عمليات تصحيح البصر: أنواعها واستخداماتها

هل ارتداؤك للنظارة بشكل دائم وحتى في المناسبات الخاصة يسبب لك الإحراج؟ والعدسات اللاصقة أيضاً ليست حلاً مريحاً مع عناء وضعها وإزالتها، وبالتأكيد لن تكمل حياتك وأنت ترى الأشياء من حولك مشوهةً، إذاً كل ما عليك فعله هو أن تفكر بعمليات تصحيح البصر التي تُعَدُّ الحل الأمثل لكل شخص يعاني من مشكلات بالإبصار، فهي البديل الطبي الناجح عن النظارات والعدسات اللاصقة.



طبعاً توجد عدة أنواع لعمليات تصحيح النظر وكل نوع منها يُستخدم لحالات معينة، فبعض عيوب البصر تستدعي تدخلاً مختلفاً عن النوع الآخر، وفي المقال الآتي ستتعرف إلى كل ما يتعلق بعمليات تصحيح البصر واستخداماتها، فإذا ما زلت خائفاً من إجرائها فتابع قراءة المقال.

أولاً: ما هي عيوب البصر؟

قبل البدء بالحديث عن أنواع العمليات المستخدمة لتصحيح النظر علينا أولاً التعرف إلى عيوب البصر التي تحدث عموماً بسبب خلل ما في عملية انكسار الضوء وتموضعه على شبكية العين، ويرجع هذا لأسباب عدة، وهي:

  1. عيب في العدسة الداخلية.
  2. عيب في القرنية.
  3. زيادة قطر العين.
  4. نقصان قطر العين.

أما بالنسبة إلى هذه العيوب فهي:

1. قصر النظر:

يستطيع الشخص المصاب بهذه المشكلة رؤية الأجسام القريبة بوضوح، في حين أنَّه لا يستطيع رؤية الأشياء البعيدة بذات الوضوح، ففي الحالة الطبيعية يتركز الضوء المنعكس عن الأجسام على شبكية العين تماماً، أما في هذه الحالة فينكسر الضوء أمام الشبكية بسبب الزيادة في طول مقلة العين عن معدلاتها الطبيعية، أو لأنَّ تحدُّب القرنية حاد للغاية، وهذا ما يسبب صعوبة الرؤية.

2. مد النظر:

بخلاف المشكلة السابقة فإنَّ الشخص المريض هنا يعاني من صعوبة في رؤية الأجسام القريبة بسبب صغر حجم العين أو نقصان طول مقلة العين أو بسبب تسطُّح القرنية، وهذا ما ينتج عنه تركز الضوء خلف الشبكية، ومن ثمَّ ستصبح الأجسام القريبة غير واضحة، بينما يمكن رؤية الأجسام البعيدة بوضوح.

3. مد البصر الشيخي:

لا علاقة لهذا النوع بحجم العين أو طول المقلة؛ وإنَّما يتعلق بمرونة العدسة وقدرتها على تغيير تحدُّبها تبعاً لدرجة قرب أو بعد الأجسام منها، فمع التقدُّم بالعمر تفقد هذه العدسة مرونتها، ومن ثمَّ قدرتها على التحدُّب تبعاً للمسافة التي يبعد الجسم فيها عن العين.

4. اللابؤرية (الاستجماتيزم):

كما ذكرنا أكثر من مرة فإنَّ الرؤية الواضحة تحتاج إلى أن يتركز الضوء على الشبكية وفي حال تركُّزه قبلها أو بعدها تحدث مشكلات البصر، وفي حالة الاستجماتيزم لا يتركز الضوء على نقطة محددة؛ بل يتركز على أكثر من نقطة على الشبكية ويرجع هذا إلى سطح القرنية غير المنتظم، وهذا العيب البصري يجعل الشخص يرى الأجسام حوله مزدوجة.

شاهد: 8 حالات تحتاج فيها إلى مراجعة طبيب العيون فوراً

ثانياً: ما هي أنواع عمليات تصحيح النظر واستخداماتها؟

توجد اليوم العديد من عمليات تصحيح النظر التي أثبتت أمانها وفاعليتها ونجاحها، وقبل البدء بتعدادها عليك أن تعرف أنَّه لا يجب عليك التفكير بعمليات تصحيح البصر إذا انطبقت عليك إحدى التحذيرات الآتية:

  1. أصغر من 18 عاماً.
  2. حامل أو مرضع.
  3. مرض في العين مثل الساد.
  4. ضعف النظر غير مستقر.
  5. الإصابة باعتلال الشبكية السكري، أو التهاب المفاصل الروماتويدي، أو الذئبة.

فيما يأتي سنقوم بتعداد أكثر عمليات تصحيح البصر شيوعاً:

1. الجراحة الانكسارية القرنية أو الليزر ( PRK):

لم يعد إجراء هذه الجراحة شائعاً اليوم على الرغم من كونها من أولى الجراحات في مجال تصحيح عيوب الرؤية واستخدامها الليزر لتصحيح شكل القرنية، إلا أنَّ الأنواع الأخرى لعمليات تصحيح عيوب البصر أسهل وأقل من ناحية التأثيرات الجانبية على الرغم من عدم وجود فرق في التكلفة والنتيجة، وهذا ما يدفع المرضى إلى عمليات تصحيح النظر الأخرى كالليزك مثلاً.

يتم إجراء عملية الليزر بوضع مادة على العين ثم كشطها ويتم بعد ذلك تعريض العين لليزر لعلاج مشكلاتها، وطبياً تعني استئصال القرنية الانكساري، وتتم هذه العملية على سطح القرنية الخارجي، وتهدف إلى معالجة عيوب العين الإبصارية من خلال معالجة الوجه الأمامي المركزي من قرنية العين.

يطلب الطبيب قبل إجراء هذه العملية العديد من الفحوصات للتأكد من قابلية خضوع المريض للعملية، فمثلاً لا يمكن للأشخاص الذين يعانون من المشكلات الآتية إجراؤها:

  1. حساسية العين أو أمراض أخرى في العين كالزرق.
  2. السكري.
  3. التهاب المفاصل الرثياني.
  4. تقرُّح القرنية أو انحلالها.
  5. حساسية الستيرويدات.
  6. الإصابة بالحثل القرني الحبيبي.

كما يجب أن يقوم الطبيب أيضاً بقياسات دقيقة ورسم خرائط لشكل القرنية وحساب سماكتها، ويبقى استخدام هذه العملية الأفضل في بعض الحالات، كالحالة التي تكون فيها قرنية العين رقيقة جداً، في حين يزيد خطر الإصابة بعدها بالتهابات العين، وتحتاج إلى فترة نقاهة أطول من عملية الليزك، ويحتاج النظر للاستقرار تقريباً مدة شهر في حين أنَّ النتيجة النهائية وعودة البصر بشكل طبيعي تكون بعد نحو ستة أشهر من إجراء العملية.

2. تقنية السمايل:

تُعَدُّ إحدى التقنيات الحديثة في مجال تصحيح عيوب النظر وهي تقنية ناجحة وشائعة ولا ينتج عنها أي نوع من المشكلات أو الأعراض المزعجة بعد إجراء العملية؛ وذلك لأنَّ العملية تتم دون الحاجة إلى صنع أي شق في أنسجة العين، وتُعَدُّ هذه التقنية خياراً جيداً للأشخاص الذين يعانون من قصر النظر ومثالياً لمن لديهم مشكلات في العين كجفاف العين المزمن.

3. الليزك (LASIK):

هي عملية تصحيح تحدُّب القرنية الموضعي، وقبل البدء بعملية الليزك يجب على الطبيب أن يطلب من المريض إجراء بعض من الفحوصات للتأكد من عدم وجود مشكلات تمنع إجراء هذه العملية، كما يجب التوقف عن وضع العدسات اللاصقة لما يقارب عدة أسابيع؛ إذ تُجرى هذه العملية للأشخاص فوق سن 18، ولا تحتاج إلى تخدير عام؛ بل يكفي التخدير الموضعي وبذلك يبقى المريض مستيقظاً طوال فترة العملية التي تستغرق نحو نصف ساعة تقريباً.

يتم اللجوء إلى الليزك لتصحيح بعض عيوب النظر مثل قصر النظر أو طول النظر أو الاستجماتيزم، وفي هذه العملية يتم العمل على إبعاد الطبقة السطحية لقرنية العين دون فصلها تماماً، من خلال إحداث شق في سطح القرنية، ليتم بعدها تسليط شعاع الليزك على طبقات القرنية لعلاجها ويعاد بعدها سطح القرنية، وتتم تغطية القرنية المعالجة، فعملية الليزك عملية سهلة دون أيَّة مخاطر تُذكَر، حتى إنَّ غالبية مَن خضع لها راضون تماماً عن النتائج، وقد حققوا رؤية تصل إلى درجة 20/ 20 وهي الدرجة التي يحتاجها الإنسان لممارسة أي نشاط.

يبدأ النظر بالتحسن في اليوم التالي لإجراء العملية ويستمر في التحسن حتى يستقر نهائياً بعد ثلاثة أشهر، وعلى الرغم من ذلك توجد بعض المخاطر المحتملة مع أنَّ نسبة حصولها قليلة جداً لكن لا بد من ذكرها، كالعمى الليلي وجفاف العيون والإصابة بالرؤية المزدوجة، وفي حال كنت تعاني من إحدى المشكلات الآتية لا تفكر بعملية الليزك:

  1. قرنية رقيقة.
  2. مشكلات في النظر تتدهور بسرعة.
  3. أمراض في العين كالقرنية المخروطية أو جفاف العين.
  4. الإصابة بالسكري.
  5. الحمل.

4. زراعة حلقات القرنية:

تُعَدُّ هذه الجراحة مناسبة للأشخاص الذين يعانون من الاستجماتيزم المرتبطة بالقرنية المخروطية أو مشكلات قصر النظر، وتتم هذه العملية بصنع شق سطحي في القرنية ثم زراعة حلقتين على طرفيها.

5. عملية استبدال العدسة:

يتم فيها استبدال العدسة الطبيعية بعدسة مصنوعة من السيليكون أو البلاستيك، وتُستخدم لعلاج مشكلات مثل جفاف العين أو في الحالات التي تكون فيها درجات ضعف النظر كبيرة.

الفرق بين الليزر والليزك:

حقيقةً يخلط الكثير من الناس بين عمليتي الليزر (PRK) والليزك (LASIK)، حتى إنَّ بعض الناس يعتقدون أنَّها العملية ذاتها على الرغم من وجود فرق شاسع بين العمليتين؛ إذ يكمن الفرق الجوهري بينهما في الخطوة الأولى من الإجراءات؛ ففي عملية الليزر يتم تطبيق مادة على سطح القرنية وكشطها مع كشط طبقة من الخلايا، ثم يتم تطبيق الليزر لإعادة تشكيل أنسجة القرنية الأساسية وتُترَك الطبقة الخارجية لتعيد تشكيل نفسها بعد عدة أيام من الجراحة.

أما عملية الليزك فيتم كما ذكرنا آنفاً عزل الطبقة الخارجية من خلال إحداث شق في سطح القرنية ويتم إعادته بعد الجراحة، وقد تراجع اليوم إجراء عملية الليزر على حساب انتشار أوسع لعملية الليزك؛ إذ إنَّ الأخيرة يتم فيها الشفاء بسرعة أكبر مع احتمال أقل لحدوث المضاعفات والتأثيرات الجانبية.

شاهد أيضاً: أهم النصائح للوقاية من أمراض العين المختلفة

ثالثاً: هل تنجح عمليات تصحيح البصر دائماً؟

عمليات تصحيح البصر عمليات آمنة عموماً، فإذا كنت من الفئات التي يناسبها إجراء إحدى عمليات تصحيح النظر فغالباً ستحظى بنتائج مُرضية، حتى إنَّ الدراسات أكدت أنَّ أكثر من 80% من الأشخاص الذين قاموا بإجراء هذه العمليات لم يعودوا أبداً لاستخدام النظارات أو العدسات اللاصقة، لكن يبقى وجود بعض العوامل التي تؤثر تأثيراً سلبياً في نجاح العملية مثل:

  1. مد البصر الشيخي.
  2. تبدُّلات وعدم استقرار في صحة العين.
  3. إعتام عدسة العين.
  4. عدم التصحيح الكامل لانكسار الضوء، وهنا قد ينصحك الطبيب بإجراء عملية ثانية، ويمكن أيضاً التحسن من خلال المتابعة الطبية، ولكنَّك قد تحتاج إلى استخدام العدسات أو النظارات في أثناء القراءة.

ثمة بعض المضاعفات التي تحدث دائماً نتيجة إجراء عمليات تصحيح البصر ومنها ما يحدث في أثناء إجراء العملية، وعند حدوث أحدها يجب إيقاف العملية مباشرةً وهي:

  1. أحدثت الجراحة عمقاً أكبر من المفروض في أنسجة كرة العين الداخلية.
  2. خلل في نسيج القرنية الخارجي.

كما توجد بعض المضاعفات التي تحدث بعد إجراء العملية وأغلبها مؤقت ويتم التعافي منها خلال وقت قصير:

  1. التهاب وتقرُّح العين.
  2. جفاف العين.
  3. ضبابية وتشويش في الرؤية خلال الأيام الأولى من إجراء العملية.
إقرأ أيضاً: اللابؤريّة: أعراضها، وأسبابها، وأنواعها، وعلاجها

بعض الأعراض تكون خطيرة ويجب مراجعة الطبيب مباشرةً عند الإحساس بها، مثل:

  1. ألم شديد في العين.
  2. فقدان مفاجئ للبصر.
  3. احمرار العين.
إقرأ أيضاً: تصحيح النظر بالليزر: الفوائد والأضرار

في الختام:

في حال لم تكن تعاني من أيَّة مشكلة طبية تمنعك من إجراء عمليات تصحيح البصر، فإنَّ اللجوء إليها يُعَدُّ الحل الأمثل والبديل الأفضل عن ارتداء النظارات أو وضع العدسات اللاصقة، وكما رأينا من خلال المقال السابق فإنَّ عمليات تصحيح البصر آمنة وفعالة وتدوم طوال الحياة ولن تحتاج إلى إجرائها مرة أخرى إلا في حالات نادرة جداً.

المصادر: 1،2،3،4،5،6،7




مقالات مرتبطة