عوامل نجاح تعليم التفكير

أ.عفاف شرف:

يتفق خبراء علم النفس على أن التفكير لا يحدث  في فراغ  بمعزل عن محتوى معين أو مضمون, كما أن تعليم التفكير  وتعلمه لا يحدثان في فراغ, بل أن عملية التعليم والتعلم على إطلاقها محكومة بعوامل عديدة تشكل في مجملها الإطار العام الذي تقع فيه.



لذا فإنه من أهم العوامل المرتبطة  بعملية تعليم التفكير:

أولاً: المعلم

يعد المعلم من أهم عوامل نجاح برامج تعلم التفكير,لأن النتائج المتحققة من تطبيق أي برنامج لتعليم التفكير تتوقف بدرجة كبيرة  على نوعية التعليم الذي يمارسه العلم داخل الغرفة الصفية.

وقد أورد راش ورفاقه (Raths et al,1986) قائمة بالسلوكيات التي يجب على المعلمون التحلي بتا من أجل توفير البيئة الصفية اللازمة لنجاح عملية  تعليم التفكير وتعلمه.

  • الاستماع للطلبة والتعرف على أفكارهم عن قرب,وإظهار ثقته بقدرات طلبته واحترامه لهم.
  • احترام المعلم التنوع والاختلاف في مستويات  تفكير طلبته ,والفروق الفردية بينهم والانفتاح على الأفكار الجديدة  التي تصدر منهم.
  • تشجيع الطلبة على التعبير عن أرائهم ومناقشة وجهات نظرهم ,وتشجيعهم على المشاركة وفحص البدائل واتخاذ القرارات.
  • تدريب الطلبة على التعلم النشط وممارسة مهارات التفكير مثل:-المقارنة-الملاحظة-التصنيف-
  • والتفسير والمشاركة في حل مشكلات حقيقية, ومشاركة المعلم الطلبة في توليد الأفكار بدلاً عن اقتصار دورهم على الاستماع لأفكار المعلم.
  • تقبل أفكار الطلبة والقيام  بدور القائد والأب والمرشد والصديق والموجه,وعند تقبل المعلم أفكار طلبته ,فأنه يبني بيئة صفية خالية من التهديد وتدعو الطلبة إلى المشاركة وعدم التردد في التعبير عن أفكارهم ومعتقداتهم.
  • إعطاء الطلبة الوقت الكافي للتفكير في النشاطات التعليمية,حتى يغرس فيهم قيمة التفكير التأملي وعدم التسرع في إبداء الرأي.إن التفكير التأملي يتيح للطلبة فرصاً لتعلم من أخطائهم ,ويقودهم  لاحترام قيمة التجريب والممارسة.
  • تنمية ثقة الطلبة بأنفسهم  ليتمكنوا من حل مشكلات تتجاوز قدراتهم وتوقعاتهم, ويكون ذلك باختيار مهارات تفكيرية تنسجم مع  قدراتهم ومهاراتهم التفكيرية.
  • إعطاء تغذية راجعة إيجابية حين ممارسة الطلبة لنشاطات التفكير  حتى لا تهتز ثقتهم بأنفسهم, وذلك عن طريق التقييم الإيجابي والبعد عن التعليقات الجارحة.
  • تثمين أفكار الطلبة الجديدة أو الصعبة التي لا يعرف  المعلمون إجاباتها,وعدم الخوف من الاعتراف بالخطأ ,وعدم الإجابة على بعض الأسئلة  الصعبة.

ثانياً: البيئة الصفية والمدرسية:

تمثل البيئة المدرسية والصفية الإطار العام الذي تنصهر فيها  مكونات العملية التربوية المختلفة.إن الدراسات تؤكد  أن درجة  الانسجام والتكامل بين هذه المكونات تتأثر مباشرة بالخصائص العامة للبيئة المدرسية والصفية بصورة تنعكس على الاتجاهات العامة للمعلمين  والطلبة وأولياء الأمور نحو عمليات تنمية التفكير لدى الطلبة.

من أهم هذه الخصائص  في نجاح برنامج  تعليم مهارات التفكير:

أ‌-   المناخ المدرسي العام والسياسات التربوية لأي دولة  التي تسعى  من خلاله لتحقيق الانسجام في المجتمع و يتم تحقيق ذلك  عن طريق:

  •    تقبل واحترام التنوع والاختلاف في الأفكار  والاتجاهات.
  •    تقبل النقد واحترام الرأي الآخر.
  •    العمل بروح الفريق وبمشاركة جميع الأطراف ذات الصلة.
  •    ضمان حرية التعبير والمشاركة بالأخذ والعطاء.

المناخ الصفي بمكوناته من مواد تعليمية,وأساليب تعليم,واتجاهات إيجابية نحو تعليم التفكير, وتسهيلات مادية من أثاث ووسائل معينة تعمل على توفير البنية التحتية لتعليم التفكير.

ب‌-   فلسفة المدرسة وأهدافها:

إن المدرسة التي تنمي التفكير والإبداع هي التي توفر فرصاً  لجميع الأطراف  المرتبطة بالعملية التربوية لمناقشة فلسفة التربية وأهدافها, من أجل التوصل إلى قاعدة  مشتركة ينطلق منها الجميع لتحقيق أهداف  واضحة يتصدرها  هدف تنمية الإبداع والتفكير لدى الطلبة والمعلمين.

ت‌-   مصادر التعلم وفرص اكتشاف المواهب:

تعد البيئة المدرسية  الغنية بمصادر التعلم  وفرص اكتشاف ما لدى الطلبة من استعدادات بمثابة من أهم مكونات لبرامج المدرسة التي تهدف إلى تنمية التفكير والإبداع. لذا كان من المهم جداً أن تكون المدارس قادرة  على توفير بيئة إيجابية  لإثارة استعدادات الطلبة وتفعيل قدراتهم لتبلغ مستويات متميزة من الأداء الذي قد يصل حدود  الإبداع بالمعايير المدرسية.

ث‌-   العلاقات المدرسية:

تشمل العلاقات المدرسية المعلمين والطلبة والإداريين, كما تشمل العلاقات مع أولياء الأمور.ويترتب على ذلك إما رفع مستوى الدافعية للتعليم والتعلم,أو تدني مستوى الدافعية للتعلم.

ج‌-    المناخ الصفي:

  •  تحدد الأنشطة التي تمارس داخل الصفوف بدرجة كبيرة ما إذا كانت المدرسة بيئة مناسبة لتنمية التفكير والإبداع أم لا؟
  • الجو  العام للصف  مثير للطلبة بما يحتويه من وسائل وتجهيزات وأثاث.
  • الطالب هو محور  النشاط/الصف متمركز حول الطالب.
  • أسئلة المعلم تتناول مهارات تفكير عليا(كيف؟لماذا؟ماذا لو؟).
  • هل ردود المعلمة على طلبته تحث على التفكير.

ح‌-    أساليب التقييم:

لقياس التفكير والإبداع لدى الطلبة يجب البعد عن استخدام الأسلوب التقليدي  السهل في قياس

تحصيل الطلبة عن طريق الامتحانات  المدرسية.,وإدخال أساليب جديدة  لتقييم مستوى الطلبة وإنجازاتهم  مثل التقييم الذاتي.

ثالثاً: ملائمة النشاطات التعليمية لمهارات التفكير:

  • ملائمة النشاطات لمستوى قدرات الطلبة واستعداداتهم وخبراتهم.
  • علاقة نشاط  التفكير بالمناهج التي يدرسها الطلبة.
  • وضوح أهداف النشاط.

رابعاً :-إستراتيجية تعليم مهارات التفكير:

يتوقف نجاح برنامج تعليم مهارات التفكير على مدى توافر عناصر أخرى مثل إستراتيجية التعليم التي يستخدمها المعلم  وتعد عنصراً  في غاية الأهمية  لتنفيذ برنامج تعليم التفكير بصورة فعالة.

وإن استخدام الإستراتيجية المباشرة التي اقترحها باير (Byer,1987 )من شأنها ترسيخ تقاليد مدرسية  وصفية تستجيب لضغوط الحياة المعاصرة التي تحتم إبراز موضوع التفكير  كأحد أهم أهداف التربية والتعليم  في المدرسة الحديثة.

تتألف الإستراتيجية  المباشرة لتعليم مهارات التعليم  من عدة مراحل:

  • عرض المهارة بإيجاز.
  • شرح المهارة.
  • توضيح المهارة بمثال يختاره المعلم من الموضوع الذي يعلمه لطلبته.
  • مراجعة خطوات التطبيق التي استخدمها المعلم في المثال المختار.
  • تطبيق المهارة من قبل الطلبة بمساعدة المعلم.
  • المراجعة والتأمل في الخطوات السابقة.

بتصرف من كتاب (تعليم التفكير ....مفاهيم وتطبيقات) للدكتور فتحي عبد الرحمن جروان.