ظاهرة تسرب الطلاب من حلقات التحفيظ عند سن المراهقة

حينما نتناول أسباب أي ظاهرة من الظواهر سنرى أن هذه الأسباب تختلف من مجتمع إلي آخر, تختلف من مؤسسة تربوية إلي أخرى ومن بيئة إلي أخرى,لكن بصفة عامة هناك أسباب مشتركة لكل ظاهرة وهي تتصل بالأسباب العامة التي يمكن أن تعيننا علي تفسير مثل هذه الظاهرة, يمكن أن نحدد أسباب ظاهرة تسرب المراهقين من الحلقات في المجموعات الآتية :-



 

1-      هناك مجموعة من الأسباب تعود إلي طبيعة المرحلة التي يعيشها الشاب فالمراهق له احتياجات خاصة له مشكلات خاصة شخصيته تختلف عن شخصية الطفل في الجانب العقلي في الجانب الاجتماعي في الجانب الانفعالي إلي آخره وبناءاً عليه البرامج التي تتقدم له يجب أن تتلاءم مع هذه المرحلة خصائصها ومشكلاتها وحاجاتها.كان في السابق يتلقى برامج تلائمه في مرحلة الطفولة والآن انتقل إلي مرحلةًً جديدة فهو بحاجة إلي برامج جديدة تتلاءم مع هذه المرحلة, ووعي كثير من المربين بخصائص المراهقين لازال محدوداً ولا زال يدور في إطار العناد والمشكلات المتعلقة بالشهوة الجنسية عند المراهقين أما الوعي بطبيعة هذه المرحلة بصورة عامة فيكاد يكون ضعيفا جداً عند المربين وحينئذ سنتوقع أن تكون بعض أساليبهم التربوية غير ملائمة لهم.
 
2-      المجموعة الثانية يمكن أن تعود إلي الأهداف التربوية فالأهداف التي ترسم للمؤسسة التربوية بما فيها الحلقة قد تكون اسُتنفذت بمعني أن هذه الأهداف تسعي لتحقيق مستوي معين من التغيير في شخصية الفرد أو إلي أن يحفظ قدر من الأجزاء هذه الأهداف قد يكون استوفاها الشخص أو في تقويمه هو يشعر انه لم يعد بحاجة إلي المزيد منها وبناءاً عليه كلما اتسعت هذه الأهداف ونقصد بذلك الأهداف التي لها ممارسة عملية وليس مجرد الصورة ذهنية التي يرسمها المربي كلما اتسعت دائرة هذه الأهداف سنتوقع أن تكون فرص استمرار الشاب في هذه الحلقة أطول نظراً لأنه يشعر أنها تفيده وأنه يحتاج إليها بشكل اكبر.
 
3-      المجموعة الثالثة نعود إلي العمليات التربوية الأساليب التي تمارس داخل هذه الحلقة بدءاً بالأنشطة وطبيعتها باللغة التي يتحدث بها المربي بأسلوب تعامل المربي مع الطالب, هذه العمليات لها أثر في استمرار في نظر الشاب وعدم استمرارة, فكلما شعر بأنها ترتبط بشخصيته بشكل كبير يشعر إنها تلائمة تكن فرص اسمرارها أكثر والعكس.
 
4-      المجموعة الرابعة التي تتصل بالتطور والتجديد؛ فالحياة من حولنا متجددة ومتطورة ومتغيرة وبناءاً عليه فالمؤسسات التربوية بحاجة إلي أن تتطور حينما يقف التجديد والتطوير في المؤسسات التربوية فإن المسافة بين هذه المؤسسات وبين الأفراد المنتمين إليها ستضيق حتى يتجاوزها الافرد, الأفراد يتطورون وينمون وحينما لا يشعرون أن المؤسسات التربوية التي ينتمون إليها لا تتقدم ولا تتطور سوف يشعرون إنهم تجاوزوها وأنها لم تعد تقدم لهم جديداً.
 
مجموعة أخرى تعود إلي شخصية المربي سواء من حيث أسلوب أدارته للعمل التربوي بحيث تعامله مع المربين من حيث نموه وتتطورها, بصفة عامة حرصية المربي لها أثر في استمرار الشباب في البرامج معهم وكل ما كانت هذه الشخصية متميزة تمتلك خبرات جيدة وتنمو فتكون فرص استمرار الشباب فيها اكبر من غيرها.
 
الشيخ / محمد بن عبدالله الدويش
 
 

المصدر:حلقات تحفيظ القرآن الكريم