علاج التهاب الشعب الهوائية المزمن بالمضادات الحيوية يقلل مضاعفاتها

أوصت دراسة عالمية شملت دول أوروبا وآسيا والشرق الأوسط بضرورة علاج التهاب الشعب الهوائية المزمن المتفاقم بالمضادات الحيوية‏.‏ وتعد هذه الدراسة‏-‏ التي شملت‏46891‏ مريضا بدول مختلفة كان بينهم‏4350‏ مريضا بالشرق الأوسط‏-‏ أول تجربة من نوعها لتقييم دورة تطور التهاب الشعب الهوائية المزمن وتقييم فوائد العلاج بالمضادات الحيوية علي المدي الطويل لدي من يعانون المرض‏.‏



ويقول الدكتور أنطونيو أنزوتو أستاذ ورئيس قسم الرعاية الرئوية الحرجة بجامعة تكساس إنه عندما يبدأ تفاقم الالتهاب المزمن للشعب الهوائية‏,‏ تقوم الغدد الموجودة فيها بزيادة إفراز المخاط‏,‏ مما يؤدي لزيادة السعال كرد فعل من الشعب الهوائية لطرد هذا المخاط وتنظيف الرئتين‏,‏ ويتعرض المرضي بجانب السعال لضيق في التنفس يؤدي لاضطراب النوم بسبب السعال المستمر‏,‏ وتسهم هذه التداعيات بوضوح في إسراع أطوار المرض‏,‏ لذلك يعد التشخيص المبكر والعلاج الفعال مفتاح الشفاء‏,‏ وتوضح بيانات الدراسة ـ التي تم إعلانها في مؤتمر بدبي ـ أن العلاج بالمضادات الحيوية واسعة المجال يؤدي لتحسن سريع لمختلف الأعراض كالحمي والبلغم الصديدي والإرهاق واضطراب النوم بنسبة تصل إلي‏70%‏ في اليوم الثالث و‏95%‏ في اليوم الخامس‏.‏

ويقول الدكتور مارك ميرافيتلي أستاذ الأمراض الصدرية بمستشفي معهد ديل تورو الطبي ببرشلونة إن الدراسة تسمح بمقارنة بيانات المناطق المختلفة من العالم‏,‏ حيث تثبت علي سبيل المثال أن الشكل المثالي للمريض يختلف قليلا من منطقة لأخري‏.‏ فبينما كان متوسط عمر المريض بالشرق الأوسط‏48.5‏ سنة‏,‏ وصل في آسيا إلي‏57‏ سنة وأوروبا إلي‏60.5‏ سنة‏,‏ وأمريكا اللاتينية‏61‏ سنة‏.‏ ويفسر هذا السبب في معاناة مريض الشرق الأوسط من أعراض المرض لفترة أقل‏,‏ حوالي‏4‏ أيام فقط مقارنة بـ‏7.6‏ يوم في أوروبا‏,‏ كما يعاني اضطراب النوم لحوالي‏3.2‏ ليلة في مقابل‏4.7‏ في أوروبا‏.‏ وبالرغم من هذه الاختلافات‏,‏ فمن الواضح أن تفاقم حالة الالتهاب المزمن بالشعب الهوائية يؤدي لضعف عام ويحتاج للعلاج بشكل عاجل‏.‏

ونظرا لتزايد أعداد المدخنين الصغار‏,‏ وهو العامل الأساسي وراء مرض السدة الرئوية المزمنة‏,‏ فمن المرجح تزايد انتشار المرض بمنطقة الشرق الأوسط بسبب زيادة معدلات تدخين التبغ ومنتجاته الأخري كالشيشة‏,‏ وإذا لم تتم محاربة هذا الاتجاه‏,‏ فسيزداد احتمال إصابة المرضي بالتهاب الشعب المزمن‏,‏ كما سترتفع تكلفة الرعاية الصحية التي تصل بمستشفيات أوروبا لحوالي‏3‏ مليارات يورو‏.‏

وتقول الدكتورة مايسة شرف الدين إن مشاكل الجهاز التنفسي‏,‏ خاصة المتعلقة بالعدوي من أحد المخالطين للمريض سواء بالمنزل أو العمل أو الأماكن العامة تنتشر بصورة أكبر خلال الصيف وفترات تغير الفصول‏,‏ خاصة من الخريف للشتاء‏,‏ كما لوحظ أخيرا زيادة مقاومة بعض الميكروبات لمعظم العقاقير والمضادات الحيوية المتاحة‏,‏ ولذلك ظهرت أجيال أحدث منها تؤخذ مرة واحدة يوميا وتتميز بفاعلية أكبر في قتل الميكروبات‏.‏ وقد أكدت هذه الحقيقة دراسة واسعة شملت مراحل عمرية مختلفة من‏18‏ إلي‏75‏ سنة‏,‏ وأثبتت فاعلية هذه المضادات في مواجهة الميكروبات‏,‏ كما أثبتت الدراسة أن سرعة التدخل الطبي والعلاج الحاسم دون انتظار لفحوصات أو مزارع للبكتريا يقلل من عدد الوفيات والمضاعفات الناتجة‏,‏ خاصة بين المصابين بأمراض أخري تقلل مناعتهم مثل السكر والفشل الكلوي والكبدي ومن يعالجون بالكورتيزون‏

المصدر: بستان الوردة