صحة الأم

تؤثر صحة الأم بشكل كبير في صحة ورفاه أطفالها، وبالرغم من هذه الحقيقة فمن المحزن أن تموت ما يقارب من 1600 امرأة يومياً أثناء الحمل والولادة بشكل لا داعي له. وترتفع معدلات وفيات الأمهات في الدول النامية في حين تقل عن 1% في الدول الأكثر تقدماً من العالم. حيث تموت العديد من النساء لأسباب متعلقة بالحمل لأنهن فقيرات ويعانين من نقص التغذية وقلة المعلومات والخدمات خلال الحمل وبعده. وفي العادة، تعني وفاة الأم خلال الولادة وفاة مولودها.



يموت أكثر من 10 ملايين طفل تحت الخامسة وأكثر من نصفهم خلال الأسابيع الأولى من الحياة سنوياً جراء سوء التغذية وأمراض يمكن تجنبها. وترتفع الحصيلة بشكل قاسي في بعض الدول النامية، حيث يموت واحد من كل خمسة أطفال قبل أن يبلغ عامه الخامس، ولا يستطيع العديد منهم أن يعيشون النمو والتطور لكامل قدراتهم. وتنجم معظم الوفيات عن عدة أسباب رئيسية، منها: الالتهابات التنفسية الحادة، الحصبة، الملاريا، سوء التغذية. ويُلقى باللوم في ذلك على الفقر والفشل في التأمين الشامل للخدمات الاجتماعية الأساسية.

 ويمكن تفادي ومعالجة معظم أمراض الطفولة القاتلة في العالم النامي التي لا تؤدي إلى الوفاة في الدول الصناعية. على سبيل المثال، من المستبعد أن يموت طفل في أوروبا جراء الأمراض التنفسية والإسهال، لكنها أمراض قاتلة للأطفال في جنوب الصحراء الإفريقية
.يعني تحسين صحة الأم التأكد من حصول النساء الحوامل على الرعاية الطبية الجيدة ليتمكنّ من البقاء سليمات خلال الحمل وليولد أطفالهن بصحة جيدة، وليبقين بصحة جيدة بعد الولادة. ويعني خفض وفيات الأطفال التأكد من أن عدداً قليلاً من المواليد يموتون وهم صغار، وهذا يعني أن الأطفال بحاجة للقاحات لحمايتهم من أمراض الطفولة المختلفة، وبحاجة لأخذ المضادات الحيوية عند المرض. وهم بحاجة لطعام مغذٍّ ومياه نظيفة وظروف معيشة صحية. كما يجب تزويد أمهاتهم بالتغذية المناسبة والرعاية الصحية خلال الحمل والإرضاع.
يكمن جزء من الحل في التدخل على مستوى الأسرة، مثل الرضاعة الطبيعية وغسل الأيدي لتجنب الإسهال وأمراض أخرى تنتشر بسبب المياه غير النظيفة وانعدام مرافق الصرف الصحي، واستخدام معالجة الجفاف عن طريق الفم وشبكات معالجة بالمبيد الحشري لتجنب الملاريا، ومعالجة حالات الملاريا الأقل حدة في المنزل. وهناك تدخلات أخرى يتم توفيرها من قبل المرافق الصحية مثل إعطاء اللقاحات.
قبل مئة عام كانت الأمراض المعدية هي المسبب الرئيسي للوفاة في العالم. كان الجدري يظهر بدون إنذار ليقتل ما يقارب 5 مليون شخص كل عام ويترك أعداداً لا حصر لها إما مشوهة أو عمياء. أما شلل الأطفال، فكان ضحاياه أطفالاً دون الخامسة، وحتى أواخر الثمانينات من القرن الماضي، كان الفيروس يهاجم بشراسة الجهاز العصبي لنصف مليون شخص سنوياً، نجا أغلبيتهم لكنهم ظلوا مقعدين مدى الحياة.
حقق التحصين نجاحاً حقيقياً في العشرين سنة الماضية، واليوم تحمي اللقاحات ثلاثة أرباع أطفال العالم من أمراض الطفولة الخطيرة. ومع ذلك، يموت كل عام أكثر من مليونَي طفل من أمراض كان بالإمكان تجنبها باستخدام لقاحات غير مكلفة.
يبقى أكثر من 30 مليون طفل غير محصنين إما لأن اللقاحات غير متوافرة، أو لعدم توافر الخدمات الصحية الملائمة أو إتاحتها، أو لأن الأسر لا تعلم متى ولماذا يجب أن تحصّن أطفالها.
التحصين ضروري لإنقاذ حياة الأطفال، كما أنه وسيلة غير مكلفة لحماية المجتمعات ككل والتقليل من الفقر.
ستتوافر لقاحات جديدة قريباً، ويعني التقدم الحاصل في العلم والتكنولوجيا أن لقاحات ضد أنواع معينة من الأمراض التنفسية والتهاب الرئة ستتوافر في السنوات الخمس أو السبع القادمة. والبحث جارٍ حول لقاحات ضد فيروس نقص المناعة البشرية المكتسب/ الإيدز والملاريا، ويجري تطوير لقاحات محسّنة ضد السل. وفي هذا السياق، سيكون من الضروري تقوية أنظمة الصحة للتأكد من أن جميع الأطفال سيستفيدون من اللقاحات الجديدة حال الموافقة علي استخدامها.
شخص من بين كل خمسة أشخاص حول العالم يافع، وبحسب تعريف منظمة الصحة العالمية فإن اليافع هو الشخص الذي يتراوح عمره ما بين 10 – 19 سنة. ومن أصل 1,2 مليار يافع حول العالم، يعيش 85% منهم في الدول النامية والباقي في العالم الصناعي.
المراهقة هي فترة إمكانيات عظيمة تتميز بالتغيرات البدنية والنفسية الحاصلة عندما يتعرف الأطفال على أجسامهم المتغيرة بسرعة ويبدأون بالتعرف على مفاهيم حول الهوية. وفي معظم الأحيان يشعر اليافعون أنهم بالغون ويُتوقع منهم أن يتصرفوا كذلك، ويتم اعتبارهم صعبي المراس عندما يتصادم ميلهم الطبيعي للمشاركة كراشدين مع مكانتهم كأطفال. والنتيجة البديهية لذلك هي الاحتكاك والإحباط من كلا البالغين واليافعين، ويتجلى ذلك في مشاكل مثل سوء الاتصال والصراع العاطفي أو الجسدي والتردد في الانصياع للأوامر دون طرح أسئلة مما يخلق حواجز كبيرة بين اليافعين وأسرهم والمجتمع.
هل تعلم أنه وفقاً لمنظمة الصحة العالمية فإن:
غالبية الاتصال الجنسي بين اليافعين غير آمن.
عالمياً، 60 من كل 1000 فتاة يافعة تلد سنوياً، بما مجموعه 17 مليون مولود. ويواجه هؤلاء المواليد ضِعف خطر الوفاة خلال عامهم الأول مقارنة بالأطفال الذين يولدون لأمهات أكبر سناً.
يومياً، يصاب أكثر من 6500 شاب بفيروس نقص المناعة البشرية المكتسب، بما مجموعه 2,4 مليون إصابة (أي 50% من الحالات الجديدة).
يشيع سوء التغذية والتقزّم بين اليافعين واليافعات في الدول النامية، وفي الوقت نفسه، تُعد السمنة مشكلة متنامية في كل المجتمعات.
عالمياً، يتم تبني التعليم الموجه لإكساب المهارات الحياتية كوسيلة لتقوية الشباب في المواقف الصعبة. ويعتمد التعليم الموجه لإكساب المهارات الحياتية على عملية تفاعلية في التعليم والتدريس تمكّن المتعلمين من اكتساب المعرفة وتطوير المواقف والمهارات التي تدعمهم في تبنّي سلوكيات صحية.
وفقاً لمنظمة الصحة العالمية فإن استعمال التبغ والكحول والمخدرات عامل مساهم بشكل كبير في الحوادث والانتحار والعنف والحمل غير المرغوب فيه والأمراض المنقولة جنسياً (بما فيها فيروس نقص المناعة البشرية المكتسب /الإيدز) بين الشباب في الكثير من الدول.
التبغ:
التبغ هو المادة الأكثر انتشاراً واستعمالاً في العالم اليوم. حيث تبدأ عادة التدخين عادة خلال فترة المراهقة، فالغالبية العظمى من المدخنين يبدأون باستخدام التبغ قبل سن 19 عاما. ويبدأ العديد من الشباب بالتدخين في فترة المراهقة اعتقاداً منهم بأن التدخين سيحسن من قبولهم الاجتماعي ومن صورتهم على الرغم من تأثيراته الضارة والمعروفة. وقد تؤدي حاجة اليافعين للقبول من أقرانهم إلى التدخين، حيث أنهم يرغبون بالظهور كالكبار. كما يلعب تأثير الأسرة دوراً، فمن المرجح أن يدخن اليافعون ممن لهم أهل أو أقارب يستعملون التبغ. ويُذكر أن ما يقارب من 50% من اليافعين يستمرون بالتدخين حالما يجربوه ويصبحون مدمنين عليه.
المشروبات الكحولية:
تساعد المشروبات الكحولية في تخفيف القيود الاجتماعية والتقليل من الخجل، ولكنها قد تزيد من احتمالية تبنّي سلوكيات خطيرة. كما يزيد شرب الكحول بين اليافعين احتمالية ممارسة الجنس غير الآمن والذي قد يؤدي إلى الإصابة بعدوى فيروس نقص المناعة البشرية المكتسب وأمراض أخرى منقولة جنسياً، إضافة إلى الحمل غير المخطط له وغير المرغوب فيه. بالإضافة إلى ذلك، يرتبط تعاطي الكحول بالعنف المتزايد والانتحار بين اليافعين.
العقاقير الممنوعة:
يتزايد تعاطي العقاقير الممنوعة بين الشباب في دول عديدة. وتشمل العواقب السيئة لاستخدام العقاقير الإدمان والوفاة نتيجة تناول الجرعات الزائدة والحوادث والدمار النفسي والجسدي والوفاة.
منذ بداية ثمانينات القرن الماضي، تمثلت مخاطر تعاطي العقاقير بالانتشار الواسع لعدوى فيروس نقص المناعة البشرية المكتسب بين متعاطي العقاقير بالحقن والذين يتشاركون الإبر والحقن ملوثة. وعالمياً، تحدث 5 – 10% من الإصابات بفيروس نقص المناعة البشرية المكتسب بين المتعاطين بالحقن.
مواد أخرى:
يميل اليافعون لاستخدام مواد متوافرة وغير مكلفة، وعدا عن الكحول والتبغ، فهي تشتمل على مواد عديدة يتم إستنشاقها (مثل المحاليل الطيارة والصمغ والبترول والحلالات الهوائية) والمستحضرات الدوائية مثل أدوية السعال والمهدئات.
ند اندلاع أزمة ما، تلعب الاتصالات الفعالة دورا أساسيا في إيصال المعلومات وتمكين الأفراد من اتخاذ الاحتياطات اللازمة. والانتشار السريع لإنفلونزا الطيور بين الطيور الأليفة والبرية وحالات الإصابة المتزايدة بين البشر – رغم ندرتها – يبعث على القلق. فإذا ما تحوّل فيروس H5N1 المسؤول عن الإصابة بإنفلونزا الطيور إلى سلالة تمسّ البشر يصير من الممكن انتقال العدوى من شخص إلى آخر ممّا قد يؤدّي إلى وباء بشري. يجب على العالم أن يكون مستعدّا لوباء من هذا القبيل.
وباء إنفلونزا الطيور، إذا اندلع، سيمسّ كافة الفئات السكانية بغض النظر على الحدود والمستوى الاجتماعي أو الاقتصادي، وسيجعل كل جانب من حياة الأطفال عرضة للخطر. لذا تضع اليونيسف خبرتها الطويلة في مجال الاتصال والتوعية وحضورها على الميدان في خدمة الحكومات الوطنية والشركاء للحدّ من انتشار الفيروس والتأهب لاندلاع وباء ممكن.
الفرق بين الإنفلونزا العادية و إنفلونزا الطيور:
الإنفلونزا: فيروس يصيب الجهاز التنفسي عند الإنسان على نحو أشد من الإصابة بالزكام المعروف. وينتشر موسمياً في فصل الشتاء من كل عام.
إنفلونزا الطيور: مرض معد تسببه فيروسات تصيب الطيور الداجنة والبرية (تختلف عن فيروسات الإنفلونزا التي تصيب الإنسان).
ومنذ عام 2003، تسبب فيروس إنفلونزا الطيور H5NI بإحداث إصابات حادة بين الطيور (تدعى شديدة الأمراض)، وانتقل من آسيا إلى أوروبا والشرق الأوسط ووصل الآن إلى أفريقيا ليشمل أكثر من 30 بلداً. وينتشر فيروس H5NI بسرعة مذهلة بين أسراب الطيور الداجنة، وتتراوح نسبة نفوق الطيور المصابة بين 90 و 100 في المائة، وغالباً ما يتم ذلك خلال 48 ساعة.
فيروساً سهل الانتقال بين الطيور ولا يحمل حالياً على سطحه الجزيئات   H5NIلحسن الحظ ما زال التي تمكّنه من التحول إلى فيروس يصيب الإنسان. ولكنه كأي فيروس يصيب الحيوانات دون أن تكتمل درجة H5NI تكّيفه، فقد أصاب الفيروس عدداً قليلاً من الأشخاص الذين تعرضوا له.
وعادة ما تحتاج العدوى بفيروس إلى التعرض عن قرب وبدرجة عالية إلى الطيور المصابة أو مخلفاتها. وحتى هذا التاريخ لا يوجد دليل ثابت عن انتقال العدوى من إنسان إلى إنسان وهو التفاعل التسلسلي لانتشار الإنفلونزا الموسمية العادية التي تصيب الإنسان.
وقد أدى الخوف وعدم توافر المعلومات والوعي بإنفلونزا الطيور إلى قيام بعض المجتمعات بتجنب الأشخاص الذين أصيبوا بالمرض مباشرة، أو حتى الذين يشتبه بأنهم مصابون.
ويحدث وباء الإنفلونزا عندما يظهر فيروس إنفلونزا جديد يمكن أن يصيب الإنسان. وبسبب نقص المناعة البشرية لهذا الفيروس، من المتوقع أن يكون انتشاره أسرع وأوسع نطاقاً من الإنفلونزا الموسمية. وبما أن الفيروس قد يسبب إصابات بين البشر، فمن المحتمل أن يتحول إلى فيروس يصيب الإنسان. وإذا ما تطور إلى فيروس يصيب الإنسان، فمن المحتمل أن تحدث وباء إنفلونزا بين البشر. ولا تعرف بالتحديد دورة تطور الفيروس: فقد تحدث بشكل مفاجئ، وقد تستغرق عدة سنوات، وقد لا تحدث أبداً.
ومن الصعب التكهن بمدى تأثير الجائحة، ولكن من المتوقع أن تزيد حالات الإصابة بالمرض لأن الناس لا يملكون أي مناعة ضد الفيروس الجديد. ومن المتوقع أن تزيد حالات الوفاة فضلاً عن تعطيل الجوانب الاقتصادية والاجتماعية. و سوف يكون تأثير الإصابات مباشراً على الأطفال، هذا إلى جانب التأثيرات المدمرة للجائحة على الجوانب الاقتصادية والاجتماعية. يجب على الجميع أن يتأهبوا لمواجهة جائحة محتملة.
ماذا يمكنك أن تفعل لتجنب الإصابة بإنفلونزا الطيور؟
اعتنِ بنفسك وكن مستعداً لتغيير بعض الأمور الروتينية في حياتك في حال وصلت إنفلونزا الطيور الحد الذي قد يعرّضك لخطر الإصابة.
قم بما تقوم به عادة للوقاية من انتشار الأمراض المعدية:
 اغسل يديك بشكل مستمر، فهذه ببساطة إحدى أكثر الطرق فعالية للوقاية من المرض.
حاول ألاّ تفرك عينيك أو تلمس وجهك بيدك كثيراً، إن كان ذلك ممكناً.
إن شعرت بالمرض، ابقَ في البيت وارتاح! فهذا لن يساعدك على التحسّن فحسب، بل إنك بذلك ستكون تصنع معروفاً بأصدقائك.
إن بدأت إنفلونزا الطيور بالانتشار بين الناس فعلاً، فعليك أن تتجنب الحشود وتبقى في البيت قدر الإمكان. وإن اضطررت إلى التعامل مع الكثير من الناس، فمن الممكن أن تضع قناعاً للوقاية.
مع أن هناك قلقاً كبيراً من احتمال تفشي المرض بين الناس، إلاّ أن هناك الكثير من الشك أيضاً. وفي الواقع، تقول منظمة الصحة العالمية إن خطر انتشار الوباء قد يدوم أشهراً أو سنين. ما زلنا لا نعلم إن كان ذلك سيحدث فعلاً، والمدة التي يحتاجها المرض ليتفشى بين البشر، ومدى أثر ذلك على الناس. لذا، من المهم أن نتحلى بالهدوء ونبقى على اطلاع في حال تفشّي المرض.
 
 
 المصدر: بيوتنا كنانة أونلاين