شبهات وأباطيل لخصوم الإسلام حول ميراث المرأة

بدأت في أوروبا خلال الفترة الأخيرة هجمة شرسة ضد الإسلام، فقد صدر أخيرًا آلاف الكتب التي تهاجم الدين الإسلامي، وسبب هذه الهجوم أن عدد الذين يعتنقون الإسلام في دول أوروبا زاد زيادة كبيرة، وشعرت أوروبا بنوع من الخطر تجاه هذه الزيادة.



أدلة العدوان على الإسلام:

ومن الأدلة على العدوانية الغربية التي تستهدف الإسلام وأهله قديمـًا وحديثـًا، ما قاله الرئيس الأمريكي الأسبق "ريتشارد نيكسون" في كتابه الأخير "اقتناص اللحظة" "يحذر بعض المراقبين من أن الإسلام سوف يكون قوة جغرافية متعصبة ومتراصة، وأن نمو عدد أتباعه، ونمو قوته المالية سوف يفرضان تحديـًا رئيسيـًا، وأن الغرب سوف يضطر لتشكيل حلف جديد مع موسكو من أجل مواجهة عالم إسلامي معاد وعنيف".. ويضيف نيكسون: "إن الإسلام و الغرب على تضاد، وأن المسلمين ينظرون إلى العالم على أنه يتألف من معسكرين لا يمكن الجمع بينهما، دار الإسلام ودار الحرب".  وأنه بعد انتهاء الحرب الباردة وسقوط الاتحاد السوفيتي، وانحلال حلف وارسو جرى تصعيد متعمد للعدوانية الغربية ضد الإسلام، حتى إن مدير معهد  بروكنغر في واشنطون هيلموت سونفيل يقول: "إن ملف شمال الأطلسي سوف يعيش، وأن حلف الغرب سيبقى مجموعة دول لها قيم أساسية مشتركة، وستبقى هذه المجموعة متماسكة معـًا من خلال الشعور بخطر خارجي من الفوضى أو التطرف الإسلامي".

ويقول وزير الخارجية الأمريكية الأسبق هنري كيسنجر في إبريل سنة 1990م في خطابه أمام المؤتمر السنوي لغرفة التجارة الدولية: "إن الجبهة الجديدة التي على الغرب مواجهتها هي العالم الإسلامي، باعتبار هذا العالم العدو الجديد للغرب، وأن حلف الأطلسي باقٍ رغم انخفاض حدة التوتر بين الشرق والغرب في أوروبا، ذلك أن أكثر الأخطار المهددة للغرب في السنوات القادمة آتية من خارج أوروبا، وفي نهاية التسعينيات فإن أخطر التحديات للغرب ستأتي من ناحية الجنوب ـ أي المغرب العربي ـ والشرق الأوسط".

سلاح العدوان على الإسلام:

وهنا أخذت أوروبا بتجنيد المستشرقين ليكتبوا ضد الإسلام ، فالاستشراق لم يكن في أي وقت من الأوقات مجرد بحث علمي كما ينظر إليه بعض المتساهلين، بل يخدم بدرجة أولى ونهائية موقف التعبئة الشاملة لدراسة العدو الإسلامي، والنفاذ إليه فالقلم والفكر والسلاح كلها مداخل أساسية اعتمد عليها الاستعمار التقليدي والجديد على حد سواء لتطويق العالم الإسلامي، وفرض الهيمنة عليه، ولذلك ما إن انتهت مرحلة الاستعمار القديم وأنماطه حتى ظهر نجم الاستشراق الذي لا يعيش إلا في ظل الحرب، ولكنه تحول إلى قطاعات ووسائل أخرى تتصل بميادين التبشير والإعلام، وهذا ما يفسر لنا الحملات التي يرفعها الإعلام الغربي باستمرار على الإسلام والمسلمين، أو المطبوعات الغزيرة التي تنهض بها الجامعات بنية إثارة الشكوك والتشويه.

وتركيز المستشرقين في الهجوم على الإسلام يتم من ناحية المرأة في كثير من النواحي، فقد حاول أعداء الإسلام النيل من نظام الإرث ومهاجمته، واستدلوا في هجومهم على أن المرأة ظلت فيه مظلومة، لأن للذكر مثل حظ الانثيين، واستغلوا هذه القسمة وادعوا على الله كذبـًا أنها قسمة غير عادلة، وأن الإسلام قد فضل فيها الابن على حساب حق البنت، وأن ذلك يتنافى مع مبدأ المساواة بين الرجل والمرأة في الإسلام،

ولذلك ظهرت في عالمنا الإسلامي حركات التحرر والسفور، تريد بها المرأة رفع ما وقع عليها من ظلم، سواءً أكان ذلك حقيقة أو شعورًا خاصـًا بها، وتسعى لنيل ما حُرمت منه من حقوق، إما أن يكون الدين قد كفلها لها، وإما أن تكون حقوقـًا رأت غيرها من النساء نالتها، أو تسعى لنيلها بصرف النظر عن مشروعيتها، وتبغي بحركتها هذه المساواة مع الرجل في كل ما يتمتع به من حقوق أو في أغلبها على حسب ما تراه هي.

ومن المؤسف أن بعض الدول الإسلامية الحاضرة جرت وراء التقليد واستجابت لصيحات النساء المتحررات، فقضت بمساواة المرأة مع الرجل في الميراث، وهو خروج على أمر الله ليس له فيما أعلم أية شبهة يمكن الاستناد إليها، وقد مرت قرون طويلة على المسلمين، وهم لا يبغون بشرع الله بديلاً.

مهاجمة نظام المواريث الإسلامي:

إن أعداء الإسلام الذين يهاجمون نظام الإرث في الإسلام، ويدعون أن المرأة مظلومة، لأن للذكر مثل حظ الانثيين، فهذا ادعاء باطل ومردود عليه، ولم يقصد به إلا الهجوم غير القائم على أساس من منطق أو تفكير، فنظام الإرث في الإسلام نظام مثالي، فهو إذ يقرر للمرأة نصف نصيب الرجل، فإنه قد حقق العدالة الاجتماعية بينهما.

فالمرأة قديمـًا كانت تباع وتشترى، فلا إرث لها ولا ملك، وإن بعض الطوائف اليهودية كانت تمنع المرأة من الميراث مع إخوتها الذكور، وإن الزوجة كانت تباع في إنجلترا حتى القرن الحادي عشر، وفي سنة 1567م صدر قرار من البرلمان الاسكتلندي يحظر على المرأة أن يكون لها سلطة على شيء من الأشياء.

أما عرب الجاهلية فقد وضعوا المرأة في أخس وأحقر مكان في المجتمع، فكانت توأد طفلة وتُورَث المرأة كما يورث المتاع، وكانوا لا يورثون النساء والأطفال....

فردوا بهذا على من يقابل دينكم بذلك....

موقع الأسرة السعيدة