عوامل النجاح والتفكير الايجابي

إن جوهر التفكير الإيجابي يركز على الحقيقة التالية:

إن المفكر الإيجابي، يرى صعوبات الحياة وتعقيداتها ويعيش مصاعبها وهمومها ومصائبها، ولكنه لا يدعها تحبطه أبداً، إنه يعاملها على أنها تحديات يسعى إلى مواجهتها بقوة الإيمان والثقة بالنفس وبالقدرات التي وهبنا الله إياها، والتي ليس أقلها رؤية الأشياء الإيجابية في أشد ظروف الحياة حلكة وقسوة.

المفكر الإيجابي لا يستسلم لليأس أبداً، ولا يعيش مع إخفاقه مهما كان كبيراً ولا يسوغ ضعفه بمفردات النقص والفقدان والقيود، لأن كل هذه المفردات السلبية لا تدخل في معجم مفردات حياته، إنه يعيش بكل كيانه، قول الله عز وجل: ( إن مع العسر يسراً، إن مع العسر يسراً).



خطوات نحو التفكير الإيجابي:

  • كن متفائلاً تجاه أي شيء، وفي الأربع والعشرين ساعة القادمة قل فقط أشياء موحية بالأمل، أشياء إيجابية حول عملك وصحتك، حول أسرتك ومستقبلك، واصل هذا النموذج من القول لمدة أسبوع، ثم انظر إلى التغيير الذي يؤدي إليه، وسوف تجد نفسك تتقدم طوال حياتك.
  • غذ عقلك عن طريق قراءة الكتب والمجلات كي ترتقي بالمعنويات، تجنب قصص الأخبار عن المآسي والجرائم، اقرأ سيرة ذاتية لأناس أحرزوا نجاحاً باهراً وتغلبوا على عقبات هائلة وتاريخنا الإسلامي والوطني يذخر بالكثير من أمثال هؤلاء الأفذاذ.
  • انشد صحبة الناس الإيجابيين، وضع قائمة بأسماء أصدقائك، وقرر قضاء وقت أطول مع أولئك المفكرين الإيجابيين من بينهم.
  • تجنب المجادلات والصراعات والتفسيرات السلبية تجاه الناس، قرر أن تسمح للمحبة والوئام أن يكون يومك بدلاً من الانخراط والانغماس في صراعات تافهة حول قضايا لا داعي ولا جدوى من الانخراط فيها.
  • تغيير القناعات السلبية، للتحكم بشكل تام في حياتك يجب أن تكتشف قناعاتك السلبية، وتقوم بتغييرها بقناعات أخرى تطلقك وتعينك وتحفزك في عام (1954 م) كانت هناك قناعة عند العدائين، أنه يستحيل أن يقطع العداء مسافة (1600 متر ) في أقل من (4) دقائق، جاء أحد العدائين ووجد هذه القناعة راسخة لدى المدربين ويتم التدريب على هذه الافتراضية، فعزم على زيادة التدريب ووضع هدفه قطع المسافة في أقل من (4) دقائق وحقق ما أراد. المفاجأة: أنه بعد أن قطع العداء المسافة في أقل من (4) دقائق، حقق بعدها بشهر (19) عداء قطعوا المسافة في أقل من (4) دقائق لأنه قد سقطت القناعة السلبية.
  • عمق صلتك بالله وادع الله وتأمل في نعم الله التي لا تعد ولا تحصى عليك والتي ليس أقلها القدرة على اكتشاف الخير في كل حالة، وأحسن الظن بالله فالله عند حسن ظن عبد ه به.

تعزيز تقدير الذات والثقة بالنفس:

الثقة هي إيمان لا يتزعزع بقواك الخاصة جنباً إلى جنب مع إيمانك بالله.

صفات الواثقين بأنفسهم: 

  • إنهم لا يحتاجون إلى طرائق تجميلية ليخفوا جوانب عدم الإيمان عندهم، إنهم يتحلون بالإيمان الكامل بالله ويثقون بقدراتهم.
  • إنهم لا يخفقون في إنجاز أمر عن طريق إيجاد الأعذار لأنفسهم حتى قبل أن يبدأوا المحاولة.
  • إنهم يصمون آذانهم عن سماع أولئك الذين يحاولون تدمير ثقتهم بأنفسهم، وهم ينجحون عن طريق الإيمان بأنفسهم وبقدراتهم، وهم واثقون  بأنفسهم أنهم  سينجحون.
  • تعلم أنك من المستحيل أن تفشل طالما تتعلم مما تفعله أنت.

 خطوات لاكتساب ثقة جديدة:

  • فكر في النجاح دوماً، وأنك شخص ناجح، لا تنس أبداً أن باستطاعتك إنجاز أمرٍ ما إن اعتقدت أنك لا تستطيع ! استبدل الشك بالتصميم.
  • كن أنت ذاتك، لا تجعل من نفسك نسخة من الآخرين، وبدلاً من البحث عن قدوة، كن أنت القدوة.
  • اعرف نفسك بأقصى ما تستطيع، وإذا ما قيل لك مرة أنك لا تستطيع فعل شيء ما، فعاهد نفسك على نسيان ذلك، إذ لا شيء مستحيل، إلا إذا ظننت أنه مستحيل.
  • قوم قدراتك وطاقتك الكامنة، كن موضوعياً بخصوص نقاط قوتك ونقاط ضعفك، وتذكر أنه بالعمل والتصميم تنقلب نقاط ضعفك إلى نقاط قوة.
  • احذف الحرف (لا) من كلمة (لا أستطيع) كلما سمعت نفسك تقول عن شيء أنه صعب، قل لنفسك، إنه يمكن تحقيقه، وأنك هو الشخص الذي سيحققه.

 الاعتماد على النفس والصبر والمثابرة:

لا أحد يستطيع أن يقنعك أبداً بأن الحياة سهلة لكن بدلاً من الاستسلام أمام المشكلات والعقبات، كافحها بثبات، لأنها الطريقة الوحيدة التي تمكنك من إحراز التقدم، كما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ( استعن بالله ولا تعجز ) ( والمؤمن القوي خير وأحب إلى الله من المؤمن الضعيف ) وقال أحد الفلاسفة ( تجذب الصعوبات أصحاب الشخصيات القوية، لأنهم بمواجهتها إنما يحققون ذواتهم).

صفات المثابرين:

  • إنهم يعرفون أن تحقيق الطموحات والأهداف رهن بالمثابرة.
  • إنهم ينشرون التشجيع في  كل حدب وصوب لكل من في محيطهم.
  • إنهم يعرفون حق المعرفة أن المثابرة أمر حيوي لأن أي شيء يتحقق دون مثابرة إن هو إلا شيء ضئيل القيمة ومن صغائر الأمور.
  • إنهم يعرفون أن المثابرة يمكن أن تحول الجبال إلى حطام منثور، وسيحتاج إلى وقت وجهد إلا أنهم يعرفون أنهم يستطيعون فعل أي شيء إن هم أصروا على الرغم من كل من الصعوبات.
  • إن كل تجربة يخوضونها لا يتحقق فيها نجاح، فرصة أخرى لخوض تجربة يتحقق فيها النجاح.

 خطوات نحو القدرة على المثابرة:

  • الخطوة الأولى: لا تتحدث عن الهزيمة أبداً، لأنك إن فعلت ذلك تحدثك نفسك بقبول الهزيمة، كن شجاعاً مشجعاً لمن حولك، فإن تحدثت عن الانتصار دائماً فسيكون الانتصار حليفك آجلاً أم عاجلاً.
  • الخطوة الثانية: وظف مبدأ المثابرة لصالحك، أي لا تهتم بما يحدث لا تستسلم أبداً ! فليس هناك مشكلة أكبر من أن تحل، وليس هناك هدفاً أصعب من أن يحقق.
  • الخطوة الثالثة: انتق مشكلة واحدة وجزئها إلى مسائل صغيرة قابلة للمعالجة وركز قواك، وهاجم كل جزء دون تراجع حتى تحقق الفوز.
  • الخطوة الرابعة: اسأل الله أن يمدك بالقوة لمواصلة معالجة المشاكل إلى أن تجد حلاً، فإن حافظت على إيمانك ساطعاً فلن تكون وحيدا أبداً في معركتك مع المحن.

لقد فشل المخترع الشهير أديسون مئات المرات (804 مرة) قبل أن يكتشف المصباح الكهربائي، بل اتهمته الصحف بالجنون. قيل له ألا تكف بعد (804) محاولة فاشلة ؟ قال أديسون (لقد تعلمت (804) محاولة لا تشعل المصباح.

وهذا ما حصل لهنري فورد عندما أصيب خمس مرات قبل أن ينجح في اختراع سيارته، ولقد تم رفض كونيل ساندروس من قبل أكثر من ألف مطعم قبل أن يزدهر مطعمه بوجبة الكنتاكي الشهيرة؟

فما الصفة التي جمعت هؤلاء.

جودة العمل:

لا شيء يجعلك ناجحاً في عملك مثل جودة أدائك وإتقانك في العمل فرسول الله   يقول ( إن الله كتب الإحسان على كل شيء ) وقال ( إن الله يحب إذا عمل أحدكم عملاً أن يتقنه ) لهذا يتوجب عدم التضحية بالجودة من أجل أشياء أخرى.

 صفات أصحاب الجودة في العمل:

  • أنهم يفتخرون بعملهم دائماً.
  • أنهم يشعرون بالارتياح عندما يتم عملهم بشكل صحيح.
  • أنهم يبحثون دائماً بالقراءة والسؤال والتدريب لتجويد أدائهم.
  • أنهم يحبون المؤسسات والأفراد الذين يتسمون بالجودة في أدائهم.
  • أنهم ينزعجون إذا أخطأوا في عملهم ولكنهم يتعلمون من هذا الخطأ ولا يقعون فيه.

 خطوات نحو إتقان العمل وجودته:

  • الرغبة في أن تكون الجودة نمطاً في حياتك، هي أولى خطوات تحقيق النجاح،  فالجودة في الأساس رغبة القيام بالواجب بشكل صحيح.
  • المعرفة العلمية بالعمل الذي تقوم به، فلا تقدم على عمل قبل أن تعرف كيف تؤديه وكيف تقوم به، وحاول اكتساب هذه المعرفة من التدريب والتعليم، والقراءة والمطالعة.