ضياع الأولويات!

 

    هناك سـر عظيم في هذه الآية الكريمة قد لا ننتبه لها وهى فحوى العنوان الذي وضعته لهذه المقالة (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا قُوا أَنفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ نَاراً)،  فالنار – أجارنا الله منها – عندما أمر الله عز وجل المؤمنين أن يقوا أنفسهم في البداية منها، ثم بعد ذلك مباشرة عليه أن يقي هذه النـار أهلـه، ما الرجل وأهله إلا تلك الأسـرة التي أمرنا الله عز وجل أن نصلحها وإصلاحها ليس بالأمر الإختياري الذي يقوم على الحكم الفقهي (فرض كفاية) بمعنى إذا قام بها البعض سقط إثمها عن الآخرين، فتربية الأبناء ليست كذلك وإنما إما أن تربي وتجتهد وتكدح من أجل انقاذهم من النـار وإلا فالنتيجة محسومة، إذن موضوع الإهتمام بالأسرة وجعلها من أهم أولوياتك في الحياة له علاقة بالتهديد لمن أهمل هذا الجانب بأنها النـار، هذه النـار التي من خلالهـا يفترض أن نعيد النظر في أولوياتنا اليومية فنجعل لأنفسنا الحظ الأوفـر ثم لأبنائنا بعد ذلك ولا أرى هناك فرقاً شاسعاً بين النفس وبين الأبناء، فإصلاح النفس من خلالها يكون إصلاح الأبنـاء، وهكذا يستمر هذا الإصلاح جيلاً بعد جيل والسبب في ذلك هو إصلاح النفس أولاً.



 

    عندما نسمع عن ضياع الأولويات كأن الكلام لا يعنينا وإذا سمعنا عن ضياع بعض الشباب ظننا بأن أبنائنا في معزل عنهم ولن يكونوا يوماً ما كهذه الصور الممسوخة التي نراهـا هنا وهناك، أو بلغة أخرى (ولدي غير) نعم ابنك سيكون غير هذه الصورة إذا فطنت له، وفطنت قبل ذلك إلى نفسك فروضتها وأدبتها على أن تتقيد بالقوانين والأنظمة ودساتير الأسرة المرتبطة بديننا الحنيف والتي دائماً ما ننادي بهـا من أجل استخراج القدوات الصالحة التي تؤثر في المجتمع بشكل عام والتي قلما نجدها خاصة في مثل هذه الأيـام، فهنا أبشرك بأن ابنك لن يكون مثل أولائك فقط بل سيكون متميزاً لامعاً في المجتمع يمثل رقماً صعباً في كل المعـادلات.