طفلي والقلق....

يعيش كل الأطفال فترات من القلق في حياتهم، ويعتبر القلق شعور طبيعي ومتوقع في فترات معينة ضمن مراحل نموهم، حيث ُيظهرون بين عمر ثمانية اشهر وحتى عمر الدخول إلى المدرسة العديد من أشكال القلق فعلى سبيل المثال يظهر بعضهم قلقاً من الانفصال عن الوالدين، أو عن الأشخاص المهمين في حياتهم، ويظهر بعضهم الأخر قلقاً ومخاوف معينة لفترة قصيرة من عمرهم كالخوف من الظلام أو العواصف أو الحيوانات أو الغرباء، وكل ذلك القلق وتلك المخاوف تعتبر أحاسيس طبيعية وستزول عندما يكبر الطفل قليلاً ويصل إلى عمر المدرسة.



ويجب أن تعلمي عزيزتي إن هناك أنواع مختلفة من القلق لدى الأطفال، وسأبدأ بالنوع الأول وهو قلق الانفصال، ويعتبر احد أكثر أنواع القلق شيوعاً بين الأطفال، حيث انه يصيب واحد من كل خمسة وعشرين طفل، ويظهر على الأطفال الذين يعانون منه العوارض التالية:

- سيطر عليهم أذهانهم أفكار قلقة ومخاوف تدور حول إمكانية حصول أذى لهم أو لأهلهم

- يعانون عادة من ألام في البطن ومن فقدان الشهية وغثيان وألام في الرأس.

- يرفضون الذهاب إلى المدرسة.

- شديدي التعلق بالأشخاص المهمين في حياتهم.

- يعانون من رعب ونوبات غضب عندما يبتعد عنهم الوالدين أو يعاملونهم بطريقة متقلبة.

- يحبون اللعب مع أصدقائهم لكن في ضمن المنزل.

- لديهم قلق شديد جداً من النوم خارج المنزل.

- يعانون من مشاكل في النوم ومن الأحلام المرعبة (الكوابيس)، ويرفضون النوم بمفردهم.

وقد ُيصَاحب هذا النوع من القلق كآبة وحزن شديد أو انطواء على الذات أو خوف من أن يموت احد أفراد العائلة.

كما إن هناك عزيزتي نوع ثاني من القلق ويدعى (الخوف المرضي) والاسم الشائع له هو الفوبيا، وفي هذا النوع يخاف الطفل خوف شديد وغير واقعي من أشياء محددة فقط، كأن يخاف مثلاً من الكلاب أو من الحشرات أو الإبر أو الماء أو يخاف من حالات محددة كالخوف من الأماكن المغلقة أو المرتفعة، وتؤدي هذه المخاوف إلى كآبة ملحوظة على الطفل، وتؤثر على حياته اليومية. أما بالنسبة للنوع ثالث من القلق فهو القلق الاجتماعي ويتمثل في خوف الطفل من مقابلة أشخاص لا يعرفونهم ورفض الكلام معهم، وتجنب المواقف الاجتماعية، ووجود عدد قليل من الأصدقاء للطفل خارج نطاق الأسرة.

 

ومن الأعراض الأخرى التي تميز الأطفال القلقين جداً ما يلي:

- يقلقون بسبب بعض الأشياء قبل حدوثها.

- لديهم قلق دائم حول العائلة أو المدرسة أو الأصدقاء.

- تسيطر على تفكيرهم رغماً عنهم أفكار (هواجس) معينة.

- يعانون من حساسية مفرطة وتوتر دائم.

- يحتاجون أن يقوم أهلهم بطمأنتهم بشكل مستمر.

- لديهم خوف من الإحراج أو ارتكاب الأخطاء.

- لديهم تقدير ذات منخفض، ويعانون من انعدام الثقة بالنفس.

انتبهي عزيزتي الأم فيما لو لاحظت أن طفلك الذي وصل إلى المرحلة العمرية الواقعة بين عمر الست والثمانية سنوات، يعاني من قلق ومخاوف شديدة بدأت تؤثر بصورة سلبية على الأنشطة اليومية التي يقوم بها كالذهاب إلى المدرسة، وتكوين الصداقات، والابتعاد عنك أو عن أبيه، راجعي الأخصائيين فوراً، وتأكدي بأن القلق الشديد لدى الأطفال مشكلة يمكن حلها، والتدخل المبكر يمكن أن َيحُد من المضاعفات التي قد تنتج عنها مثل فقدان الأصدقاء، أو الفشل الاجتماعي والأكاديمي، أو انخفاض تقدير الذات، وسيتطلب برنامج التدخل العمل في عدة اتجاهات وهي جلسات علاج نفسي للطفل لوحده، وجلسات علاجية للطفل مع العائلة، وتدخل دوائي، وعلاج سلوكي، واستشارة المدرسة.

المصدر: نساء سوريا