عندما يقول الأب لا ادري

 

عندما نسمع كلمة لا أدري في نهاية أي حوار فإننا نظن بأن الرجل أصاب وأنه ألقى ما عليه من تبعات حيث أنه قال: لا أدري.. هذا صحيح ولكن بالنسبة لك أنت أيها الأب عندما تجيب بهذه الإجابة في بعض الأحيان فإنني سأعيب عليك جهلك بأنك قلت لا أدري..



 

فمثلا عندما يسأل الأب عن خصائص المراهقة فيقول لا أدري، وعندما نسأل الأم عن خصائص سنوات الطفولة وتقول لا أدري فإنكم بهذا لا تعذرون وأن لا أدري في حقكم أولاً وفي حق أبنائكم ثانياً نقص وتقصير أرجو الانتباه له، وذلك بزيارة مكتبة من المكتبات التي تهتم بهذا المجال وأن نشتري كتاباً نقرأه ونطبق ما فيه على الأبناء ونزيل من عقولنا الأمية التربوية، فلا أكاد ألتقي بأب إلا وهو يمدح في ابنه الصغير يمدح لي ذكاءه و تواصله أحيانا وأيضا لا أكاد أرى أب إلا وهو يشكو ابنه المراهق ويطلب مني مجموعة من الطلبات التي يريدها في ابنه وأقلها يسراً من وجهة نظره أنه لا يريد من ابنه أن يمشي مع فلان وفلان ويريد أن يصدر أمر على هذا الشاب أن يطيعه طاعه عمياء، فيها سمعا وطاعة.. ولا يسأل.. ففي مرحلة الطفولة التي فيها الضعف والطاعة إلى حد ما وليس له رأي أخر فإنه مقبول وأما اذا أصبح له رأي وشخصية وقرار فهنا تبدأ المعركة ولكن لنعود خطوة للخلف لنقول إن أعقد متحرك يسير على الأرض ليست السيارة ولا الطائرة وإنما هذا الإنسان الذي هو كل شئ، به تكمل السعادة في الدنيا والآخرة فإذا كانت السيارة تجعلك تذهب بها إلى الميكانيكي وتذهب بها ومرة أخرى تحديداً إلى الكهربائي ومرة أخرى إلى (السمكري) أليس من باب أولى أن أذهب بإبني إلى طبيب حاذق يعالج سلوك أبنائي وأتعلم منه الوقاية من الأمراض التي غالبا من تكون في المجتمع وغالبا ما تنقل بالعدوى للآخرين.

 

أتمنى أن نقلل جهلنا بأمور تخص أعز ما نملك في هذه الحياة إنهم كل المستقبل الذي ننشد وهم نصف الحاضر الذي نعيش فإذا أهمل إنسان ما كل هذا فأظن أنه ليس من الصواب أنه يطلق عليه اسم عاقل لأن الشرع يحجر على الانسان مال السفيه اذا كان يبدده من غير وعي ولا عقل فماذا نقول لهذا الأب وماذا نقول لهذه الأم.