عصر المهارات

يعتقد الكثير من الناس أنه إذا حصل على شهادة الدبلوم أو البكالوريوس أنه امتلك مفتاح الوظيفة .. وأنه بهذه الشهادة سيحقق كل ما يطمح له، فتحدث المفاجأة.
يبدأ في المشاركة في الامتحانات والاختبارات والمقابلات، فيكتشف أنه غير مقبول.
هذه هي المفاجأة، والمفاجأة الأكبر، عندما تقابل أوائل طلبة تذهل من قلة مهاراتهم وخبراتهم، فلا يمتلكون في جعبتهم سوى التعريفات الأكاديمية التي لا تسمن ولا تغني من جوع .


وأنا على يقين أن الكثير من الخريجين لا يمتلكون المهارات التي تؤهلهم للعمل في مكان مناسب، بل إن هناك خريجين، وللأسف ينسون ما تعلموه بعد مرور عام على التخرج ،وربما أقل.
إن من يرغب في الحصول على وظيفة  عليه أن يحدد المهارات التي يحتاجها إلى جانب حصوله على الشهادة الأكاديمية، ويعجبني الطالب الذي يلتحق في بعض الدورات التدريبية خلال فترة دراسته  ناهيك عما يقوم به بعد التخرج .
هناك من يقول أنه لا توجد صلة بين الحصول على فرصة عمل أو الترقية وبين المهارة  مدعيًا أن ذلك مسألة حظ، وهناك مثل يقول : " حظًا أعطني وفي البحر ارمني " ناسيًا من يقول ذلك أنه لو رمي في البحر دون مهارة السباحة فإنه سيغرق لا محالة .
إننا اليوم نعيش عصر المهارات، فكثير من الناس نجحوا بسبب مهاراتهم الخاصة، وكثير من الخريجين عملوا وتفوقوا في أعمال ليس لها علاقة بالتخصص الأكاديمي ذلك لأنهم يمتلكون مهارات في جوانب أخرى .
الشهادة الأكاديمية في تخصص واحد دون مهارات تعني فرص أقل، لكن الشهادة مع العديد من المهارات تعني العديد من الفرص، لذا على الخريجين عدم الركون للشهادة الأكاديمية، بل عليهم البحث عن مهارات داعمة ومعارف جديدة  في الحاسوب واللغة
مهارات جديدة في مجال التخصص، فالعلم يتطور كل يوم، ومهارات في الإدارة والتنمية البشرية ذلك العلم الذي يعطينا الدافع والحافز نحو التقدم والنجاح.
على الخريجين، والموظفين، والجميع  البحث عن المعرفة في كل مكان، يقول المحاضر العالمي جيم رون : " وجود المعرفة أو انعدامها يمكن أن يشكل مصيرنا " .. فاختر مصيرك بعيدًا عن الفشل .