ضعف شخصية الزوج

من الشروط الأساسية في اختيار الزوج عند أغلب الفتيات أن يكون على مستوى عالٍ من الأخلاق والدين والكرم، وبعد فترة تظهر بعض الصفات الخطيرة، مثل أن يكون إنسانًا ضعيفَ الشخصية، وتكبُر المشكلة عندما يكبُر الأطفال، وتكبُر معهم همومُهم ومشاكلُهم، ويرَون أن والدهم ضعيفُ الشخصية...، فما الحل؟



أولاً: لا بد من حبّ الزوج واحترامه وحفظ غيبته، فهي من صفات الزوجة الصالحة؛ فهو جنَّة الزوجة ونارها، حيث قال رسول الله- صلى الله عليه وسلم- "مَا اسْتَفَادَ المُؤمِنُ بَعْدَ تَقْوَى اللَّهِ خَيْرًا لَهُ مِنْ زَوْجَةٍ صَالِحَةٍ إِنْ أَمَرَهَا أَطَاعَتْهُ وَإِنْ نَظَرَ إِلَيْهَا سَرَتْهُ، وإِنْ أَقْسَمَ عَلَيْهَا أَبَرَّتْهُ، وَإِنْ غَابَ عَنْهَا نَصَحَتْهُ فِي نَفْسِهَا وَمَالِهِ"(أخرجه ابن ماجة والطبراني).

  والمرأة بفطرتها تحب الرجل ذا الشخصيَّة القوية، المتحمل لمسئولية التربية والتوجيه، الذي يأمر وينهى، ونتذكَّر قصة المرأة الفرنسية "مورين لاكي" التي طلبت الطلاق من زوجها بعد مُضيّ خمس عشرة سنة من زواجهما، وقالت في طلبها إنها لم تعُد تستطيع احتمال أن يعتمد زوجها عليها في كل شيء، وعندما مثلت أمام القاضي المختص قالت إن زوجها لم يطلب منها يومًا أيَّ صنف من أصناف الطعام، بل كان يترك لها أن تختار ما تريد، وكان يترك لها أن تختار ثيابَه وتشتري له قمصانه وربطات عنقه أيضًا، قالت المرأة للقاضي إنها سَئِمت هذا النمط من الحياة، وأنها ظلت طوال سنوات الزواج تتمنَّى لو سمعت من زوجها: هكذا أريد...، أو يجب أن تفعلي كذا....، أو لا تفعلي كذا....إلخ.

  وقد سألها القاضي: أليس في هذا الموقف من زوجك ما يُعزّز دعوة المرأة إلى الحرية والمساواة؟ فصرخت قائلة: كلا.. كلا، أنا لا أريد منافسًا، بل أريد زوجًا يحكمني ويقودني.

وأصر الزوج على موقفه، وقال إنه لا يستطيع تغيير طباعه بعد هذا العمر، كما أنه لا يرغب في تغيير هذه الطباع؛ ولذلك حكم القاضي بالطلاق، ولكن حسب شروط الزوج؛ لأن الزوجة هي التي طلبت الطلاق.

ثانيًا: افترضي أن زوجك صاحب شخصية قوية، لكنه يجمع مع شخصيته القوية تلك نزعةً تسلطية مستبدة، لا يسمع لرأيك، ولا يستشيرك في أمر، إلى حد تُمْحَى فيه شخصيتُك، ويُلغى فيه وجودُك، القسوة أقرب إليه، والعنف أهون عليه، والضرب لا يُفارق يديه...!

لو كان زوجك بهذه الصفات، أما كنت تشتكينها فيه وتتمنَّيْن لو كان لطيفًا، حسن العشرة، غير قاس ولا مستبد!!، ستقولين لي: لا أريد هذا ولا ذاك..!! أريد زوجًا حازمًا في لين، قويًا في رفق، متحكمًا في عدل، آمرًا في عطف، ناهيًا في لطف...!!

ومن التي لا تتمنَّى مثل هذا الزوج؟ ولكن أين هو في هذا الزمان؟ إنَّ من يحمل هذه الصفات المتوازنة قليلٌ جدًا، وهو زوج مثاليٌّ بلا شك!

ثالثًا: أما الخشية من أن الأولاد سيستغلون ضعف شخصية أبيهم حين يكبرون، فلا تخشَ المسلمةُ من هذا إن شاء الله؛ لأنهم سيحبُّون أباهم، ويتعلقون به، وخاصةً إذا رُبُّوا على الإسلام، ونشأوا على نهجه، بل إن صلاح أبيهم خير زاد لهم، فقصة "موسى" مع "الخضر" عليهما السلام- في سورة الكهف- بشأن اليتيمَين اللذين أقام لهما "الخضر" الجدار الذي يريد أن ينقضّ لأن تحته كنزًا لهما... تبيَّن أن صلاح أبيهما كان وراء حفظ الكنز لهما، قال تعالى على لسان "الخضر" عليه السلام: ﴿وَكَانَ أَبُوهُمَا صَالِحًا﴾ (الكهف من الآية82).

 

بعض الطرق لتنمية وتقوية الزوج ضعيف الشخصية:

  لنفترض أن شخصيتكِ وشخصيته تحتلان دائرة واحدة، فهذا يعني أن كل امتداد لشخصيتك سيكون على حساب شخصيته التي سيقل نصيبها في الدائرة، ومن ثم ستتراجع أمام امتداد شخصيتك، وعليه فإن عليكِ أن تُقلّلي من المساحة التي تحتلها شخصيتك في الدائرة لتحتلها شخصية زوجك.

لتحقيق هذا التراجع لشخصيتك والتقدم لشخصية زوجك راعِي ما يلي:

ا- حين يطلب أولادك موافقتك على عمل ما حوّليهم إلى أبيهم، وقولي لهم: إذا وافق أبوكم فأنا موافقة...

2- ادفعي زوجك إلى الاختيار في كثير من الأمور التي كنت تختارينها أنت، وأدخلي في قناعة زوجك أنك لن تقومي أنت بالاختيار؛ حتى يضطَّر إلى اتخاذ القرار.

3- إذا وقعت مشكلة تتصل بأولادكما ادفعيها إليه، واتركيه مع الأولاد، وانسحبي أنت من ساحتها؛ حتى لا يسألك رأيك، ومن ثمَّ يضطَّر لمواجهة المشكلة وحلها.

4- أكثري من تركه وحده مع الأولاد، سواءٌ في داخل البيت أو اصطحابه لهم في نزهة وغيرها، دون وجودك معهم.

5- استفيدي من بعض جلسات الصفاء بينك وبين زوجك، وصارحيه برغبتك في التخفيف عنك من المسئوليات التي تحملينها.