عندما تقع من حصانك 7 مرات...فأنت فارس حقيقي

إليكم هذه المقتطفات التي قمت بترجمتها من بعض رسائل جيم رون التحفيزية.  إنّها تتحدث عن أمرٍ في غاية الأهمية، نحتاجه جميعاً بين الحين والآخر: إنّه الإجابة على السؤال: كيف يمكنني أن أتجاوز الأوقات الصعبة وانهض من كبوتي مرة أخرى؟ تتكون الرسالة من 3 أجزاء أساسية وقد قمت بدمجها واختصارها متمنيةً لكم أن تحققوا منها الفائدة القصوى.

"أحدثكم اليوم عن سيناريو قد يكون مألوف لنا جميعاً: لديك هدف رائع في ذهنك، قمت كل ما تستطيع القيام بصدد تحقيقه... وبالرغم من ذلك فان الأمر لم ينجح؟؟.. لعلك مررت بوقت شعرت فيه بأنّك قد فعلت كل ما يمكن فعله... لكنك ما زلت بعيداً عن تحقيق النتائج المرجوة!!!!... إنّ مثل هذه الأوقات هي المثلى لتلعب دور القائد التحفيزي!... لتحفز نفسك نحو النجاح وذلك عبر وسيلتين:



النقطة الأولى: عليك أن تتحمل مسئولية الفرصة الضائعة!!... تعلم أنّ هذه الفرصة الضائعة هي مجرد نقطة تضعك في الوضع المناسب للحصول على المكاسب المستقبلية... لذا عليك بالقيام بالتغييرات التي سوف تخلق لك الاختلاف الذي تريده.... قم بمراجعة أخطاءك وتعلم منها. وبدلاً من أن تحوم حول أخطائك، اعترف بها ببساطة وتعلم منها!!.. ذكّر نفسك دوماً بأنّك اذكى بكثير مما يبدو عليك نتيجة أخطاءك!!
النقطة الثانية: لا تكثر من لوم نفسك. إنّ ما يهم حقاً هو الفرصة التالية وليست الفرصة الفائتة. ما يهمك في الفرصة الضائعة هو فقط الدروس المستفادة. أما الفرص التالية فهي التي ستوضح لك مدى استفادتك من أخطائك والكيفية التي يمكن إتباعها من أجل القيام بالأمر بشكل أفضل في المستقبل. فقط عليك بالاستمرار.. ولا تتوقف.. حتى متى؟!! حتى.. تحقق ما تريد... فلو أنّك استطعت أن تضع يدك على أخطاء التجربة السابقة، من السهولة أن تعرف كيف تقوم بالشئ الأفضل المرة القادمة.
أنت تحتاج لأن تشجع نفسك. وأنت تحتاج لأن تدفع نفسك إلى أعلى... عليك بأن تجعل من نفسك قائداً تحفيزياً لنفسك. لماذا؟!!.. لأنّك لا يمكن أن تنتظر ليظهر لك شخصاً ما ليقوم بمهمة التحفيز بدلا عنك!!.. عليك الاعتماد على نفسك. يجب أن تتملك ثقتك بنفسك وبقدرتك على المضي قدماً وأن تعرف ما هو الاحرى بك فعله. عليك بأن تملأ نفسك بإيمان داخلي بأنّ كل ما تفعله ستحصد منه نتائج ايجابية في المستقبل. عليك بتشجيع نفسك بتخيل النجاحات المستقبلية.
هناك مثل قديم يردده رعاة البقر: "عندما تقع من الحصان 7 مرات.. فأنت فارس حقيقي"!!!.. نعم.. عندما تقع من حصانك، امتطيه مرة أخرى... وعندما تخرج عن مسارك عد إليه مرة أخرى.. وعندما يحدث خطأ ما افعل ما تستطيعه لتعد إلى الصواب.
قد يكون ذلك صعباً، وقد يشعرك بشي من الخوف، لكن امتطي حصانك مرة أخرى.. اجعل لنفسك حلول حية وجيدة.. وافرح عندما تفوز... لأنّك استطعت أن تفعلها.

متى تبدأ المعجزة؟
في كثير من الأحيان تبدأ معجزتك عندما تفشل!!!.. عندها سيكون الفشل هو أفضل بداياتك!!!. ذلك لأنّه توجد طريقة واحدة فقط للوصول إلى أعلى السلم. عندما تكون قابعاً في أسفله!. والأهم من ذلك انك عندما تكون في المؤخرة، ستكون أكثر قدرة علي الغوص داخل أعماقك لتستخرج منها المعجزات.. لتستخرج منها ذكائك وقدراتك، رغباتك وعزائمك. عندما تعرف بأنّك في موقف لا تحسد عليه وعندما تشعر بالهزيمة.. وقتها فقط ستكون في أفضل حال لأن تستخرج من دواخلك كل المهارات الأساسية التي تحتاجها لتجعل كل شئ أفضل.
في أوقات الشدة تبدأ الأمور بالتغيير، وتبدأ أنت في التغيير. ومع امتلاكك لرؤية واضحة ورغبة وعزيمة لتغيير حياتك ستبدأ  بالقول "لقد نلت ما يكفي من المتاعب.. لا أريد المزيد. لن يحدث ذلك مطلقا".
هنا ستبدأ المعجزة!!!.. فهذه الكلمات وهذه الأفكار ستشحن قدرتك لقهر الظروف!!... نعم إنّه الإلهام الذي تصنعه الشدة!!.. ففشلك الحالي هو مجرد مرحلة مؤقتة... وإذا كنت قادراً على التفوق في الفشل.. فأنت قادر أيضاً على تحقيق النجاح.
أنا أؤمن تماماً أننا نسترد ما نعطيه... لذا كلما تعطي سلبية أكثر... كلما تفشل أكثر وتصاب بالإحباط أكثر...!!!!
لذا... يجب أن تكون شاكراً على فشلك!!!.. قد يبدو ذلك حمقاً... لكنها... العتبات التي سوف تعتليها للوصول إلي القمة... يمكنك الذهاب إلى أي مكان تشاء... عندما تبدأ الآن من المكان الذي أنت فيه.
تحدث أب عن ابنته التي كانت تمر بأوقات صعبة... كانت له طريقته الخاصة في وصف ما حدث لها... لم يكن كسائر الآباء في حالة شفقة وقلق.. بل ظل مبتسماً وقال: إن حال ابنتي كحال ضفدع وجد نفسه يغرق في وعاء من لبن... لقد ظل يطرق الوعاء ويطرق ويطرق حتى تحول اللبن إلي زبده... وعندها فقط استطاع أن يقفز ويخرج من الوعاء... إنّ هذا الأب نموذج مثير للايجابية... لأنّه يوضح كيف تسير الأمور حقاً. 
كن شاكراً... وتأكّد أنّ ما يحدث سيخدم مستقبلك ولن يقف ضدك. اقهر الصعاب فالعالم مستعد لأن يتفرج عليك وأنت تبكي حتى تموت وحيداً ومكسوراً.. لكن إذا قررت أن ما تمر به مجرد مرحلة مؤقتة.... فسوف يفتح العالم لك الأبواب لتضع بصمتك... لذا التزم بالتميز... وتذكّر أنّها معركتك الشخصية التي تتحداك لأن تستخدم كل المنح والمهارات والمواهب والمعرفة للبقاء والنجاح.

زيادة المرونة
المرونة تعني القدرة علي امتصاص الإخفاقات وكسرة القلب وانهيار الأحلام وتجاوز الأزمات.
حتى تكون مرنا عليك بتنظيم ذاتك.. سيكلفك ذلك الكثير من الحديث الايجابي لتحفيز طاقتك للبدء من جديد.. والقدر الكبير من التركيز حتى لا تسمع كل تلك الأصوات الفوضوية والسلبية التي تأتي من داخلك وممن حولك.. سيكلفك أيضا الكثير من الاعتماد على الذات... فما حدث قد حدث... ويجب أن تنهض بحياتك وتبدأ من جديد...
سيتطلب منك الأمر أيضاً الكثير من الإيمان والثقة في الله... والكثير من تقدير الذات. يجب أن تعرف بقلبك وعقلك انك تملك المهارات والقوة والموهبة لتفعلها مجدداً.
عليك بمناقشة نفسك. إلى أي مدى أنا مسؤول عما حدث لي؟ وعليك بتقييم الموقف والتزام الصبر... وأن تعطي نفسك الوقت الكافي للشفاء والتعافي.
أتدري لماذا يقال أن الأطفال أكثر مرونة من الكبار؟ لأنّهم لا يقارنون حالتهم الراهنة قياساً على تجاربهم السابقة!!!. إنّهم يتعاملون مع كل موقف باعتباره أمر جديد تماما عليهم... لذا حتى أولئك الأطفال الذين يولدون في ظروف الفقر والاستغلال والإهمال.. إذا نجحوا.. يطلق عليهم الناس.. الأطفال المعجزة.. فهم عندما يتجاوزون أحوالهم الفظيعة يستطيعون النمو في أي مكان!!!!!.

عليك أن تكون كالطفل المعجزة... أن تكون لك القدرة علي النجاح والنمو والازدهار مهما كانت ظروفك الحالية... أن تكون مرناً.... فالشخص المرن لا ييأس أبداً وهو بالرغم من كل العقبات يواصل المسيرة.
المرونة تعني الاستقلال كما إنّها تعني المبادرة أيضاً. والمرونة تعني أن تمتلك عنصر الإبداع!!!... فبالمرونة يمكنك رؤية الموقف بشكل مختلف وتقرير أفضل الطرق للخروج من الأزمة.
والشخص المرن يتمتع بروح الفكاهة!!!!.. يمكنك أن تبكي حتى تبدأ بالضحك!!!.. فروح الفكاهة مهم جداً عندما تدور الأيام عليك!!!... عليك بأن تتعامل مع نفسك وأهدافك بشكل جدي.... لكن يجب أن تكون أيضاً قادراً على الضحك على نفسك وعلى الموقف بين الحين والآخر.... قد يقول لك احدهم: "سوف يأتي اليوم الذي تنظر فيه إلى هذه الأمور وتضحك"... أليس من الأفضل إذن أن تبدأ الضحك الآن؟!!!...
أخيراً... الشخص المرن لديه التزام أخلاقي عميق.... مهما كان ما ستفعله للنهوض من كبوتك... تأكّد أنّك تفعل الأمر بشكل أخلاقي وان نجاحك المقبل سيكون في خدمة الآخرين وليس علي حساب الآخرين.

المصدر: رسائل جيم رون (11، 18، 25 يوليو 2011)