عائلة فيروسات الكبد

هي عائلة تضم ستة فيروسات أ، ب، ج، د، هـ ،و أو A, B, C, E, D, G وتتسبب في التهاب كبدي. على العكس من فيروس الالتهاب الكبدي «أ» ففيروس الالتهاب الكبدي «ج» لا يتم نقله عن طريق الطعام أو الماء أو البراز. كما أن فيروس الالتهاب الكبدي «ج» غير معد بصورة كبيرة بين أفراد الأسرة، بينما يكون الفيروس «ب» معدياً بشكل كبير بين الأسرة و الأبناء.



كيفية انتشار أنواع التهاب الكبد؟

يعتبر التهاب الكبد A من أمراض الطفولة ويتواجد الفيروس بصورة مكثفة في البراز. وعليه فان طرق العدوى بهذا الفيروس تشمل عدم العناية بالنظافة بعد استعمال الحمام وعدم غسل الأيدي بصورة جيدة. وكذلك تحضير أشخاص مرضى للطعام يقوم بنقل الفيروس في الأطعمة المختلفة، وهو ما يفسر انتشار هذا الوباء في حضانات الأطفال و بين أطفال الدول التي ينتشر فيها هذا الفيروس.

ينتقل الفيروس B عبر عدة طرق مختلفة تشمل التعرض للدم الملوث، أو لإفرازات الجسم المختلفة.. ونتيجة لذلك ينتقل الفيروس بين من يشتركون في إبر الحقن مثل مدمني المخدرات ومن يخضعون للوشم وثقب الجسم بأدوات ملوثة وغير معقمة.

ويعد الاتصال الجنسي طريقاً مهما لنقل فيروس الكبد B، كما إن الأمهات الحاملات للفيروس ينقلن الفيروس لأطفالهن. لذلك يقوم الدكتور المختص بفحص الحوامل للتأكد من خلوهن من الفيروس وبعد الولادة يعالج أطفال الأمهات الحاملات للفيروس B.

ينتقل فيروس الكبد C عن طريق إفرازات الجسم، مثل المشاركة في إبر الحقن وأدوات ملوثة بين الأشخاص، و الوشم، وثقب أجزاء من الجسم. وتوجد بعض الدلائل على انتقال هذا الفيروس عن طريق الاتصال الجنسي المتعدد والشاذ ولكنها تعتبر كوسيلة قليلة المفعول. وقد بينت النتائج ندرة انتقال الفيروس من الأم إلى أطفالها.

أما الإصابة بفيروسات G,D,E الثلاثة، فهي التهابات نادرة الحدوث.

التهاب الكبدي«أ»

(Hepatitis A )

ويصيب هذا الفيروس الكبد ويسبب التهابا حادا، ولكنه لا يتحول إلى التهاب مزمن مطلقاً، عادة ما يشعر المصابين بأعراض التهاب الكبد الحادة لبضعة أيام أو أسابيع ولكن عند شفائهم فإن المريض يشفى تماماً ولا تبقى لديه أي أعراض جانبية أو إصابة مزمنة في الكبد. علماً بأنه في حالات نادرة قد تتدهور حالة المريض أثناء شدة الالتهاب لدرجة تؤدي للوفاة إذا لم يخضع لزراعة كبد على وجه السرعة.

التهاب الكبد «د» (Hepatitis D)

يعتبر هذا الفيروس غريباً حيث انه يسبب التهابا كبديا فقط عند المصابين بالالتهاب الكبدي B. وعليه فيمكن القول ان الفيروس D يتطفل على الفيروس B. ولوحظ انه يزيد من قوة و ضرر الفيروس ب على الكبد فيسرع تحوله لالتهاب مزمن ومحطم للكبد.

الالتهاب الكبدي الوبائي «ج»

ينتقل بشكل أساسي من خلال الدم ومنتجاته المصابة بالفيروس. و بعد الإصابة يستغرق تطور مرض الكبد الحقيقي حوالي 15 إلى 30 سنة قبل أن يظهر تليف الكبد والخلايا السرطانية. فالالتهاب الكبدي الوبائي (ج)، لا يعطي إشارات، بل عادة ما يشعر ويظهر المرضى في صحة كاملة ولكنهم يستمرون في نقل العدوى للآخرين.

وطبقا لمنظمة الصحة العالمية، فإن 80% من المصابين يتطورون إلى التهاب الكبد المزمن. وخلال السنوات العشر التالية، يصاب حوالي 20% بتليف كبدي، و5% بسرطان الكبد.

طرق انتقال عدوى فيروس «ج» أو «سي»

-          نقل الدم، ومنتجات الدم (المواد المخثرة للدم(

-          زراعة الأعضاء (كلية، كبد، قلب) من متبرع مصاب.

-          مرضى الفشل الكلوي الذين يقومون بعملية الغسل الكلوي.

-          استخدام إبر وأدوات جراحية ملوثة أثناء العمليات أو العناية بالأسنان.

-          الإصابة بالإبر الملوثة أو أدوات الحقن عن طريق الخطأ.

-          المشاركة في استعمال الأدوات الحادة مثل أمواس الحلاقة أو أدوات الوشم.

-          العلاقات الجنسية المتعددة الشركاء، والجدير بالذكر، ان هذا الفيروس لا ينتقل بسهولة بين المتزوجين و عليه فقد لا ينصح المتزوجون باستخدام الواقي، ولكن ينصح باستخدامه لذوي العلاقات الجنسية المتعددة.

-          وترتفع نسبة الإصابة مع تزامن العدوى (HIV) وهو الفيروس المسبب لمرض الإيدز، أو أمراض جنسية أخرى أو الاتصال جنسيا عن طريق الشرج (اللواط(

-          كما انه واسع الانتشار بين مرضى الهيموفيليا Hemophilia (وهو مرض عدم تجلط الدم) والذين يتم علاجهم بواسطة نقل مواد تخثر الدم والتي كانت تعد من دم آلاف المتبرعين قبل اكتشاف الفيروس.

عوامل تلعب دورا في تطور التليف الكبدي:

-          العمر وقت العدوى (فمن يصابون بالمرض في عمر اصغر يكونون عرضة لتطور المرض بشكل سريع(

-          إدمان الخمور (كل الدراسات تؤكد على أن الكحول عامل مهم جدا في تطور الالتهاب الكبدي المزمن إلى تليف كبدي(

-          عدوى متزامنة مع إتش آي في HIV (الفيروس الذي يسبب مرض الإيدز(

-          عدوى متزامنة مع فيروس الالتهاب الكبدي (ب(

ماذا بعد الإصابة بعدوى الالتهاب الكبدي «ج» ؟

معظم المصابين بالفيروس لا تظهر عليهم أعراض في بادئ الأمر ولكن البعض ربما يعاني من أعراض الالتهاب الكبدي الحاد (مثل اليرقان واصفرار العين والجلد). و في 15% من الحالات يتمكن الجسم من التغلب على الفيروس والقضاء عليه، أما النسبة الباقية فيتطور لديها المرض إلى الحالة المزمنة. فيما تتطور الإصابة لتتحول من التهاب مزمن إلى تليف في الكبد خلال 10 سنوات عند 25% من الحالات

وعندما يصاب المريض بتليف الكبد قد تظهر أعراض الفشل الكبدي عند البعض، أما البعض الآخر فيكون السبب الوحيد لاكتشافه هو ظهور تضخم في الكبد والطحال.

التهاب الكبد «س» يتصف بالديمومة

يحدث غالبا في مرحلة الشباب، ونتيجة لعدم تعرض هذا الفيروس لمقاومة تذكر من قبل جهاز المناعة، فعادة ما تصبح العدوى والمرض مزمنة عند الغالبية، أي غالبا فلا يمكن التخلص منها. وفي الحقيقة فإن 85% ممن تعرض لفيروس الكبد C سيكونون حاملين للمرض بصورة دائمة.

احتمال نقل فيروس «ج» لأفراد العائلة؟

فيروس الالتهاب الكبدي (ج) لا ينتقل عن طريق الطعام أو الشراب أو البراز و هو ما يقلل فرصة العدوى بين أفراد الأسرة. بينما ترتفع نسبة العدوى قليلا إذا تمت المشاركة في استعمال الأدوات الحادة مثل أمواس الحلاقة وفرشاة الأسنان.

احتمال العدوى من الأم الى وليدها؟

لا يمنع الحمل بالنسبة للنساء المصابات بفيروس الالتهاب الكبدي (ج). فنسبة الانتقال من الأم للجنين هي أقل من 6%. كما إن طريقة الولادة (قيصرية أو طبيعية) لا يبدو

أنها تؤثر على نسبة انتقال فيروس الالتهاب الكبدي «ج» للطفل. ولا يوجد ارتباط بين الإرضاع عن طريق الثدي والعدوى للرضيع. ولكن ينصح بوقف الرضاعة الطبيعية إذا تعرضت حلمات الثدي للتشقق.

بيد ان خطر الانتقال يرتفع عند ذوات المستويات العالية من الفيروس في الدم أو عند الاصابة بفيروس الإيدز. ومع ذلك فالأطفال المصابون بهذا الفيروس منذ الولادة لا يتعرضون لمشاكل صحية في سنوات العمر الأولى.

للوقاية من الالتهاب الكبدي «ج»؟

لسوء الحظ لا يوجد حتى الآن تطعيم أو علاج وقائي ضد الالتهاب الكبدي (ج) ولكن توجد بعض الإرشادات التي يمكن اتباعها للحد من الإصابة به:

-          استعمال الأدوات والآلات الطبية ذات الاستعمال الواحد فقط مثل الإبر.

-          تعقيم الآلات الطبية بالحرارة (أوتوكلاف - الحرارة الجافة(

-          التعامل مع الأجهزة والنفايات الطبية بحرص.

-          تجنب الاستعمال المشترك للأدوات (كأمواس الحلاقة وفرش الأسنان ومقصات الأظافر(

-          تجنب المخدرات.

-          المرضى المصابون بالالتهاب الكبدي «ج» يجب أن لا يتبرعوا بالدم لأن الالتهاب الكبدي «ج» ينتقل عن طريق الدم ومنتجاته.

-          تجنب تعدد العلاقات الجنسية أو الشذوذ الجنسي.

وللعلم، فالمصاب بالالتهاب الكبدي «ج» معرض أيضا للإصابة بالالتهاب الكبدي «أ» و«ب» ولذا يلزم استشارة طبيب للتطعيم ضد الالتهاب الكبدي «أ» أو «ب».

علاج الالتهاب الكبدي «ج»

لعلاج الالتهاب الكبدي المزمن «ج» تنصح الأبحاث الطبية باستخدم دواء إنترفيرون ألفا Alpha Interferon عن طريق الحقن 3 مرات أسبوعيا مع استخدام دواء ريبافيرين ribavirin عن طريق الفم لمدة 6 أو 12 شهرا.

تحذير

دواء ريبافيرين ribavirin ضار بالجنين ويسبب تشوهات، لذا يمنع على الحامل والمرضع تعاطيه. كما يمنع على الأب تعاطيه اثناء حمل الأم.

إصابة الأطفال أكثر خطرا وتعقيدا

أشار الخبراء إلى ان علاج الأطفال هو الأصعب والأكثر تعقيدا، فانتقال المرض من الأم للطفل يسبب إن يولد الطفل مصابا بحيث يشكل الفيروس جزءا لا يتجزأ من كبده. وعليه فيصعب علاجه. وغالبا ما لا تظهر عليه الأعراض مبكرا و لذا لا يتم الشك في إصابته إلى ان يصل لمرحلة التليف الكبدي. وللأسف فإن تطور التليف يكون أسرع في الأطفال مقارنة بذلك التطور في الكبار. فعادة ما يصاب الكبار بالتليف بعد 15 سنة من الإصابة و لكن الأطفال قد يدخلون في هذا التعقيد بعد 5 سنوات من الاصابة.

التليف الكبدي

هو حالة يحدث فيها تدمير للخلايا الكبدية ومن ثم استبدالها بخلايا ليفية، مما يؤدي إلى قلة عدد الخلايا السليمة المتبقية التي تؤدى الوظائف المهمة. ويتكون التليف بعد عدة سنوات من التهاب الكبد، حيث تبدأ الأنسجة المتليفة بإحاطة الخلايا السليمة وإعاقتها عن العمل. ويترتب عنها إغلاق القنوات المرارية وترسب وارتداد العصارة المرارية للكبد ومجرى الدم. كما قد تمنع الأنسجة المتليفة تدفق الدم من الأمعاء للكبد بما يرفع من ضغط الأوردة التي تمدها بالدم لا سيما «الوريد البابي». وتنتج حالة يطلق عليها ارتفاع الضغط البابي وهي التي تسبب تراكم الماء في الجسم و حدوث النزيف الدموي من أوردة القناة الهضمية.

الفرق بين مرض الكبد الناتج عن الفيروسات .. وعن الكحول والقات؟

أمراض الكبد بسبب الفيروس تختلف عن تلك بسبب السموم، فالفيروس يدمر الكبد بعد عشرات السنين في حين أن سم القات وسم الكحول يدمران الكبد خلال سنة أو سنوات قليلة، فيصاب المريض بالتليف وهو في سن الشباب (15-20سنة). وغالبا فان حالات الالتهاب الحاد الناتجة عن السموم يمكن ان يعود المريض بعدها إلى حالته الطبيعية بشرط ألا يخزن القات أو يشرب الكحول أبداً، فمن خلال ملاحظة الحالات التي كان القات سبباً في إصابتها اتضح عودتها طبيعية 100% بعد الإقلاع عن القات نهائيا لعدة أشهر.

التهاب فيروسي يتمكن من عائلة بكاملها

وحول حالات التهاب الكبدي الفيروسي «ب»، فقد أشار الأخصائيون بملاحظتهم إلى أن أعداد المصابين به كبير في الكويت، ويغلب تفشيه في عائلات معينة بشكل خاص. أي ان الأخصائيين ملمون بان بعض الأسر الكويتية معروف إصابة جميع أفرادها بجميع فئاتهم العمرية بهذا المرض. والسبب المنطقي لهذا هو إصابة احد الوالدين وانتقال الفيروس منهما للأطفال وبخاصة عبر الأم إلى الجنين.

مريض يمتنع عن العلاج ولا يريد فحص أهله

وقد شدد اختصاصيون في أمراض الباطنية والكبد، من ان المشكلة تكمن في قلة الوعي بخطورة المرض، فحتى عند اكتشاف المرض عند احدهم فهو لا يلتزم بأخذ العلاج إلى أن تصل مرحلته إلى درجة التليف وفشل الكبد. بل والأمر من ذلك هو انه عند اكتشاف الإصابة، فان المصاب يهمل أو يرفض أحيانا بان يتم فحص أسرته. وكل ذلك نتيجة لشعوره الخاطئ بأن عدم العلم بالشيء أفضل من العلم به؟. كما ان كثيرا منهم يعلل تصرفه بأنه يخاف من الفضيحة. ولكن أي فضيحة هي في علاج مصاب من مرض خطير يهدد حياته و حياة أسرته، وفي اتخاذ اللازم لحماية الآخرين من العدوى.

نقل الدم قبل الـ 92 كان يستوجب القلق

توضح منظمة دويتشه ليبرهيلفه ومقرها في كولونيا التي تقدم مساعدة ذاتية لمرضى الكبد، ان من طرق العدوى الشائعة هي المشاركة في أدوات رسم الوشم أو ثقب الاذن. أو عبر الجروح المفتوحة، بينما لا توجد حالات عدوى معروفة عبر الاحتكاك الجلدي أو اللعاب. ويقول كورنبرغ المتحدث الرسمي في «دويتشه ليبرهيلفه» ان كثيرا من حاملي الفيروس قد أصيبوا به قديما عبر التبرع بالدم، و لكن بفضل تحاليل الدم الحديثة فان فرص نقل الدم الملوث حاليا ضئيلة. و عليه فينصح أى شخص تعرض لنقل دم قبل 1992 بأن يقوم بتحليل دمه لفحص إصابته بالعدوى.

التشخيص

يعتمد التشخيص بشكل أساسي على الفحص الإكلينيكي و متابعه الأعراض. أما التحاليل المخبرية فهي تختلف باختلاف الفيروس المتوقع الإصابة به. و تشمل التحاليل الروتينة لكل نوع من الفيروسات المسببة لالتهابات الكبد الوبائية:

-          تحاليل لفحص انزيمات الكبد وظائفه.

-          تحاليل الدم الكاشفة عن الأمراض المناعية الذاتية.

-          سونار البطن، والأشعة السينية.

-          تحليل عينة من الكبد لتحديد نسبة تليف الكبد و نوع الفيروس المسبب.

-          سحب سوائل البطن المتجمعة فيه نتيجة لنقص البروتينات كالالبيومين، وتحليلها.

-          فحص بروتينات بلازما الدم)كالالبيومين، وعوامل التجلط في الدم وغيرها(

-          تحاليل سرعة ترسيب الدم ESR..

اهم أسباب التليف الكبدي

-          الإفراط في شرب الخمر.

-          الالتهاب الكبدي الفيروسي المزمن (بي أو سي(

-          الإفراط في تناول انواع معينة من الأدوية ومن دون إشراف الطبيب.

هنالك أدوية كالآسيتوفينون acetaminophen (بانادول وبارامول ) والأيبوبروفين والكيتوبروفين ونابروكسين تتسبب في تعجيل تدمير الكبد لو كان متليفا.

أعراض التليف الكبدي

-          الإعياء الشديد.

-          فقدان الشهية.

-          الغثيان والقيء وفقد الوزن.

-          تضخم الكبد و حصوات المرارة.

-          اصفرار ببياض العين.

-          تورم النزيف. وانتفاخ البطن.

-          سرعة النزيف.