ظاهرة الإسراف وظروف الأسرة المتغيرة

وصل الإسراف والتبذير في الأسر إلى حد فقدت الأشياء قيمتها وأهميتها، وتداخلت الأشياء الكمالية مع الحاجات الضرورية، فصار الجميع يشكون من القروض والديون وقلة المادة، وهذا مبعثه سوء التخطيط والتوزيع والاستخفاف بالمستقبل وما يحمله لنا من مفاجآت!



ولنتعلم من المجتمعات التي استطاعت أن تشق طريقها عبر التخطيط الحكيم والدراسة العلمية والاحتياط للمستقبل، فهذبت صغارها منذ نشأتهم على كيفية استغلال المصرف اليومي، وفهم عملية الشراء، وقيمة المادة، وتقدير الأولويات حتى ينشأ عضواً فاعلاً يندرج في مجتمعه، متفهماً معنى الحاجة والإشباع، مدركاً معنى الاستهلاك، ومقدراً قيمة الأشياء، التي تعطى له. فمن المحزن أن يستبدل البعض سيارته تبعاً للمزاج الشخصي، ومحزن أن ترصد بعض النساء ميزانية ضخمة لثيابهن تبعاً للموضة ولذوقهن المتقلب، صار لكل شيء موضة.

وصل الإسراف في الكماليات إلى حد جعل البعض يقترض الأموال ويلقي على كتفيه أعباء ثقيلة، رغم أن راتبه مناسب لمعيشة كافية، ناهيك عن تعود بعض الأطفال على الشراء المفرط إلى حد يفوق عمره، إذ يذهب إلى مدرسته بمصروف لا يناسب عمره، كل هذا والناس يشتكون من أن الراتب لا يكفي.

العملية كلها تحتاج إلى موازنة وذوق وحكمة في التصرف، البعض يسرف ويبذر ويرغب في الظهور بمستوى على من مقدرته الاقتصادية، فالناس درجات وطبقات. فصور الإسراف في مجتمعنا كبيرة إلى حد وجب من الأسرة أن تملك الوعي اللازم من أجل علاج هذه الظاهرة والحد منها.

 

موقع الأسرة السعيدة