في عالم التربية لأن الأب وكذلك الأم يمتلكان خبرة حياتية تؤهلهم أن يقرؤوا مثل هذه الأمور من وجوه أبنائهم ولكن البعض يقول لا وقت لدي لأقرأ وجوه أبنائي،  فالمشكلة أحياناً ليس في الجهل بالشيْ وإنما لعدم تطبيقه.

 

إن الإمام  إبن عباس رضي الله عنه عندما جاءه شخص يسأله هل للقاتل من توبة قال نعم، ثم جاءه أخر يسأله هل للقاتل من توبة قال لا. فكانت الثانية موضع إستغراب ممن حوله. فالسؤال واحد والإجابة مختلفة، ولكن قدرةُ هذا الصحابي الجليل على قراءة وجه الشخص الثاني كانت هي الفتوى له بأنه لا توجد توبة للقاتل، حيث قرأ في وجهه الشر وأنه ينوي القتل ويسأل عن مخرج له بعد ذلك. فقرأ في الوجه الأول الندم والإنكسار فأعطاه مايحيي قلبه ويعيده للحياة وأعطى الثاني حاجزاً و  واقياً من الوقوع في المعصية . رسالتي فتش إبنك وفتشي إبنتك وكن فنانا في التفتيش واحرص أكثر في الدخول إليهم بعد التفتيش وإياك والشك.