عشبة الظفر وفوائدها العلاجية والطبية

العلاج بالأعشاب الطبية ليس بالأمر الجديد إطلاقاً؛ إنَّما يعود إلى قديم الزمان حتى ما قبل الألفية الثانية للميلاد، نعم، لا تتفاجأ بذلك أبداً؛ لأنَّ الأدلة التاريخية المكتوبة عن التداوي بالأعشاب التي تم العثور عليها لاحقاً تعود إلى أكثر من 5000 عاماً وبشكل محدد إلى حضارة السومريين، وعلى الرغم من أنَّ التداوي بهذه الطريقة يحتاج إلى وقت طويل أحياناً ليُظهر نتائجه، لكن لم يكن لديهم حل آخر حينها.



ما زال طب الأعشاب يمارَس في زمننا الحالي، حتى إنَّ الأدوية التي يتم اللجوء إليها عند الإصابة بالأمراض يتم تحضير معظمها من أعشاب طبية، كما أنَّ الأدوية الكيميائية الموجودة حالياً لمعظمها آثار سلبية تترافق مع فوائدها العلاجية، بخلاف الأعشاب الطبية التي لا تتسبب للإنسان بآثار جانبية.

لذلك من الضروري أن نتعرَّف إلى فوائد الأعشاب الموجودة في حقولنا التي تنمو في غاباتنا، ونتعرَّف إلى فوائد كل منها كي نتمكن من استخدامها إن اضطررنا إلى ذلك، وفي هذا المقال سوف نسلط الضوء على عشبة تدعى "الظفر" وتُعَدُّ من الأعشاب الطبية الهامة لتعدد فوائدها؛ إذ يمكن استغلالها لأكثر من غرض.

عشبة الظفر:

تنتشر هذه العشبة في مختلف أنحاء "سلطنة عمان"، حتى إنَّها تسمى أيضاً بنبات الظفرة العماني، كما تنتشر في "الإمارات العربية المتحدة" وغيرها من المناطق الأخرى؛ وذلك لأنَّها تنمو في الأراضي الصخرية، وفي مجاري المياه الجافة، وفي السهول الرملية والحصوية، والأودية، إضافة إلى الجبال المنخفضة، كما أنَّها توجد بين سلاسل الجبال أيضاً.

تتبع عشبة الظفر إلى العائلة البقولية "الفولية" (Fabaceae) التابعة لمملكة النباتات، وتوصَف بأنَّها نبات عشبي معمر ودائم الخضرة أيضاً ومغطى بشكل كامل بزغب دقيقة جداً ذات لون أبيض، ويُعَدُّ هذا النبات طويلاً نسبياً؛ وذلك لأنَّ طوله فوق سطح الأرض يصل إلى 80 سم أحياناً.

أما بالنسبة إلى الجزء الواقع تحت سطح الأرض فيصل إلى 40 سم تقريباً وينزل إلى الأسفل بشكل عمودي؛ وذلك ما يجعل هذا النبات راسخاً في التربة بقوة بحيث لا يمكن اقتلاعه بسهولة، كما يتميز بأنَّه نبات قائم وله سيقان متعددة وتنتمي إليها العديد من الفروع الجانبية.

أوراق عشبة الظفر:

تتميز الأوراق بأنَّها ذات لون يميل إلى الفضي من الأعلى، أما من الأسفل فهو باللون الأخضر، كما أنَّها مركبة تتكون من زوجين أو أربعة أزواج، ويمكن أن تكون ستة أزواج من الوريقات التي تتوزع بشكل متقابل، بالإضافة إلى وجود ورقة طرفية عليها عروق منها عرق يوجد في وسط الورقة بشكل محدب نوعاً ما وعروق جانبية أيضاً، وشكل هذه الأوراق إما مستطيل أو بيضاوي، وما يميزها هو أنَّها خشنة الملمس من الخلف أما من الأمام فهي ملساء.

أزهار عشبة الظفر:

يمتلك هذا النبات أزهاراً ذات لون أرجواني مميز، وتكون الأزهار على شكل مجموعات إبطية منتظمة، وتوجد الأزهار طوال العام لكن تزدهر أكثر في الفترة الزمنية الممتدة بين شهري كانون الثاني/ يناير وأيار/ مايو.

شاهد: 5 أعشاب طبيعيّة لتخفيف الوزن

ثمار عشبة الظفر:

يثمر هذا النبات طيلة العام؛ إذ تتحول الأزهار من اللون الأرجواني إلى اللون الرمادي تدريجياً، ثم تصبح ثمرة على شكل قرن طويل ذي لون بني يوجد بداخله البذور التي يتراوح عددها من 5 بذور إلى 9 بذور والتي تتميز بكونها منحنية نحو الأسفل، حتى يمكننا القول إنَّها مقوسة بعض الشيء.

فوائد عشبة الظفر:

تمتلك هذه العشبة العديد من الفوائد؛ فهي تفيد الجهاز الهضمي عامةً والمعدة خاصةً، لكن ما يميزها هو فوائدها العلاجية الكبيرة للعظام والأعصاب والعمود الفقري أيضاً، فتأثيرها فيهم أكبر بكثير من تأثيرها في الجهاز الهضمي.

إليك أبرز استخداماتها العلاجية والطبية:

1. تُستخدم عشبة الظفر في علاج الكسور العظمية:

تم استخدام هذا النبات لصنع جبيرة للكسور العظمية، سواء لليدين أم القدمين في العصور السابقة قبل اختراع جبيرة الجبس التي يتم استخدامها حالياً.

وسبب الاعتماد عليها في ذلك الوقت هو أنَّ عشبة الظفر عندما تُطحن جيداً ثم تُخلط بالسوائل وتبدأ بالجفاف والتجمد تصبح ذات قوام صلب جداً؛ لذا تشبه بذلك جبيرة الجبس، وليس هذا السبب الوحيد لجبر العظام المكسورة؛ إنَّما لأوراق هذه العشبة خصائص تجعلها قادرة على تغذية العظام ومدها بما تحتاجه من أجل التئام الكسور وإعادة بناء نفسها من جديد.

يتم استخدامها في علاج الكسور العظمية من خلال اتباع التعليمات الآتية بالتسلسل:

  1. تُدَق مجموعة من أوراق عشبة الظفر بشكل جيد.
  2. تُضاف الحلبة إليها بمقدار متساوٍ والتي تتميز بالعديد من الفوائد للجسم عامةً وللعظام خاصةً؛ وذلك لاحتوائها على الكثير من المعادن، مثل الحديد والكالسيوم والمغنيسيوم، إضافة إلى احتوائها على الفيتامينات مثل فيتامين "أ" وفيتامين "ج" وفيتامين "ب" والأهم من ذلك هو فيتامين "ك" الذي يساعد على تقوية العظام.
  3. يتم بعدها إضافة مقدار مساوٍ من نبات السدر الذي يتميز أيضاً بفوائده الكبيرة للعظام؛ وذلك لأنَّه يحتوي على الكالسيوم والفوسفور وغيرها من المعادن الضرورية من أجل تكوين العظام.
  4. ثم يتم إضافة شعر الماعز إلى الخليط؛ وذلك لأنَّ وجوده أساسي، ولدوره الكبير في جعل الجبيرة متماسكة والمكونات مترابطة ببعضها بعضاً جيداً.
  5. يجب أن يتم خلط المكونات جيداً ببعضها بعضاً حتى تصل إلى مرحلة التجانس تماماً وتصبح كأنَّها مكون واحد.
  6. يتم دهن الخليط على العظم المكسور أو المصاب بالتواء بحيث يصبح مغطى تماماً، ثم سنلاحظ بعدها أنَّ الخليط يبدأ بالجفاف على الفور، ويُترك الخليط على العظم المكسور لمدة تتراوح بين 3 إلى 5 أيام فقط.
  7. بعد انتهاء المدة يتم إزالة الجبيرة، ولكونها يابسة تماماً على الجلد يتم تغطيتها في البداية بقطعة من القماش أو بمنشفة مبللة جيداً بالماء الدافئ وتركها لدقائق عدة، ومن ثم يجب تقشيرها ببطء وانتباه وحرص شديد كي لا تتسبب بأذية في الجلد الخارجي.

2. تُستخدم عشبة الظفر في علاج الأعصاب والشد العضلي:

عندما تتعب أعصاب الإنسان ينتهي الأمر به إلى إصابته بالشد العضلي، وعادةً يصاب الإنسان بهذه المشكلة نتيجة الجفاف وإرهاق العضلات الناتج عن بذل الكثير من الجهد دون الحصول على الراحة الكافية أو نتيجة إصابته بالفشل الكلوي أو القصور في الغدة الدرقية.

نلاحظ أنَّ الإنسان عندما تبدأ عضلاته بالتقلص شيئاً فشيئاً ويبدأ هو بمقاومة التقلص بشكل لا إرادي لأنَّ العقل يأمر بذلك، يزداد التقلص بشكل تدريجي ليصبح شداً عضلياً كبيراً، ودور عشبة الظفر في هذه الحالة هو أن تقوم بتهدئة النشاط العقلي وإرخاء الأعصاب، ومن ثمَّ ارتخاء العضلات والتخلص من التقلص نهائياً واستعادة الجسم لراحته السابقة.

طريقة استخدام عشبة الظفر في معالجة الأعصاب تكون كما يأتي:

  1. يتم أخذ مجموعة من الأوراق ودقها بشكل جيد.
  2. غلي مطحون الأوراق في الماء حتى يبدأ البخار بالتصاعد منها.
  3. يقوم مصاب الشد العضلي باستنشاق البخار الناتج عن الغليان فيبدأ بالاسترخاء تدريجياً نتيجة هدوء الأعصاب الذي يتسبب به الظفر، ويستغرق الأمرة مدة تتراوح بين 10 إلى 15 دقيقة تقريباً كأقصى حد، وليس لهذه العشبة الأعراض الجانبية التي تسببها الأدوية الكيميائية المخصصة لتهدئة الأعصاب مثل الدوخة أو النعاس أو الغثيان أو الإدمان، ومن ثمَّ يُعَدُّ استخدامها بوصفها مهدئاً للأعصاب آمناً جداً.

3. تُستخدم في علاج آلام المجاري البولية:

ويتم ذلك من خلال أخذ بذور النبات فقط ثم غليها جيداً وشربها فيما بعد لما تمتلكه من خصائص تساعد على تسكين وعلاج الآلام في المجاري البولية.

4. تُستخدم بهدف إدرار البول والتخلص من عسر الهضم:

وللحصول على هذه الفوائد يجب أن يتم غلي جذور النبات بعد تنظيفها جيداً ومن ثم شربه.

5. تُستخدم في علاج آلام الأذن:

إذ يتم ذلك باستخدام مغلي أوراق عشبة الظفر.

6. تُستخدم في علاج الغازات:

ويتم ذلك من خلال شرب مغلي أوراق عشبة الظفر.

7. تُعَدُّ من النباتات التي تساعد على تنقية دم الإنسان:

أيضاً من خلال غلي الأوراق وشربها.

8. تُستخدم في علاج أمراض القلب والشرايين:

من خلال شرب مغلي الأوراق أيضاً.

شاهد أيضاً: 8 علامات تحذيرية تدل على أنّ قلبك يواجه مشكلة

9. تُستخدم لعلاج مشكلات الكبد:

أيضاً بطريقة شرب الأوراق المغلية.

10. تُستخدم في امتصاص القيح:

والقيح هو عبارة سائل لونه مائل إلى الأصفر عادةً يتراكم في مكان الالتهاب في الجسم أو مكان حدوث عدوى بمرض معين، ويتم استخدام عشبة الظفر من أجل امتصاص القيح من خلال سحق الأوراق جيداً ثم غليها ووضعها على المكان المصاب، كما يمكن أن تخفف من الحكة بشكل ملحوظ.

11. تُستخدم من أجل التخلص من الديدان:

إذ قامت الأمهات قديماً باستخدامها للتخلص من الديدان التي تصيب أطفالهن؛ وذلك من خلال سحق الأوراق جيداً وغليها ثم شربها.

12. استُخدمت في إشعال النيران:

وذلك بعد أن يقوم الإنسان بتجفيفها جيداً بواسطة أشعة الشمس ثم وضعها في النار كي تزيد من اشتعال النار بشكل ملحوظ.

13. استخدامها بوصفها رائحة منعشة:

تعطي هذه العشبة رائحة فواحة وعطرة؛ لذلك كانت تضاف إلى البخور عند إشعاله من أجل تعطير المنازل أو تعطير الملابس، كما أنَّ الرائحة الناتجة تبقى لفترة طويلة.

إقرأ أيضاً: الطب البديل ودوره في علاج أمراض الرشح والزكام

14. استخدامها للحيوانات:

قديماً كان يتم استخدام مسحوق القشور بعد خلطها مع الماء لإزالة حشرة القراد الموجودة على آذان الإبل، كما أنَّ بذور عشبة الظفر مفضَّلة عند بعض أنواع الطيور والنحل أيضاً، ويمكن استخدم النبات بوصفه علفاً لبعض الحيوانات.

أثبتت الدراسات أنَّ مستخلص عشبة الظفر له تأثيرات حيوية في الحيوانات التي تُجرى عليها التجارب العلمية، منها زيادة في قوة انقباض قلب الحيوان، ونقص في ضغط الدم لديه بشكل واضح، ونقص في سرعة تنفسه، إضافة إلى نقص بسيط في سرعة تركيز سكر الدم لديه.

15. تُعَدُّ سماداً للتربة:

لأنَّ هذه العشبة تتبع إلى العائلة البقولية التي تتميز بقدرتها الكبيرة على تثبيت النيتروجين الموجود في الجو؛ وذلك من خلال شراكتها التعايشية مع بكتيريا جذرية؛ وهذا يجعل نباتات هذه الفصلية تساهم في زيادة خصوبة التربة، ومن ثمَّ يمكن استخدام عشبة الظفر بوصفها سماداً أخضر للتربة.

إقرأ أيضاً: أهم 9 أعشاب طبيعية واستخداماتها العلاجية والطبية

في الختام:

ربما وجود عشبة الظفر في أماكن وبيئات محددة كان السبب بعدم شهرتها كثيراً، وعلى الرغم من الفوائد الكثيرة التي تتميز بها والتي ذكرنا معظمها آنفاً، فكانت معرفتها تقتصر على سكان البيئة الموجودة فيها، وربما أيضاً التطورات الكثيرة التي حصلت في العالم التي جعلتنا نهمل قليلاً الأعشاب الطبية وفوائدها الكثيرة، لكن أيضاً ونتيجة للتطور أصبح بإمكاننا التعرُّف إلى جميع أنواع الأعشاب.

الآن بعد معرفتك بالفوائد العظيمة التي تمتلكها عشبة الظفر، يمكنك البحث عنها في منطقتك إن كانت تحمل الصفات المشابهة للبيئات التي تنشأ بها هذه العشبة، كي تحصل عليها وتتمكن من استخدامها بصفتها علاجاً منزلياً للكسور العظمية وللعديد من الأمراض التي قد تصيب الإنسان إن اضطررت إلى ذلك.

المصادر: 1،2،3،4،5،6،7




مقالات مرتبطة