طريقك إلى السعادة

السعادة كثيراً ما تمر هذه الكلمة على مسامعنا..وما أكثر ما يوصف أناس بأنهم سعداء وآخرون بأنهم غير ذلك….ما هي العوامل والمعايير المحددة للسعادة وكيف يستطيع الإنسان أن يسعى إلى السعادة وأن يسلك الطريق الصحيح في سبيل الوصول إلى السعادة الحقيقية؟!
هذا ما لخصه لنا الكاتب الأميركي ل.رون هابرد ( Lafayette Ron Hubbard )في كتاب أسماه الطريق إلى السعادة (The way to happiness ) , فالسعادة كما يراها ل.رون هابرد تكمن في إتباع بعض قواعد السلوك الإنساني , وقد أجمل تلك القواعد بعشرين قاعدة , قادرة برأيه على ولوج أبواب السعادة من بابها الواسع .


القواعد العشرون للسعادة:
1-اعتن بنفسك : ويشمل ذلك الاعتناء بالنفس عند المرض, والحفاظ على نظافة الجسم والأسنان والتغذية الصحيحة, ويشمل ذلك تناول الأغذية بانتظام وأخذ قسط من الراحة عند الحاجة, لأن الإنسان المنهك يكون غير يقظ ويميل للنفور وترك العمل في الوقت الذي يجب فيه انجازه.

2- كن معتدلا: ويرى الكاتب أن الابتعاد عن المخدرات والأدوية المسببة لضرر ما,والتي تساعد على رؤية عالم خيالي غير حقيقي, كما تسبب الضرر للمحيطين وكذلك الأمر في التدخين و تناول الكحول لأنه يفسد قابلية الأفراد على التعامل مع من حولهم بواقعية.

3- حافظ على عفتك : يرى هابرد أن الزواج هو الوسيلة الوحيدة لبقاء الأسرة, وأن الجنس بحد ذاته مصدرا من مصادر السعادة والمتعة, لكن سوء استخدامه يوقع أقسى العقوبات على النفس الإنسانية ,ولابد هنا من وجود الوفاء لشريك أو شريكة حياتك , وكثيرة هي تلك الحالات التي تخلق عنف العواطف بسبب الخيانة أو قلة الإخلاص .

4- أحب الأطفال وساعدهم: ويبدأ هذا بالتفكير عن مستقبل الطفل تبعاً لقدراته الكامنة, وما يريد هو أن يكون عليه, وما هي رغبة الأبوين في مستقبل ابنهم وموارد بناء هذا الطفل . وهنا لابد من تنمية الاعتماد على النفس عند الطفل وتنشئته على خلق حميد.

5- احترم والديك وساعدهم: يجب التفكير بجعل العلاقة مع الأبوين علاقة مع من قاموا بتربيتك والاعتناء بك وعليك بخرق جدار فارق الأجيال, لأننا جميعاً لابد أن نكون يوماً ما في مكانهم ويومها سنتذكر ما تم فعله .

6- كن مثالا حسناً: إن الإنسان الذي يحاول أن يُسير أسلوب حياته حسب السلوك الذي يراعي القيم والمبادئ الأخلاقية يكون مثالا حسنا وقدوة طيبة للغير, ومن يثني الفرد عن هذا الأمر فهو يريد الإساءة إليه.

7- اسع دائماً للعيش مع الحقيقة : إن المعلومات الخاطئة التي يتلقاها الإنسان في حياته من شانها أن تدفعه إلى ارتكاب الأخطاء الغبية, ويجب وفق هذا السياق الامتناع عن الأكاذيب وعدم الشهادة بالزور

8- لا ترتكب جريمة القتل : وإن كان هذا التصور بعيداً عن الحياة العادية, فهو من الأمور التي يمكن حدوثها فلابد من معرفة أن المشاكل لاتحل بهذه الطريقة.

9- لا ترتكب أي عمل غير قانوني: وهو ما تحرمه الشرائع والقوانين والنظم الرسمية ,وهنا يطرح الكاتب مقولة: ( إن الجهل بالقوانين لا يعني خرقها ) ويمكن تنمية هذا الشعور بالاستشارة.

10- لا تضر شخصا حسن النية: لأن بقاءنا المتوازن يتوقف أحياناً على وجود مثل هؤلاء الأشخاص وقد تبنى سعادتنا على وجودهم.

11- حافظ على بيئتك واعمل على تحسينها : ويشمل هذا الاعتناء بالمظهر الخارجي , لأن البعض قد يحكم من خلال هذا المظهر الذي هو في النهاية جزء من مظهر الآخرين, كما يجب الاعتناء بالمكان الذي نعيش فيه وفي النهاية الحفاظ على البيئة العامة لأن الشعور بالأمان لابد أن يكون في الحفاظ على هذا الكوكب الجميل.

12- لا تسرق : فالسرقة لن تحل المشاكل التي يقع فيها الإنسان وهي إما ناتجة عن الحاجة إلى الشيء, أو أنها ضرب من الجنون وتؤدي السرقة بفاعلها إلى أسوأ الحظوظ بين الهرب وعدم الاستفادة من مسروقاته وقضاء أوقات عصيبة وراء القضبان.

13- كن جديراً بالثقة : ويتطلب ذلك الأمر الوفاء بالوعود وإقرار الأفعال بعد الأقوال.

14- أوف بالتزاماتك : وأهم أمر في هذا المجال هو عدم زيادة مسؤوليات الفرد والتزاماته التي لا يمكنه أن يفي بها, ويجب تنضيد ذلك حسب الأهمية فالتزاماته أمام أسرته وأهله وأصدقائه لا تكون على نفس السوية والمرتبة.

15- كن مجداً في عملك : إن طريق السعادة يرصفه بالنجاح عمل الإنسان بجد ومثابرة والحصول على إنتاج حقيقي يشعره باهمية ما قدمه.

16- كن كفؤاً: والكفاءة تتولد في الرؤية الخاصة وليس رؤية الآخرين وتعلم الأشياء الصحيحة والمنطقية ومن ثم ممارسة ما تعلمناه, فهناك متعه حقيقية في اكتساب المهارة والبراعة والحركة السريعة , والعيش مع أناس بطيئي الحركة أمر لا ينطوي على السلامة في هذا العالم المتميز بالسرعة الفائقة.

17- احترم المعتقدات الدينية للآخرين : إن التسامح الديني هو حجر الزاوية المتين الذي تبنى عليه العلاقات الإنسانية , ويضع الإنسان نفسه موضع الخطر عندما يهاجم القناعات الدينية للآخرين ويؤذيهم.
إن الإنسان ومنذ فجر التاريخ وجد عزاءه وفرحه في الدين الذي نشأ عليه. حتى أصحاب الفلسفة المادية والميكانيكية اليوم يمكن تشبيههم برجال دين الأزمنة القديمة في حماسهم لنشر عقيدتهم .

18- حاول أن لا تفعل أشياء للآخرين لا تحب أن يفعلوها لك : ليست كل الأفعال المؤذية التي ترتكب بحق الآخرين قابلة للإصلاح, فعند ارتكاب أذى ضد آخر قد لا يكون بوسعه أن ينسى هذا الأذى أو يتخلص منه .

19- حاول أن تعامل الناس كما تحب أن يعاملوك : سوف يتوصل الإنسان إلى معرفة معنى الفضائل إذا فكر في الطريقة التي يرغب أن يعامله بها الآخرون . وإذا ما عامل المرء الآخرين حوله بعدل وبإخلاص وبإنصاف وبصدق وباحترام وبتهذيب و….. وقد يستغرق هذا بعض الوقت ليقوم بذلك فإنه في النهاية سوف يبدأ الآخرين بمعاملته بالمثل.

20- ازدهر وانجح : إذا كانت الأهداف التي تتطلع إليها في هذه الحياة هي أهداف جديرة بالسعي والمثابرة, وإذا وجهت اهتمامك للقيم الأخلاقية والإنسانية فلاشك انك ستمضي موغلاً في النجاح دون إيذاء أي فرد من البشر .

في النهاية نرجو أن نكون قدمنا نموذجاً من النماذج التي تسعى إلى تحصيل السعادة وفق قواعد وقوانين البرمجة اللغوية العصبية.

الجنة والجحيم
جلس الرجل العجوز على جانب الطريق وعيناه مغلقتان ويداه مطويتان على صدره….جلس في حالة تأمل عميق.
وفجأة قطع حالة التأمل صوت أجش لمحارب الساموراي منادياً:
“أيها الرجل العجوز! علمني عن الجنة والجحيم”.
في أول الأمر, لم هناك استجابة من الناسك وكأنه لم يسمع, ولكنه فتح عينيه بالتدريج وبدت على شفتيه ابتسامة خفيفة , وفي نفس الوقت كان الساموراي ينتظر بقلق وعدم صبر ويزداد ثورة وهياجاً مع كل ثانية تمر.
وأخيراً أجاب الناسك: أنت تود أن تعرف أسرار الجنة! أنت يا من يديه وأقدامه غير نظيفة, وشعره غير ممشط وأنفاسه كريهة, وسيفه صدئ ومهمل , أنت أيها القبيح الشكل, يا من ألبسته أمه ملابس مضحكة, أنت من تسألني عن الجنة؟
وهنا تلفظ الساموراي بكلمات ولعنات سيئة واستل سيفه, ورفعه عالياً فوق رأسه, وأصبح لون وجهه قرمزياً وانتفخت أوداجه على عنقه وهو يستعد ليفصل بسيفه رأس الناسك عن جسده.
وهنا قال الناسك بهدوء ولطف:” هذا هو الجحيم”. بينما كان السيف على وشك النزول على عنقه.
وفي جزء من الثانية غلبت الدهشة الساموراي, وبدا عليه الحزن والرحمة والحب لهذا الكائن الرقيق الذي جرأ على المخاطرة بحياته لكي يمنحه تلك الخبرة, فأوقف سيفه في منتصف الهجوم وامتلأت عيناه بدموع العرفان بالجميل.
وقال الناسك في هذه اللحظة:” تلك هي الجنة”.

القواعد الذهبية للحياة
إذا فتحت شيئاً فأغلقه.
إذا أدرت جهازاً فأوقفه.
إذا كسرت شيئاً فاعترف به.
إذا لم تستطع إصلاح شيء, فاستدع من يستطيع.
إذا استعرت شيئاً فأعده.
إذا كنت تقدر الشيء فاحرص عليه.
إذا سببت أي فوضى فعليك إعادة الترتيب.
إذا حركت شيئاً, فلا بد أن تعيده مكانه.
إذا كان الشيء يخص شخصاً آخراً وتريد استخدامه, فعليك الاستئذان.
إذا لم تعرف كيفية عمل شيء ما فاتركه.
إذا لم يكن الأمر يخصك فلا تسأل .
إذا لم يكن الشيء مكسوراً فلا تصلحه.
إذا كانت الكلمة ستسعد شخصاً ما فقلها.
إذا كانت الكلمة سوف تسيء إلى سمعة إنسان فاحتفظ بها لنفسك