علاقة متميزة مع أبنك!

 

الجميع يحرص على بناء علاقات متميزة ومتينة مع من حوله من الأصدقاء والجيران أو زملاء العمل بخاصة إذا كان هذا الشخص ذو مكانة وأهمية أو لي عنده مصلحة، فنجد نسأل عنه ونعرف ماذا يحب وماذا يكره، وما هى الأوقات المناسبة للتحاور معه..الخ، ولكن قليل منا من يحرص على بناء علاقة متميزة مع أبناءه، فلعله يلاحظ ويعيش المصلحة الآنيـة ويراها أنها مع أصدقاءه ووظيفته وعمله وينسى أن هناك علاقة يفترض أن تكون دائماً هى رقم واحد في كل الأحوال وفي كل الأحيان وهى علاقته مع أبنائه.



 

لذلك يرى خبراء السلوك أنه إذا أردنا إقامة علاقة طيبة مع الآخرين فلا بد أن نكون رصيداً كبيراً في بنك أحاسيسهم، وهنا نسأل كل مربي كم هو رصيدك عند ابنك، وهل تبني وتعلم عن هذا الرصيد ام لا؟ ولا تعيش الوهم بأن تقول أنه من الطبيعي أن يحبني أبنائي ويحترمونني.. نعم هناك فرق شاسع بين الخوف وبين الإحترام فأخشى أن يلتبس عليك الأمـر فتسمي الخوف احتراماً فالاحترام يزيد ويدوم والخوف له مدة محدده ويزول فإذا زال الخوف ستجد أنه لا احترام ولا حب، ومن هنا تبدأ المعركة ويبدأ الصدام والعناد وكل منهـم لا يدري من أين بدأ الخـلل فالابن يرى بأنه ليس من أولويات والده، والأب يرى أنه غير محترم من قبل الابن فبالتالي يتعامل معه بهذا المبدأ وبعد ذلك تتحول الحياة إلى حياة لا تطــاق وكل منهـم يشير بأصابع الاتهام إلى الآخـر، وأنا أقول: أنـت السـبب!

 

ولنختم بمثال يذكر الآباء بواجبهم تجاه بناء هذه العلاقة وهو ذلك الوعد الذي نرمي به أبناؤنا عندما يسألوننا حاجة، فنقول لهم غداً سنذهب لنشتريها فيعيشون في لهفة وشوق للغد وللساعة التي سيخرجون معك منطلقين إلى الحاجة التي أرادوها والتي وعدتهم بها فيفاجأون بأن الأب خارج المنزل أو مشغول فيؤجل الخروج.. لننظر إلى الإحباط الذي حل بهم وإلى الصورة السلبية التي البسهم والدهم عنه، فهل مثل هذه التصرفات يبني علاقة متميزة مع ابنك؟ من المسؤول عن بناء هذه العلاقة.. أنت المسـؤول!.