عمرك الحقيقي لا يقاس بالأرقام .. بل بالمشاعر

 

«للسن احكام» مقولة رددتها الجدات والأمهات كثيرا على مسامعنا، ومعناها انهن ما كن يبلغن الأربعين حتى يعتبرن أن علاقتهن بالجمال والشباب قد انتهت على أساس انهن لن يكن طماعات فـي ان «يعشنزمنهن وزمن بناتهن».


 

 هذا الأمر تغير طبعا. فالحياة لا تبدأ في الأربعين فحسب، بل بالنسبة للبعض تنبض بالجديد والمثير في أي سن، حتى السبعين وما فوق، المهم هي المشاعر، بيد ان هذا لا يعني انهن يجب ان يتصابين وينافسن بناتهن بارتداء ازياء لا تليق سوى بالمراهقات، بقدر ما يعني انهن يتحملن مسؤولية تعليم بناتهن مفهوم الأناقة الكلاسيكية وتوريثهن حب الحياة والعطاء إلى ما لا نهاية، من خلال تجاربهن وخبراتهن الحياتية. الملاحظ أن الخريطة الاجتماعية والثقافية تغيرت كثيرا في السنوات الأخيرة، ولم يعد هنا فرق كبير بين المرأة الثلاثينية او الأربعينية فيما يتعلق بالشكل، على الأقل، بل إن بعض الخمسينيات يبدون وكأنهن في منتصف الثلاثينيات. والفضل يعود طبعا لعمليات التجميل وايضا لزيادة الوعي بأهمية التمارين الرياضية بأنواعها وبالحميات الغذائية الصحية. لكن هذه المرحلة من العمر ما زالت مشوبة ببعض المصاعب والمطبات، وباعتراف العديد من الأربعينيات فإن المشكلة التي تواجههن وتصيبهن بالحيرة احتمالية إصابتهن بحالة انفصام او ازدواجية في الشخصية. فهن من جهة لا يردن ان يظهرن وكأنهن تعدين الأربعين ويحاربن هذا الأمر بشتى الطرق والإمكانات التي يمتلكنها، ومن جهة اخرى لا يردن ان تنطبق عليهن كلمات المغني المعروف «برينس»: تصرفي حسب عمرك.. ماما.. وليس حسب مقاس حذائك» بحيث يظهرن متصابيات. فمشاعرهن لم تتغير بمرور السنين وما زالت تنبض بالشباب، كما ان أجسادهن لم تخذلهن بعد، فهي ما زالت في رشاقة الغزلان، خصوصا عندما يكن ماشيات امأمنا، ولا نرى تجاعيد الوجه، فأين هي المشكلة إذن؟ حسب رأيهن، فإنها تكمن في حيرتهن بين ما يردن ان يلبسنه ويتمثل في أزياء عصرية على الموضة تتماشى مع ما يشعرن به من احاسيس شابة، وبين ما يتوقعه منهن الآخرون، وكأنهن بمجرد بلوغ سن النضج يجب ان يطلقن الشعر الطويل المنساب على الأكتاف واستبداله بقصة قصيرة لا علاقة لها بالأنوثة، أو منطلق ان الشعر القصير يضفي الشباب على الوجه، أو عليهن ركن بنطلون الجينز المفصل على الجسم والاستعاضة عنه بفستان أو بنطلون بقصة مستقيمة بلون داكن، وغيرها من الكليشيهات القديمة. كما تقع في حيرة بين انها تريد ان تبدو أصغر من سنها وشابة في عيون الآخرين، أو بعبارة اصح تريد ان تعكس ما تشعر به تماما، وفي الوقت ذاته لا تريد ان تنسى أنها تعدت الاربعين أو الخمسين. وللأسف ما كانت تعرضه معظم المحلات في الماضي لم يكن يساعدهن على حل هذه المعضلة، لأنها كانت تعرض إما ازياء للصبيات في العشرين من العمر، وإما للعجائز فوق الستين: ملابس تبدو إما مهلهلة دون تصميم محدد بأسعار واقمشة وتفاصيل رخيصة، أو إما تايورات كلاسيكية غالية الثمن لا يمكن الحصول عليها سوى من دور الأزياء المعروفة. ولم يكن هناك خيارات في الوسط، لذلك كان من البديهي أن ترتكب المرأة فوق الأربعين آنذاك بعض الأخطاء لأنها تمر بنوع من التشويش أو الفوضى، فهي مرة تتمرد إلى حد انها تبدو وكأنها تنافس ابنتها المراهقة، ومرة وكأنها فقدت الرغبة في الحياة وتبدأ في الاقتداء بجدتها. لحسن الحظ تغيرت الأمور والعقليات وأصبح بإمكان المرأة الخمسينية أن تبدو في العشرينات من دون ابتذال أو تصابي، لا سيما وأنها اكثر وعيا الآن لما يجب ان تتناوله من أغذية متوازنة، وأكثر سعيا وراء الرشاقة بممارسة التمارين الرياضية أو بالتقليل من الدهون او السعرات الحرارية، هذا عدا ان عمليات التجميل وطرق تصفيف الشعر وأنواع الماكياج وتركيبته، تطورت بشكل كبير بحيث اصبحت تموه ليس على العيوب فحسب بل والزمن ايضا، والأهم من هذا كله انها في هذه السن تتمتع بإمكانات مادية تجعلها تستمتع وتستفيد بكل ما تلقته من دروس في الحياة، وإن كانت في بعض الأحيان تقع فريسة الإعلانات وإيحاءات صناعة الموضة والجمال المهووسة بالمظهر الشاب، الامر الذي أصبح شبه ثقافة عامة. بعد الخمسين عانقي الحياة وابدأي تجارب جديدة، والبسي كل ما يتناسب مع اسلوب حياتك وشخصيتك وطبعا مقاييس وتغيرات جسمك.
تمتعي بـ:
·         القصات المستقيمة سواء كانت على شكل تنورة او بنطلون، على ان لا تكون ضيقة إلى درجة ان تلتصق بالجسم.
·         الأزياء البوهيمية فهي ما زالت موضة لكن بجرعات خفيفة وبأسلوب جديد. مثلا لا تركني القفطان الذي اشتريته في العام الماضي جانبا، فقط أضيفي إليه حزاما واسعا حتى يحدد جسمك ولا تعطين الانطباع انك تريدين إخفاء شيء ما.
·         حقيبة كبيرة بتوقيع دار معروفة او مصمم معروف لكن من دون نقوشات كثيرة «لوغو» الدار.

المصدر: مكتوب